|
|||
(136)
وفيه : أنّ إسحاق ـ هذا ـ الذي جمع الله له الدنيا والآخرة ابن عمّـار بن حيّان الصيرفي ، الّذي لم ينطق أحد بكونه فطحيّاً ، كما يشهد بذلك أنّ أحداً لم يذكر لإسحاق بن عمّـار الساباطي أخاً اسمه : إسماعيل. وإنّما ذكر النجاشي إخوة لإسحاق بن عمّـار بن حيّان أحدهم إسماعيل ، فأورد السيّد رحمه الله ما ورد في الإثني عشري في الفطحي ، واعترض بعدم تعقّل حسن عاقبة من يعلم الإمام عليه السلام بأنّه بعده يدخل ابنه عبد الله الأفطح بينه وبين ابنه الإمام حقّاً مولانا الكاظم عليه السلام ، والتجأ في الجواب إلى تضعيف الرواية بالعبيدي والقندي ، مع أنّ الحق أنّ العبيدي ثقة مقبول الرواية. وأمّا القندي : فهو موثّق ؛ على أنّه رواها قبل الوقف (1). وهو حينئذ ثقة.
وقد وثّقه المفيد رحمه الله في الإرشاد (2). إسحاق بن عمّـار ، وأفقت بعد ما خرج إسحاق ، فقلت لأصحابي : افتحوا كيسي وأخرجوا منه مائة دينار فأقسموها في أصحابنا ، وأرسل إليّ أبو الحسن عليه السلام بقدح فيه ماء ، فقال الرسول : يقول لك أبو الحسن عليه السلام : اشرب هذا الماء فإنّ فيه شفاءك ( خ. ل : شفاء ) إن شاء الله ! ، ففعلت ، فأسهل بطني ، فأخرج الله ما كنت أجده في بطني من الأذى ، ودخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال : يا عليّ ! أما إنّ أجلك قد حضر مرّة بعد مرّة ( خ.ل : أخرى ) فخرجت إلى مكّة فلقيت إسحاق بن عمّـار ، فقال : والله أقمت بالمدينة ثلاثة أيّام ما شككت إلاّ أنّك ستموت ، فأخبرني بقصّتك ؟ فأخبرته بما صنعت وما قال لي أبو الحسن عليه السلام ممّا أنسأ الله في عمري مرّة بعد مرّة من الموت ، وأصابني مثل ما أصاب ، فقلت : يا إسحاق ! إنّه إمام ابن إمام وبهذا يعرف الإمام. 1 ـ أقول : هذه الرواية عن الصادق عليه السلام ، والوقف حدث بعد شهادة الإمام الكاظم عليه السلام ، وإن كان يحتمل روايته هذه بعد الوقف ، والله العالم. 2 ـ لم أظفر في الإرشاد على توثيق المفيد رحمه الله للمترجم. سوى ما جاء ؛ في صفحة : 285 [ الطبعة المحقّقة 2/248 ] في من روى النص على الرضا عليه السلام ذكر من الثقات محمد بن إسحاق بن عمّـار وهو كاف لإثبات وثاقته. (137)
فالحقّ في الجواب ما ذكرنا من كون من شهد له الصادق عليه السلام بأنّ له الدنيا والآخرة ، إنّما هو الصيرفي لا الساباطي.
ويشهد له أيضاً أنّ الصيرفي هو الّذي دنياه معمورة ، كما يكشف عنه ما نقله عن الكشّي من الحديث المتضمّن لكثرة ماله * ، ولم ينقل للساباطي مال. وبالجملة ؛ فقد تبع السيّد في الخلط المذكور أكثر من تأخّر عنه ، منهم آية الله العلاّمة في الخلاصة و .. غيره حتّى الميرزا ومن شابهه. ثم إنّ هذا الّذي نبّهنا عليه ليس كعدّة موارد مضت آخرها ترجمة : أحمد بن (*) أشرت بذلك إلى ما رواه الكشّي عن جعفر بن معروف ، قال : حدثني أبو الحسن [ خ. ل : أبو الحسين ] الرازي ، قال : حدثني إسماعيل بن مهران ، قال : حدثني محمد بن سليمان الديلمي ، قال : قال إسحاق بن عمّـار : لمّا كثر مالي أجلست على بابي بواباً يردّ عنّي فقراء الشيعة ، قال : فخرجت إلى مكّة في تلك السنة ، فسلمت على أبي عبد الله عليه السلام ، فردّ عليّ بوجه قاطب غير مسرور ، فقلت : جعلت فداك! وما الّذي غيّر حالي عندك ؟ قال : الذي غيّرك للمؤمنين ، فقلت : جعلت فداك ! والله إنّي لأعلم أنّهم على دين الله ، ولكنّي [ في المصدر : ولكن ] خشيت الشهرة على نفسي ، قال : يا إسحاق ! أمّا علمت أنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا اجتمع بين إبهاميهما مائة رحمة ، خمسة [ في المصدر : تسعة ] وتسعون [ منها ] لأشدّهما حبّاً لصاحبه ، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ، فإذا التثما لا يريدان بذلك إلاّ وجه الله ، قيل لهما : غفر الله لكما ، فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضاً [ في المصدر : بعضها ] لبعض : اعتزلوا بنا عنهما فإنّ لهما ستراً [ في المصدر : سرّاً ] وقد ستره الله عليهما ، قلت : جعلت فداك! وتسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه ؟! وقد قال [ الله ] عزّ وجلّ : « مَا يَلفُظُ مِن قَوْل إلاّ لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيدٌ » ( سورة ق ( 50 ) : 18 ) قال : فنكس رأسه طويلاً ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وهو يقول : « يا إسحاق ! إن كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد سمعه وعلمه الذي يعلم السرّ وأخفى ، يا إسحاق ! خف الله كأ نّك تراه ، فإن شككت في أنّه يراك فقد كفرت ، وإن تيقّنت [ في المصدر : أيقنت ] أنّه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. انظر : رجال الكشّي : 409 برقم 769. وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال : 176 برقم 1 تحت عنوان ثواب زيارة الاخوان ومصافحتهم مع اختلاف كثير وتفصيل أكثر وعباراته أتقن. (138)
محمّد بن نوح (1) ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (2) ، ممّا تفرّدنا بإبداء الخلط والخبط ، وتعدّد الرجلين ، بل سبقنا هنا في ذلك جمع ، منهم : الوحيد في التعليقة (3) ، والسيّد فيض الله في محكي حاشية المختلف (4) ، والسيّد عناية الله في محكي حواشي الكشّي (5) ، والشيخ البهائي في محكي مشرق
1 ـ ترجمة رقم ( 559 ) في صفحة : 92 من المجلّد الثامن. 2 ـ ترجمة رقم ( 564 ) في صفحة : 110 من المجلّد الثامن. 3 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 52. 4 ـ في التكملة 1/180 أنّه ممّن تنبّه إلى أنّ عمّـار بن إسحاق اثنان السيد فيض الله في حاشيته على المختلف ، فراجع ولم نجد لها نسخة خطية فضلاً عن سماعنا بطبعتها. 5 ـ قال في مجمع الرجال 1/188 ـ 189 : إسحاق بن عمّـار. هذا اسحاق بن عمّـار بن حيان التغلبي ، أبو يعقوب الصيرفي ، لا إسحاق بن عمّـار بن موسى الساباطي ، فإنّه ذكر العنوان في هذا الكتاب الغير المرتب هكذا في إسحاق وإسماعيل ابني عمّـار .. إلى آخره ، والذي أخوه إسماعيل هو ابن هذا الصيرفي كما نص عليه ( جش ) [ في رجاله : 55 برقم 165 ] ، وفي باب البر بالوالدين من الكافي [ 2/161 حديث 12 ] هكذا : عن عمّار بن حيّان قال : خبّرت أبا عبد الله عليه السلام ببرّ إسماعيل ابني إليّ .. الحديث. وهذا إسحاق بن حيان الصيرفي ، ذكر مع أخيه إسماعيل هذا في ( ق ) [ في رجال الشيخ : 148 برقم 125 : إسماعيل بن عمّـار الصيرفي الكوفي ، وفي صفحة : 149 برقم 135 : إسحاق بن عمّـار الصيرفي الكوفي ] ومنفرداً في ( م ) [ في رجال الشيخ : 342 برقم 3 : إسحاق بن عمّـار ثقة ] ، ومع إخوته وابني أخيه وأقربائه في ( جش ) [ رجال النجاشي : 55 برقم 165 ] كما ترى هنا .. إلى آخر ترجمته ، وتقدّم ابن أخيه عن ( ق ) [ رجال الشيخ : 142 برقم 3 ] : أحمد بن بشر بن إسماعيل بن عمّـار الصيرفي ، وبشر ابن إسماعيل الكوفي [ في رجال الشيخ : 155 برقم 12 ] وسيجيء [ عن رجال الشيخ : 355 برقم 19 ] : علي بن إسماعيل بن عامر [ عمار ظ ] وسيأتي ابن ابن ابنه عن ( لم ) [ في رجال الشيخ رحمه الله : 481 برقم 25 ] : علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي ، وابنه عن ( ضا ) [ في رجال الشيخ : 388 برقم 23 ] هكذا : محمّد بن إسحاق بن عمّـار الصيرفي ، وعن ( ست ) [ صفحة : 176 برقم 645 ] هكذا محمد بن إسحاق بن عمّـار ، وعن ( جش ) [ رجال النجاشي : 279 (139)
