|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(316)
زيد ؟ » قلت : نعم جعلت فداك ، قال : « رحمه الله أما إنّه كان مؤمناً ، وكان عارفاً ، وكان عالماً ، وكان صدوقاً ، أما إنّه لو ظفر لوفى ، [ أما ] إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها » قلت : يا سيّدي ألا اُنشدك شعراً قال : « أمهل » ثمّ أمر بستور فسدلت وبأبواب فتحت ، ثمّ قال : « أنشد » فأنشدته :
* ـ الظاهر : أعلامه. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. ** ـ خ. ل : وقفنا. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. *** ـ خ. ل : ربعه. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. **** ـ خ. ل : ألهو. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 1 ـ كذا في رجال الكشّي وديوانه ، وفي الأصل : شجىً. ***** ـ خ. ل : تولّيت. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. ****** ـ خ. ل : فراية. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 2 ـ قال في التاج 5/454 : .. فظع الأمر كـ : كرُم فظاعة : اشتدّت شناعته وجاوز المقدار في ذلك. 3 ـ في رجال الكشّي : أخدع ، وما في المتن أولى وأنسب. (317)
1 ـ الأبيات نقلتها كما هي من رجال الكشي طبعة جامعة مشهد ، وفي بعض الكلمات اختلاف مع ما نقل في المصادر الاُخرى. 2 ـ في المصدر : يشرب النبيذ فقال : رحمه الله ، قلت : .. 3 ـ في نسخة من رجال الكشّي : على الله بعزيز. 4 ـ وحديث فضيل الرسان رواه أيضاً في الأغاني 7/8 ، ولم يذكر سوى مستهل القصيدة ، كما وأنّ الكشّي اكتفى بذكر إثنى عشر بيتاً من القصيدة وإليك تمام القصيدة التي جاءت في ديوانه : 261 ـ 266 برقم 108 :
(318)
(319)
حدّثني (1) أبو سعيد محمّد بن رشيد الهروي قال : روى السيّد ـ وسمّـاه : إسماعيل وذكر أنّه خير (2) ـ قال : سألته عن الخبر الذي يروى أنّ السيّد اسودّ وجهه عند موته ؟ فقال : ذلك الشعر الذي يروى له في ذلك [ ما ] حدثني أبو الحسين بن أبي أيّوب المروزي ، قال : روي أنّ السيّد بن محمّد الشاعر اسودّ
ورواها أبو الفرج الإصفهاني في الأغاني 7/8 و/242 ـ 253 ، ومجالس المؤمنين 2/506 ، والمرزباني في أخبار السيد برواية فوات الوفيات 1/188 برقم 72 ، وروضات الجنات 1/108 ، وبحار الأنوار 47/325 ـ 326 ، ورجال الكشّي : 285 برقم 505 ، وظرافة الأحلام : 12 ـ 14 ، وضحى الإسلام 3/309 .. وغيرها من المجاميع من الخاصة والعّامة فإنّهم رووا هذه القصيدة ، وبعضهم اقتصر على أبيات وآخرون ذكروها أجمع باختلاف يسير في بعض الألفاظ. 1 ـ رجال الكشّي : 286 ـ 287 برقم 506 من القصيدة سبعة أبيات ، ومثله في روضات الجنّات 1/109 برقم 28 ، وأمالي الشيخ الطوسي 48 ، ومجالس المؤمنين 2/514 ، لكن في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عليه السلام : 76 ، ذكر من القصيدة ثلاثة عشر بيتاً ، وفي منهج المقال : 60 ، ومجمع الرجال 3/184 ، ذكر أيضاً سبعة أبيات ، فراجع. 2 ـ في المصدر : قال : حدّثني السيّد وسمّـاه وذكر أنّه خيّر. (320)
وجهه عند الموت ، فقال : هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين ؟! قال : فابيضّ وجهه كأنّه القمر ليلة البدر ، فأنشأ يقول :
1 ـ في المصدر : هواك. * ـ أي : أحمق. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 2 ـ أقول : في مجالس المؤمنين 2/515 ، وروضات الجنّات 1/109 برقم 28 : إنّهم ذكروا أنّه لمّا أسودّ وجهه اغتمّ منه المؤمنون الحاضرون عنده ، وفرح به الناصبون الشامتون ، فتراءى له ـ وهو في كرب السياق ـ سيّدنا أمير المؤمنين عليه السلام ، لما أنّه يحضر المؤمن والمنافق حين احتضاره ، فلمّا نظر إلى وجه مولاه ، تضرّع إليه ، وقال : أهكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين ؟! كما سمعه الحاضرون ، فتنوّر وجهه بذلك ، وفتح عينيه ، وأجرى هذه الأبيات على لسانه :