برقم 962 ] هكذا : محمد بن إسحاق بن عمّـار بن حيان التغلبي الصيرفي. وأخوه عن ( ق ) [ رجال الشيخ : 337 برقم 67 ] هكذا : يونس بن عمّـار الصيرفي التغلبي كوفي هذا ، وسيجيء عن ( ست ) [ 39 برقم 52 ] : إسحاق بن عمّـار الساباطي. وعمّه عن ( ق ) [ رجال الشيخ : 219 برقم 22 ] : الصباح بن موسى الساباطي. وكذا عن ( جش ) [ رجال النجاشي : 223 برقم 772 ] : عمّـار بن موسى الساباطي أبو الفضل مولى ، وأخواه قيس وصباح. في عمّـار وأخيه وأبوه عن ( كش )، و( ست ) و( جش ) هكذا : عمّـار بن موسى الساباطي وعمّار الساباطي مكرّراً. فعلم ممّا تلونا عليك أنّ المدار في التمييز والتغاير بين هذين الإسحاقين على أنّ الأول كوفي والثاني : ساباطي ـ وهي من قرى المدائن ، ويوم ساباط مشهور كما في ترجمة : إبراهيم بن محمد الثقفي ـ وعلى : التغلبي الصيرفي لعمّار ولولده في الأوّل ، وعلى : الساباطي ولولده موسى في الثاني وعلى أن جدّ الأوّل حيان ، وجد الثاني موسى ، ويدل على المغايرة بينهما أيضاً صفاتهما المذكورة في هذه الكتب من ذكر الفطحية لابن الساباطي كما في( ست )، ومن له أن إخوة فلان وفلان وأنّ له أولاداً ، ومن إطلاق التوثيق في ابن الصيرفي كما في ( جش ) و( م ) ، ومن أنّه شيخ من أصحابنا كما في ( جش ) ، ومن أنّ له كتاباً كما صرح به ( جش ) ونص عليه الشيخ في ( م ) ولابن الساباطي أصلاً كما صرّح به ( ست )، وقد صرّح الشيخ قدّس سرّه في تمام خطبة كتاب الفهرست [ فقال ] فلابدّ من أنّ أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح وهل يعول على روايته أوّلاً ، وأبيّن عن اعتقاده وهل هو موافق للحقّ أو هو مخالف له .. لأنّ كثيراً من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة ]. وفي ما يذكر في بيان هذا الكتاب عند ترجمة نفسه وعدّ كتبه فيه بما يظهر بل يعلم منه المغايرة بينهما من هذه الجهة أيضاً ، وعليها عمله في الكتاب كما لا يخفى مع التتبّع وقد تقدّمت الخطب. والحاصل ؛ أنّه لا يتصور ولا يمكن ـ مع ما ذكر ـ جواز الاتّحاد بينهما ، غاية الأمر نسيان ذكر ابن الصيرفي أصالة في( ست ) لا تبعاً فإنّه ذكر في ترجمة غياث بن كلوب منه [ راجع الفهرست : 149 برقم 562 ] ونسيان ذكر ابن الساباطي في ( جش ) وقد ينور ذلك أنّ الشيخ قدّس سرّه لمّا عرف أنّ ابن الساباطي ليس من رواة أحد من (140)
الشمسين (1) ، وصاحب الذخيرة (2) ، وصاحب الرياض (3) في مسألة ميراثالمفقود ، والميرزا في حاشية الوسيط (4) ، والمجلسي الأوّل (5) ، والمحدّث القاشاني (6) و .. غيرهم حيث نصّوا بتعدّد إسحاق بن عمّـار ، وأنّ الصيرفي ثقة صحيح المذهب ، والساباطي ثقة فطحي. الأئمّة عليهم السلام ما ذكر في رجال أحد منهم عليهم السلام ونسى ذكره في ( لم ) من ( جخ ) وليس هذا منه رحمه الله أوّل قارورة كسرها في الإسلام ، وحيث كان وضع كتاب ( ست ) لذكر أمثاله ذكره فيه أصالة ، ونسي ذكر ابن الصيرفي فيه أصالة. انتهى ما في مجمع الرجال ملخّصاً بزيادة توضيح منّا. وقد ذكر تفصيلاً كثيراً أخذنا مورد الحاجة ملخّصاً ، وإنّما ذكرنا هذا المقدار لتتضح الفوارق بين العنوانين. 1 ـ مشرق الشمسين : 277 قال : وقد يكون الرجل متعدّداً فيظنّ أنّه واحد كما وقع له طاب ثراه في إسحاق بن عمّـار فإنّه مشترك بين اثنين أحدهما من أصحابنا والآخر فطحي كما يظهر على المتأمّل ، فلابدّ من إمعان النظر في ذلك. 2 ـ ذخيرة المعاد : 358 كتاب الصلاة في مبطلات الصلاة ذكر رواية عن إسحاق بن عمّـار الثقة المشترك بين الفطحي وغيره وعدّ الرواية صحيحة ، فراجع. 3 ـ الرياض قال في المجلّد الثاني من كتاب الإرث في المسألة السادسة : المفقود الذي لا يعلم موته ولا حياته .. إلى أن قال : مع اعتبار سند الرواية بعد التعدّد بالموثقية بإسحاق بن عمّـار المشترك بين الموثّق والثقة .. إلى آخره. 4 ـ الوسيط لا زال مخطوطاً في بعض نسخه توجد حاشية وهي : الظاهر من التتبّع أنّ إسحاق بن عمّـار اثنان ابن عمّـار بن حيان الكوفي وهو المذكور في ( جش ) ، وابن عمار بن موسى الساباطي وهو المذكور في ( ست ) ، وأنّ الثاني فطحي دون الأوّل. 5 ـ روضة المتّقين 14/51 [ المخطوط : 29 من نسختنا المؤرخة بتاريخ كتابتها سنة 1063 والتي قوبلت على نسخة الأصل ، والناسخ هو الشيخ هادي بن المرحوم المولى صالح المازندراني سبط المؤلّف قدّس سرّه قال : والظاهر أ نّهما رجلان ولما أشكل التمييز فهو في حكم الموثق كالصحيح ]. ومثله في روضة المتقين المطبوع ، فراجع. 6 ـ وللسيد محمد باقر الشفتي الإصفهاني رسالة في أحوال إسحاق وقد بحث بحثاً مسهباً وأثبت تعدد إسحاق بن عمّـار بما لا مزيد عليه وقد طبعت هذه الرسالة مع عدة رسائل للسيد الشفتي رحمه الله بالقطع الكبير على الحجر. (141)
ويشهد بما ذكرناه أمور :
أحدها : وضوح الفرق بين جملة من أوصافهما ، فإنّ كنية الأوّل : أبو يعقوب ، والثاني لم ينقل له كنية. والأوّل : كوفي ، والثاني : ساباطي ، والأوّل : صيرفي ، ولم ينقل حرفة الثاني. وللأوّل إخوة أربعة : يونس ، ويوسف ، وقيس ، وإسماعيل ، ولم ينقل للثاني أخاً أصلاً. والأوّل جدّه : حيّان ، والثاني جدّه : موسى ، فإذا كانا مختلفين هذا الاختلاف ، فكيف يحكم بأنّ الّذي ذكره النجاشي هو الّذي ذكره الشيخ في الفهرست ؟!. وكيف يمكن اتّحادهما ، كما زعمه ابن طاووس والعلاّمة و .. غيرهما ؟! ثانيها : إنّ النجاشي والشيخ في رجاله ذكرا الأوّل من دون تعرّض بوجه لمذهبه ، ومن عادتهما المحقّقة التعرض لفساد المذهب وكشف سكوتهما في رجل عن فقده في حقّه ، مع أنّ كون الثاني فطحيّاً من الواضحات ، بل نزيد على ذلك ونقول : إنّ النجاشي قد صرّح بكون إسحاق الصيرفي من أصحابنا ، ولا يمكن عادة خفاء كون الساباطي فطحيّاً عليه ، حتّى يصحّ منه جعله إيّاه من أصحابنا ، فلابدّ وأن يكون مراده الصيرفي لا الساباطي. والعجب كلّ العجب من آية الله سبحانه [ كذا ] ، أنّه عنون في الخلاصة (1) إسحاق بن عمّـار بن حيّان على نحو ما تسمع من النجاشي وأخذ منه فقرتين من كلامه فقال : شيخ من أصحابنا ، ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ثم قال : وكان فطحيّاً .. إلى آخره. إذ ليت شعري إذا كان فطحيّاً ، فكيف يكون من أصحابنا ، فضلاً عن أن 1 ـ الخلاصة : 200 برقم 1 قال : إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي كان شيخاً من أصحابنا ثقة .. إلى أن قال : وكان فطحياً. (142)
يكون شيخهم ؟ أليس أصحابناهم الإثنى عشرية ؟ (1) ما هذا كلّه إلاّ تخليطاً واضحاً نشأ من الإستعجال في التصنيف ، فمن يجد في تصنيفاتي خطأ يتذكّر أمثال ذلك من آية الله حقّاً ويعذرني. وما الإنسان إلاّ محلّ السهو والنسيان ، وما المعصوم إلاّ من عصمه الله تعالى.