أقول : روي اسوداد وجه السيّد قدّس سرّه بصور مختلفة مختصرة ومطوّلة ، فقد روى هذه الكرامة في بشارة المصطفى : 76 ، والطوسي في أماليه 1/48 ، وابن شهر آشوب في مناقبه 3/224 ، وعلي بن عيسى الإربلي في كشف الغمة 1/548 ـ 549 ولكن بصورة أخرى وإليك عبارته : حدّث الحسين بن عون ، قال : دخلت على السيّد بن محمّد الحميري عائداً في علّته التي مات فيها ، فوجدته يساق به ، ووجدت عنده جماعة من جيرانه ـ وكانوا عثمانيّة ـ وكان السيّد جميل الوجه ، رحب الجبهة ، عريض ما بين السالفين ، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ، ثمّ لم تزل (321)
وحدّثني (1) نصر بن الصباح ، قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن بكير ، عن محمّد بن النعمان ، قال : دخلت على السيّد بن محمّد وهو لما به قد اسودّ وجهه ، وازرقّت عيناه ، وعطش كبده ، وهو يومئذ يقول بمحمد بن الحنفيّة ، وهو من حشمه ، وكان ممّن يشرب المسكر ، فجئت ـ وكان أبو عبد الله قدم الكوفة ؛ لأنّه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور ـ فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت : جعلت فداك ، إنّي فارقت السيّد بن محمّد الحميري وهو لما به قد إسودّ وجهه ، وازرقّت عيناه ، وعطش كبده ، وسلب الكلام ، وإنّه كان يشرب المسكر ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : « أسرجوا لي حماري » ، فاُسرج له وركب ومضى ، ومضيت معه
تنمى وتزيد حتى طبقت وجهه بسوادها ، فاغتّم لذلك من حضره من الشيعة ، وظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلاّ قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء ، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمى حتى اصفرّ وجهه وأشرق وأفتر السيّد ضاحكاً وقال :
ثم أتبع قوله هذا : أشهد أن لا إله إلاّ الله حقّاً حقّاً ، أشهد أنّ محمداً رسول الله حقّاً حقّاً ، أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً حقّاً ، أشهد أنّ لا إله إلاّ الله .. ثمّ أغمض عينه لنفسه ، فكأنما كانت روحه ذبالة طفيت ، أو حصاة سقطت. 1 ـ رجال الكشّي : 287 حديث 507 ، وجاءت في روضات الجنات 1/104 ، والغدير 2/245 ، وإكمال الدين1/33 ، ومجالس المؤمنين 2/506 ، والمناقب لابن شهر آشوب 4/246 ، والوافي بالوفيات 9/198 ، صححت الطبعة باعتناء يوسف خان اس ، ومجمع الرجال 3/185 ، ومروج الذهب 3/79 ، ومنتهى المقال : 58 [ المحقّقة 2/86 برقم ( 386 ) ] ، والأغاني 7/5 ، ومنهج المقال : 61. أقول هذه المصادر وغيرها ذكروا البيت المشار إليه ـ تجعفرت باسم الله .. ـ وبعضهم ذكر أبياتاً من القصيدة. كما وأنّ الكثير اختصروا بالفاظ مختلفة لكن المعنى والمحصل واحد ، وذكرها الأعلام بصور متفاوته عنه. (322)
حتى دخلنا على السيد ـ وإنّ جماعة محدقون به ـ فقعد أبو عبد الله عليه السلام عند رأسه ، وقال : « يا سيّد ! » ففتح عينيه ينظر إلى أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام ، وقد اسودّ وجهه ، فجعل يبكي وعينه إلى أبي عبد الله عليه السلام ، ولا يمكنه الكلام ، وإنّا لنتبيّن فيه أنّه يريد الكلام ولا يمكنه ، فرأينا أبا عبد الله عليه السلام حرّك شفتيه ، فنطق السيّد فقال : « جعلني الله فداك ، أبأوليائك يفعل هذا ؟! » فقال أبو عبد الله عليه السلام : « يا سيد ! قل الحقّ يكشف الله ما بك ، ويرحمك ، ويدخلك جنّته التي وعد أولياءه » ، فقال : في ذلك :