ثالثها : إنّ النجاشي قد بالغ في شهرة هذا الرجل وطائفته ، وأهل بيته ، فإذا كان بهذه الشهرة ، فكيف خفي كونه فطحيّاً عن النجاشي ؟ حيث لم يذكره مع عدم الخلاف في كونه فطحيّاً ، ووضوح امتناع سكوته عن بيانه مع اطّلاعه عليه. رابعها : إنّه روى في الكافي (2) ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن إسحاق بن (3) عمّـار بن حيّان ، قال : أخبرت (4) أبا عبد الله عليه السلام ببّر إسماعيل ابني لي فقال : « لقد كنت أحبّه ، وقد ازددت له حبّاً ». فإنّه لا يعقل حبّه عليه السلام للفطحي وإلاّ لكان إمضاء لمذهب الفطحيّة ، وذلك غير معقول. خامسها : رواية الكشّي (5) ، عن محمّد بن مسعود ـ الّتي تقدّمت عن التحرير الطاوسي ـ فإنّه لا يعقل شهادة الإمام عليه السلام بحسن آخرة من لا يخفى عليه إدخاله بعده غير المستحق للإمامة في سلك الأئمّة عليهم السلام. فلابدّ أن يكون المشهود له غير الفطحي ، ولا شبهة في أنّه لا ثالث لهما. 1 ـ انظر قول الكشّي رحمه الله في رجاله : 345 برقم 639 : .. وجماعة من الفطحية هم فقهاء أصحابنا ، منهم .. 2 ـ الكافي 2/161 حديث 12. 3 ـ لم ترد : إسحاق بن .. في الكافي. 4 ـ في المصدر : خبّرت. 5 ـ رجال الكشّي : 402 برقم 752 بسنده : .. عن زياد القندي ، قال : كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى إسحاق بن عمّـار ، وإسماعيل بن عمّـار ، قال : وقد يجمعهما لأقوام ، يعني الدنيا والآخرة. (143)
سادسها : ما رواه الكشّي رحمه الله (1) عن نصر بن الصبّاح ، قال : حدّثني سجّادة ، قال : حدّثني محمّد بن وضاح ، عن إسحاق بن عمّـار ، قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام جالساً حتّى دخل عليه رجل من الشيعة فقال له : « يا فلان ! جدّد التوبة ، وأحدث عبادة (2) ، فإنّه لم يبق من عمرك إلاّ شهر ». قال إسحاق : فقلت في نفسي : واعجباه ! كأنّه يخبرنا أنّه يعلم آجال شيعته ـ أو قال آجالنا ـ ، قال : فالتفت إليّ مغضباً ، وقال : « يا إسحاق ! وما ينكر من ذلك ! وقد كان الهجري مستضعفاً ، وكان عنده علم المنايا ، والإمام أولى بذلك من رشيد الهجري ؛ يا إسحاق ! أمّا إنّه قد بقي من عمرك سنتان ، أمّا أنّه يتشتّت أهل بيتك تشتّتاً قبيحاً ، ويفلس عيالك إفلاساً شديداً ».
ورواه في محكي إعلام الورى (3) ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عنه. ورواه الكليني (4) ، عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن سيف بن عميرة ، وزاد : فقلت : استغفر الله ممّا وقع في (5) صدري. ورواه في باب ولادة الكاظم عليه السلام عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق. وزاد بعد ذلك قول : فلم يثبث (6) إسحاق بعد هذا المجلس إلاّ يسيراً حتّى مات ، فما أتى عليهم إلاّ قليل حتّى قاموا بنو عمّـار بأموال الناس ، فأفلسوا. وإلى هذا الخبر أشار بقوله في التحرير الطاوسي (7) ـ متّصلاً بعبارته المزبورة ـ : 1 ـ الكشّي في رجاله : 409 برقم 768. 2 ـ في المصدر : أو أحدث عبادة .. 3 ـ إعلام الورى : 295 في آخر الفصل الثالث. 4 ـ الكافي 1/484 حديث 7. 5 ـ في المصدر : بما عرض في .. 6 ـ الكافي : يلبث ، وهو الظاهر. 7 ـ التحرير الطاوسي المخطوط : 11 من نسختنا. (144)
وقد روي أنّ إسحاق تردّد في شيء أخبره به أبو الحسن عليه السلام من الحوادث المستقبلة ، لكن فيه نصر بن الصبّاح ، وسجادة ، وهما مضعفان. انتهى.
وقد استشهد به في التكملة (1) ، لما نبّهنا عليه من تعدّد الرجلين ، قال : ووجه الدلالة ، أنّها تقتضي أن يكون إسحاق ـ هذا ـ من شيعته ، ويقرّ بإمامته. انتهى. ويمكن المناقشة فيه : بأنّ الفطحيّ أيضاً يقول بإمامة أبي الحسن موسى عليه السلام غايته أنّه يدخل عبد الله الأفطح بين الصادق والكاظم عليهما السلام فلا يتعيّن أن يكون المراد ب : إسحاق فيه هو الصيرفي ، ولعلّه اشتبه الأمر على صاحب التكملة ، فزعم أنّ إسحاق الساباطي مرميّ بالوقف ، فتأمّل كي يظهر لك عدم تمشّي ذلك أيضاً ، لأنّ الواقفي أيضاً يقول بإمامة الكاظم عليه السلام ويقف عليه. ثم إنّه لمّا آل الأمر بي إلى هنا ، عثرت على بناء المولى الوحيد رحمه الله (2) ـ أيضاً ـ على تعدّد المسمّين ب : إسحاق ، قال رحمه الله في شرح قول الميرزا : وكان ـ يعني إسحاق بن عمّـار بن حيّان ـ فطحيّاً ، ما لفظه : الفطحي ـ كما في الفهرست ـ هو إسحاق بن عمّـار الساباطي ، وهو غير ابن حيّان ، ولا منشأ للاتّحاد ، غير أنّ النجاشي لم يذكر ابن موسى والفهرست لم يذكر ابن حيّان ، والحكم به بمجرّد هذا مشكل ، مع أنّ عبارة النجاشي في غاية الظهور في كون ابن 1 ـ تكملة الرجال 1/183 في ترجمة إسحاق بن عمّـار بلفظه. وفي لسان الميزان 1/367 برقم 1141 قال : إسحاق بن عمّـار بن حيان بن يزيد ، أبو يعقوب الصيرفي الكوفي ، ذكره الطوسي في رجال جعفر الصادق وولده موسى بن جعفر [ عليهما السلام ]. وذكره ابن عقدة في رجال الشيعة ، وقال : له مصنف وكان ثقة ، روى عنه عتاب بن كلوب بن قيس البجلي ، والحسن بن محبوب ، وعبد الله بن المغيرة وغيرهم. 2 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 52 فإنّه قدّس الله روحه الطاهرة قد أعطى المقام حقّه من البحث والتحقيق ، فراجع. (145)
حيّان غير ابن موسى ، وأنّه إماميّ معروف مشهور ، هو وإخوته وابنا أخيه ، وأ نّهم طائفة على حدة لا طائفة عمّـار الساباطي ، المشهور المعروف في نفسه وفي كونه فطحيّاً ، بل وطائفته أيضاً كذلك. ومن ثمّ ذهب جمع من المحقّقين إلى التغاير ، وكون ابن حيّان ثقة ، وابن موسى موثّقاً ، ومنهم المصنّف رحمه الله في رجاله الوسيط (1).
ثمّ إنّ الوحيد قدّس سرّه قد أقام على ذلك شهوداً ، فلزمني إلحاق ما لم أهتد إليه من الشواهد على الوجوه المذكورة ، تكميلاً للفائدة ، وإتقاناً للمدّعى. فنقول : سابعها : عدم اتّصاف أحد من إخوة ابن حيّان بالساباطيّة ، ولم يذكروا بهذا الوصف في الرجال ولا في غيره ، وكذلك لم ينسبوا إلى موسى وكذلك ابني أخيه عليّ وبشر (2) ، بل في كلّ موضع (3) ذكروا بالوصف والنسب ، فبالصيرفي والكوفي وابن حيّان ، كما أنّ الصبّاح وقيساً أخوي عمّـار الساباطي لم يوصفا قطّ بالكوفية والتغلبيّة ، ولم ينسبوا كذلك إلى ابن حيّان ، بل الساباطيّة وابن موسى ، ومرّ (4) أحمد بن بشر بن عمّـار الصيرفي عن الصادق عليه السلام ، والظاهر أنّه بشر بن إسماعيل. وعلى أيّ تقدير ؛ فيه شهادة أخرى على المغايرة من حيث ملاحظة الطبقة ، فتأمّل. ثامنها : إنّ الصدوق رحمه الله في ثبت رجاله (5) قال : وما كان فيه عن يونس 1 ـ الوسيط : 24 من النسخة الخطيّة عندنا. 2 ـ خ. ل : بشير. 3 ـ ذكرت المواضع التي ذكروا أثناء ما نقلته من كلام مجمع الرجال ، فراجع. 4 ـ في صفحة : 339 من المجلّد الخامس. 5 ـ راجع مشيخة من لا يحضره الفقيه 4/74 قال : وما كان فيه عن يونس بن عمّـار .. (146)
ابن عمّـار ، فقد رويته .. إلى أن قال : عن أبي الحسن يونس بن عمّـار بن الفيض الصيرفي التغلبيّ الكوفي ، وهو أخو إسحاق بن عمّـار.