1 ـ يظهر جليّاً أنّ مرض السيّد رحمه الله كان في الكوفة ، وكان الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة ، وحضره ودعا له وقد اسودّ وجهه وازرقّت عيناه ، واعتقل لسانه ، فلما دعا له انطلق لسانه ، وقام وجلس وارتجل القصيدة ، وعاش سنين طويلة ، وذلك أنّ الإمام الصادق عليه السلام ارتحل إلى الرفيق الأعلى سنة 148 وتوفّي السيّد سنة 173 على قول فيكون قد عاش خمساً وعشرين سنة بعد الإمام عليه السلام وهو معتقد بإمامته موالياً له مستبصراً به نابذاً لاعتقاده بالكيسانية ، تاركاً لشرب الخمر .. فمحاولة ابن حجر في لسان الميزان ، والصفدي في الوافي بالوفيات في الحطّ عنه بأنّه لقّن الشهادتين فلم يتفوّه بها وقال عوضاً عنها : « وَحِيلَ بَيْنَهُم وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ » ناشئة عن نصبهما وحقدهما عليه ، ولابدّ لهما من ذلك ، لأنّ تولّيه لأهل البيت ونشر فضائلهم والبراءة من مخالفيهم ونشر فضائحهم لا تروق للنواصب. وهناك صورة ثانية لهذه الواقعة حيث روى شيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليه في إكمال الدين 1/33 ـ 35 ( صفحة : 20 ) حدثنا عبدالواحد بن محمّد العطّار النيسابوري رضي الله عنه ، قال : حدثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان بن سليمان ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حيّان السرّاج ، قال : سمعت السيّد بن محمد الحميري يقول : كنت أقول بالغلوّ ، وأعتقد غيبة محمّد بن عليّ ـ ابن الحنفية ـ قد ضللت في ذلك زماناً ، فمنّ الله عليّ بالصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام ، وأنقذني به من النار ، وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته ـ بعد ما صحّ (323)
عندي بالدلائل التي شاهدتها منه إنّه حجّة الله عليّ وعلى جميع أهل زمانه ، وأنّه الإمام الّذي فرض الله طاعته وأوجب الإقتداء به ـ فقلت له : يابن رسول الله ! قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحّة كونها ، فأخبرني بمن تقع ؟ فقال عليه السلام : « إنّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحقّ ، بقيّة الله في الأرض وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ». قال السيد : فلمّا سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه. وقلت قصيدتي التي أوّلها :
ثمّ قال : وقلت بعد ذلك قصيدة أخرى :
(324)
وروي (1) أنّ أبا عبد الله عليه السلام لقى السيّد بن محمّد الحميري ، فقال : سمّتك أمّك سيّداً ، ووُفِّقَتْ في ذلك ، أنت سيّد الشعراء ، ثمّ أنشد السيّد في ذلك :
وروي ذلك في مجالس المؤمنين 2/506 ، روضات الجنّات 1/104 ، والفصول المختارة 2/94 وخرّجها في ديوانه : 114 ـ 117 برقم 20 ، الغدير 2/246 ـ 247 ، والإرشاد : 226 .. وغيرها ، وهاتان المقطوعتان حجّة شرعيّة واعتراف صريح بتوبته عن الكيسانية ورجوعه إلى الحقّ ، والتدين والالتزام به. 1 ـ روى هذه المنقبة الكشّي في رجاله : 288 برقم 507 ، والقاضي نور الله في مجالس المؤمنين 2/503 ، والخوانساري في روضات الجنّات 1/103 ، ومجمع الرجال 3/185 ، والتعليقة على أمالي السيّد المرتضى 2/340 ، ومنهج المقال : 61 ، ولم تذكر في هذه المصادر سوى الأبيات الستة التي ذكرها الكشّي رحمه الله. 2 ـ خ. ل : الفقهاء ، وكذا في المصدر. (325)
وقال الكشّي (3) في ترجمة يونس بن عبد الرحمن ما لفظه : وجدت بخطّ محمّد ابن شاذان بن نعيم في كتابه ، سمعت أبا محمّد القمّاص الحسن بن علوية الثقة يقول : سمعت الفضل بن شاذان يقول : حجّ يونس بن عبد الرحمن أربعاً وخمسين حجّة ، واعتمر أربعاً وخمسين عمرة ، وألّف ألف جلد ردّاً على المخالفين ، ويقال : انتهى علم الأئمة إلى أربعة نفر أوّلهم : سلمان الفارسي ، والثاني : جابر ، والثالث : السيّد ، والرابع : يونس بن عبد الرحمن. بيان : لا يخفى عليك أنّ المراد بجابر فيه هو جابر بن يزيد الجعفي لا غيره ، وفي كون المراد بالسيّد هو الحميري تأمّلا بيّنّاً (4) ولعلّه لذلك لم يذكره الكشّي في 1 ـ في المصدر : لغير. 2 ـ في المصدر : فابشر. 3 ـ رجال الكشي : 485 حديث 917. 4 ـ أقول : لا أدري وأيم الحقّ لماذا تأمّل المؤلّف قدّس سرّه في عدّ السيّد ممّن انتهى علم الأئمة عليهم السلام إليهم مع أنّ من وقف على نظمه ونثره واطّلع على حجاجه وإقامة الحجج على مخالفيه من الكتاب العزيز والسنة الشريفة ، وتأمل في كيفيّة دحض مزاعمهم وتلفيقاتهم الباطلة ، علم بإحاطته التّامة على جميع مزايا الدين والمذهب ، واتضح له جليّاً بأنّ سيّدنا المترجم من المتضلّعين في علوم القرآن المجيد والسنة الشريفة ، ومن المتعمقين في معرفته للأدلّة العقلية ، وكيفية الاستدلال بها ، والدارس منها لنظم السيّد وحجاجه يتّضح له أنّه رضوان الله تعالى عليه من أئمّة اللغة والأدب ، (326)
ترجمة الحميري فتفحّص لعلك تقف على المراد به (1).
وقال في التعليقة (2) : وجدت أنّه كتب من خطّ الكفعمي رحمه الله ، قيل للصادق عليه السلام : إنّ السيّد لينال من الشراب ، فقال : إن زلّت له قدم فقد ثبتت له اُخرى ، ولمّا أنشد عنده عليه السلام قصيدته : لأمّ عمرو .. جعل عليه السلام يقول : شكر الله لإسماعيل قوله ، فقيل له : إنّه ليشرب النبيذ ، فقال عليه السلام : « تلحق مثله التوبة (3) ، ولا يكبر على الله تعالى أن يغفر الذنوب لمحبّنا ومادحنا » ، ولمّا توفّي ببغداد أتى من الكوفة تسعون كفناً ، فكفّنه الرشيد والمتبحّرين في علم التفسير والفقه والفضائل ، ومن خبراء وقائع العرب وأيامهم وأنسابهم ومحاسنهم ومساويهم ، بالإضافة إلى ذلك كلّه وقوفه التام على التاريخ العام ، وتاريخ الإسلام بالخصوص ، ولذلك كلّه كان رأساً في الطائفة ، ومن تعظيمها له كانت تلقى له وسادة في مسجد الكوفة ـ كما صرّح بذلك ابن عبد ربّه الأندلسي في العقد الفريد 2/189 ـ فلا غرو حينئذ بأن يُعدّ فيمن انتهى إليه علم الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، وأن ينظر إليه أنّه في عداد يونس بن عبد الرحمن وجابر بن يزيد وسلمان مع الفوارق المعلومة بينهم ، فكما أنّ سلمان ويونس ، وجابر لهم من الفوارق في مستوى المعلومات ، فكذلك بين سلمان والسيد والجامع لهم جميعاً فيما أظنّ هو أنّ لهؤلاء الأربعة إحاطة بفضائل أهل البيت ما ليس لغيرهم ، وإن امتاز كل واحد منهم بخصوصية ، كما ولهم في مراتب الإيمان تفاوت ، فالتأمّل في عدّ السيّد من الأربعة لا أعرف وجهاً له. 1 ـ أوضحت وجه انتهاء علم الأئمّة إلى هؤلاء الأربعة. 2 ـ تعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة على هامش منهج المقال : 131. 3 ـ أقول : إنّ المقطوعتين اللتين قدّمنا ذكرهما دليلان قاطعان على رجوعه عن الكيسانية وكتابه إلى الإمام الصادق عليه السلام يشهد برجوعه وتوبته عمّا كان عليه ، وقبول الإمام عليه السلام توبته ، بحيث يخرج كتابه من تحت مصلاّه ويريه لمن قال له : إنّ السيّد كان يشرب الخمر ، فيقول عليه السلام : « إنّ محبّي آل محمّد لا يموتون إلاّ تائبين » وإنّ السيّد يخبره بتوبته من شرب الخمر ويسأله الدعاء ، فتدبّر. (327)
وردّ أكفان العامّة ، وصلّى عليه المهدي ، وكبّر عليه خمساً ، وولد سنة ثلاث وسبعين ومائة (1).