وسيجيء في باب علي (1) : علي بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّـار الكيساني (2) الكوفي العجلي (3) ، الّذي هو شيخ إجازة. وفي باب الميم (4) : محمّد بن إسحاق بن عمّـار بن حيّان التغلبي الصيرفيّ الثقة ، من أصحاب الكاظم عليه السلام وخاصّته. ويظهر من هذين أيضاً ما ذكرنا ، سيّما من الأخير ، فإنّ عمّـار بن موسى من أصحاب الكاظم عليه السلام فكيف ابن ابنه يكون من أصحابه وثقاته وخاصّته ، وأهل الورع والفقه والعلم من شيعته. مضافاً إلى أنّه روى الكليني رحمه الله في الكافي (5) ، وأصحاب الرجال (6) في (7) هشام بن سالم أنّ طائفة إلى أن قال : عن أبي الحسن يونس بن عمّـار بن الفيض الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمّـار .. وقد أنكر بعض المعاصرين في قاموسه 1/469 ذلك فقال : إنّ في مشيخة الفقيه هكذا : إسحاق بن عمّـار الفيض الصيرفي ، ولم نجد في المشيخة ذلك ، وربّما اشتبه عليه الأمر ، وما المعصوم إلاّ من عصمه الله تعالى. 1 ـ من رجال الشيخ : 481 برقم 25. 2 ـ في رجال الشيخ : الكسائي ، والظاهر أنّه الصحيح ، فإنّ في طبعة مؤسسة النشر الإسلامي : ابن عمّـار الكسائي العجلي راجع : 431 برقم 6182. 3 ـ الظاهر وقوع التصحيف فإنّه تغلبي لا عجلي ، فراجع. 4 ـ من رجال النجاشي : 279 برقم 962 ورجال الشيخ في أصحاب الكاظم عليه السلام : 360 برقم 30. 5 ـ الكافي 1/351 حديث 7. 6 ـ راجع رجال الكشّي : 282 حديث 502 ، ورجال السيّد بحر العلوم 3/165 ، وراجع التكملة 1/179 و197. 7 ـ كذا ، والصحيح : ـ عن ـ كما يعلم من الكافي. (147)
عمّـار وأصحابه بقوا على الفطحيّة ، وأيضاً يكون الأب والجدّ فطحيّين. بل ومن أعيانهم وأركانهم ، بل وأصلهم ، وهو يخالفهما في زمانهما إلى حيث صار من ثقات الكاظم عليه السلام وخواصّه ، ولم يشر إلى هذا مشير ، ربّما لا يخلو من بُعد وغرابة.
تاسعها : إنّ علماء الرجال ـ بل وغيرهم أيضاً ـ لم ينسبوا أحداً من إخوة حيّان ولا من ابني أخيه إلى الفطحيّة ، بل ظاهره عدم كونهم منهم ، سيّما إسماعيل وقيس ، فتأمّل. بل سيجيء في إسماعيل ما يشير إلى التغاير من وجوه ، فتأمّل. عاشرها : إنّ في الكافي (1) : أحمد بن محمّد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمّـار ، قال : سمعت الكاظم عليه السلام ينعى إلى رجل نفسه .. إلى أن قال : « يا إسحاق ! اصنع ما أنت صانع ، فإنّ عمرك فني ، وإنّك تموت إلى سنتين ، وإنّك تموت وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك إلاّ يسيراً ، حتّى تتفرّق كلمتهم ، ويخون بعضهم بعضاً ، حتّى يشمت بهم عدوّهم .. » الحديث. وهذا لا يلائم كون محمّد ابنه من ثقاته وخاصّته ، وكذا لا يلائم حال أخويه ، بل وابني أخيه أيضاً. وسند الحديث معتبر ، مع أنّه روي مكرّراً بغير هذا الطريق ، وفي غير الكافي. ولا يلائم هذا الحديث رواية عليّ بن إسماعيل بن عمّـار في موت إسحاق ، فتأمّل. حادي عشرها : إنّ إسماعيل ويونس عدّا من أصحاب الصادق عليه السلام وعمار من أصحاب الكاظم عليه السلام. وفي العيون (2) رواية عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، وصفوان بن يحيى ، عن 1 ـ الكافي 1/484 حديث 7. 2 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام : 27. (148)
إسحاق بن عمّـار ، عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « يا إسحاق ! ألا أبشّرك ؟ » قلت : بلى ، جعلني الله فداك ، فقال : « وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وخطّ عليّ عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم .. » وذكر الحديث (1) ـ يعني مضمون لوح فاطمة سلام الله عليها ـ أهداه الله إلى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفيه أسامي الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، وكونهم حججاً واحداً بعد واحد ، ومن جملتها أنّه قال تعالى (2) : « ولأكرمنّ مثوى جعفر ، ولأسترنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، وانتجبت بعده موسى عليه السلام وانتجبت بعده .. » إلى آخره ، ثم قال عليه السلام : « يا إسحاق ! هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ، ويصلح بالك » (3).