وفي كشف الغمة (2) : وجد حَمّال يمشي بحمل قد أثقله ، فقال (3) : 1 ـ أقول : أخطأ الناسخ في كتابة ( ولد ) وكان عليه أن يكتب بدل ذلك : وتوفّي سنة 173 ، وذلك أنّ ولادة السيّد رحمه الله في سنة 105 بالإتفاق ، ووفاته قيل سنة 173 ، قال التستري في قاموسه نقداً على المؤلف قدّس سرّه 2/113 ( وما نقله المصنّف من كون ولادته سنة 173 غلط ). أقول : ليس الغلط من المصنّف قدّس سرّه وإنّما نقل ذلك عن فوات الوفيات لكنه مولع بالنقد وسوء الأدب ، وهو الأكثر كما في روضات الجنات 1/110 برقم 28 ، وفوات الوفيات 1/189 برقم 72 قال : في أوّل خلافة الرشيد سنة 173 ، ومنتهى المقال : 59 [ والطبعة المحقّقة 1/154 برقم ( 40 ) ] ، وتعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 131 ، ومجالس المؤمنين 2/517 ، وفي الوافي بالوفيات 9/197 برقم 4103 قال : وقيل : إنّه مات أوّل أيّام الرشيد سنة ثلاث وسبعين ومائة ، وقيل سنة ثمان ، وقيل غير ذلك. وفي الأعلام للزركلي 1/320 ، أرّخ وفاته بسنة ثلاث وسبعين ومائة وقال : اعتمدت في تاريخ ولادته ووفاته على ما جاء في فوات الوفيات ، وقال : سنة 178 ، وقيل سنة 179. وفي تاريخ ابن الوردي 1/179 فيمن مات سنة 178 وسنة 179 ، قال : وفيها توفّي السيّد الحميري الشاعر إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري الشيعيّ ، والسيد لقبه ، أكثر من الشعر ، ومن الوقيعة في الصحابة ، والهجو لعائشة. وفي البداية والنهاية 10/175 في ذكر حوادث سنة 179 : وفيها توفّي إسماعيل ابن محمد .. وفي النجوم الزاهرة 2/68 ، في حوادث سنة 171 : وفيها توفّي إسماعيل ابن محمّد بن زيد بن ربيعة ، أبو هاشم ، ويلقّب ب : السيّد الحميري .. هذه جملة من كلمات العامّة والخاصة في تاريخ وفاة المترجم رحمه الله والإختلاف فيها ، ولا يبعد صحة وفاته سنة 173 ، والله العالم. 2 ـ كشف الغمة 1/548 ، باختلاف يسير ، وقريب منه وذكر ابن المعتزّ في طبقات الشعراء أنّه رأى في بغداد حمّالا مُثقلاً ، فسأله عن حمله ، فقال : ميميّات السيّد الحميري. وفي تذكرة الشعراء لإبن المعتزّ : 36 ، وكذلك في مجالس المؤمنين 2/502 إنّ ميميّات السيّد حَمْل بعير. 3 ـ كشف الغمّة 1/584. (328)
ما معك ؟ فقال : ميميّات السيد. وغلب هذا الاسم عليه ولم يكن علويّاً. انتهى.
وعن ابن شهرآشوب (1) أنّه عدّه من شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين ، وقال : من أصحاب الصادق ، ولقي الكاظم عليهما السلام ، وكان في بدء الأمر خارجياً (2) ، ثمّ كيسانياً ، ثمّ إماميّاً ، وقيل (3) لأبي عبيدة (4) : من أشعر الناس ؟ قال : من شبّه رجلا بريح عاد ، يريد قوله :
1 ـ في معالم العلماء : 147 في فصل المجاهرين في شعرهم بمدح أهل البيت عليهم السلام. 2 ـ أقول : وسوف يتّضح لك أنّ السيّد رحمه الله لم يكن يوماً من أيام حياته خارجيّاً ، بمعنى أنّه معادياً لأهل البيت عليهم السلام ، بل كان من نعومة أظفاره موالياً لآل الله عليهم السلام ، نعم كان كيسانياً من صغره إلى برهة من عمره ثمّ اهتدى ببركة مولانا الصادق عليه السلام. 3 ـ في معالم العلماء : 146 ـ 147 في فصل المجاهرين في شعرهم بمدح أهل البيت عليهم السلام واكتفى بذكر هذا البيت ، إلاّ أنّ في الديوان المسمّى باسم السيّد الحميري جمع شاكر هادي شكر : 160 ـ 163 ، ذكر أحد عشر بيتاً وهي :
4 ـ في المصدر زيادة : النحوي. (329)
وقال بشّار : لولا أنّ هذا الرجل شغل عنّا بمدح بني هاشم لأتعبنا (1) ، وسمع مروان بن أبي حفصة * القصيدة المذهّبة فقال لكلّ بيت : سبحان الله ، ما أعجب هذا الكلام ! وقال الثوري (2) : لو قرأت القصيدة التي فيها :
ثم نقل (3) عن أبي المعتزّ في طبقات الشعراء (4) ما مرّ عن الكشف. 1 ـ كما جاء في معالم العلماء : 147 ، وفي الوافي بالوفيات 9/196 برقم 4103 : قال له بشّار بن برد : لولا أنّ الله شغلك بمديح أهل البيت [ عليهم السلام ] لافتقرنا. * ـ مروان بن أبي حفصة هذا من مبغضي أهل البيت ، ومكثري الهجاء لهم بشعره ، فهو مع نصبه قد عجب من القصيدة المذهّبة ، وهي مائة بيت وعشرة أبيات ، ومطلعها قوله :
2 ـ كما جاء في معالم العلماء : 147 ، وفي الأغاني 7/7 بسنده : .. قال حدثنا الزبير بن بكار قال : سمعت عمّي يقول : لو أنّ قصيدة السيد التي يقول فيها :
** ـ يريد أنّها تدخل في باب نقل الحديث ، وبيان الفضائل والمثالب. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 3 ـ أي ابن شهر آشوب في معالم العلماء : 147 قال : وذكر ابن المعتزّ في طبقات الشعراء أنّه رأى في بغداد حمّالا مثقلا فسأله عن حمله فقال : ميميّات السيّد الحميري. 4 ـ طبقات الشعراء : 36 ، وجاء في الأغاني 7/6 : وقال الموصلي : حدثني عمّي ، قال : (330)
جمعت للسيد في بني هاشم ألفين وثلاثمائة قصيدة ، فخلت أن قد استوعبت شعره ، حتى جلس إلي يوماً رجل ذو أطمار رثّة فسمعني أنشد شيئاً من شعره ، فأنشدني له ثلاث قصائد لم تكن عندي ، فقلت في نفسي لو كان هذا يعلم ما عندي كلّه ثمّ أنشدني بعده ما ليس عندي لكان عجيباً ، فكيف وهو لا يعلم ، وإنما أنشد ما حضره ، وعرفت حينئذ أن شعره ليس ممّا يدرك ولا يمكن جمعه كلّه. وفي طبقات الشعراء لابن المعتزّ أيضاً : 8 : وحكى عن السدري أنّه كان له [ أي للسيّد ] أربع بنات ، وأنّه حفّظ كلّ واحدة منهنّ أربعمائة قصيدة من شعره. وفي الأغاني 7/15 ، وطبقات الشعراء في أخبار السيّد : 49 ، باختلاف يسير بينهما كثير في الأبيات واللفظ للأوّل : كان السيّد يأتي الأعمش سليمان بن مهران الكوفي المتوفّى سنة 148 ، فيكتب عنه فضائل عليّ رضي الله عنه [ صلوات الله وسلامه عليه ] ويخرج من عنده ويقول في تلك المعاني شعراً ، فخرج ذات يوم من عند بعض أمراء الكوفة ، وقد حمله على فرس وخلع عليه فوقف بالكناسة ، ثمّ قال : يا معشر الكوفيّين ! من جاءني منكم بفضيلة لعلّي بن أبي طالب [ عليه السلام ] لم أقل فيها شعراً أعطيته فرسي هذا وما عليّ. فجعلوا يحدّثونه وينشدهم حتى أتاهم رجل منهم وقال : إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه [ صلوات الله وسلامه عليه ] عزم على الركوب فلبس ثيابه وأراد لبس الخفّ فلبس أحد خفيه ثمّ أهوى إلى الآخر ليأخذه فانقض عقاب من السماء فحلّق به ثمّ القاه فسقط منه أسود وانساب فدخل جحراً فلبس عليّ رضي الله عنه [ صلوات الله وسلامه عليه ] الخفّ ، قال : ولم يكن قال في ذلك شيئاً ففكر هنيئة ثمّ قال :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|