ويظهر من روايته هذه مضافاً إلى عدم فطحيّته ، كونه من خاصّة الصادق عليه السلام وممّن يوثق (4) عليه السلام به ، ويعتمد عليه. .. إلى غير ذلك من الشواهد المختلفة قوّة وضعفاً ، وما ذكرناه من الوجوه أقوى ممّا ذكره قدّس سرّه. وقد أغنانا الله تعالى بها عن التمسّك للتعدّد بما تمسّك به بعضهم ، ممّا رواه الكشّي رحمه الله (5) عن حمدويه (6) ، وإبراهيم ، قالا : حدّثنا أيوب ، عن ابن 1 ـ إلى هنا في المصدر باختلاف يسير. 2 ـ في ما خاطب جلّ شأنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بواسطة جبرئيل عليه السلام وليس من الكتاب الكريم كما تصوره بعض ! بل حديث قدسي ، فتفطّن. 3 ـ إلى هنا انتهى حديث العيون ، وقد ضمّنه الحديث الذي قبله صفحة : 25 ـ 26. 4 ـ كذا ، لعلّها : يثق ، ولها وجه. 5 ـ رجال الكشّي : 408 برقم 767. 6 ـ في المصدر بدون ( عن ). (149)
المغيرة ، عن عليّ بن إسماعيل بن عمّـار ، عن إسحاق قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّ لنا أموالاً ونحن نعامل الناس ـ وأخاف إنْ حدث حادث أن تفرّق (1) أموالنا ؟ قال : فقال (2) : « أجمع مالك في كلّ شهر ربيع ».
قال عليّ بن إسماعيل : فمات إسحاق في شهر ربيع. ووجه الاستدلال ؛ أنّ ظاهره موت إسحاق الصيرفيّ صاحب الأموال في زمان الصادق عليه السلام فيكون مغايراً للراوي عن الكاظم عليه السلام الّذي مات في زمانه عليه السلام ، كما يكشف عنه خبر سيف بن عميرة الّذي أسبقناه. ووجه القصور أنّه لم يدلّ على موت عمّـار في الربيع المقبل في أيّام الصادق عليه السلام ، وإنّما دلّ على موته في شهر ربيع ، كما يكشف عنه أنّه عليه السلام لم يقل في شهر الربيع ، بل قال : في كلّ شهر ربيع. وظاهره أنّه يدرك بعد ذلك أشهر ربيع متعدّدة ، غايته أنّه يموت في شهر ربيع ، فلا ينافي كون ذلك الربيع في زمان الكاظم عليه السلام ، بل الظاهر ـ أن لم نقطع به ـ أنّ المراد بإسحاق في كلّ من الروايتين هو الصيرفي ، فلا يدلّ على مقصد المستدلّ. وإذ قد تحقّق عندك تغاير الرجلين ، لزمنا الاقتصار هنا على ما عثرنا عليه في ترجمة الصيرفي ، وعنوان الساباطي بعد ذلك ، وثبت ما عثرنا عليه من حاله فيه. فنقول : إنّ الشيخ رحمه الله (3) قد عدّ إسحاق بن عمّـار الكوفيّ الصيرفي من أصحاب الصادق عليه السلام. ثمّ عدّ إسحاق بن عمّـار من أصحاب الكاظم (4) عليه السلام ، وقال : إنّه ثقة ، وله كتاب .. من دون أن يتعرّض لمذهبه ، ومراده به ـ أيضاً ـ الصيرفي ؛ لأ نّه 1 ـ في المصدر : أن تغرق. 2 ـ في المصدر : فقال له. 3 ـ رجال الشيخ : 149 برقم 135. 4 ـ رجال الشيخ : 342 برقم 3. (150)
الثقة الاثنا عشري.
وقال النجاشي (1) رحمه الله : إسحاق بن عمّـار بن حيّان ، مولى تغلب (2) أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وإخوته : يونس ويوسف وقيس وإسماعيل ، وهو في بيت كبير من الشيعة ، وأبناء أخيه علي بن إسماعيل ، وبشير (3) بن إسماعيل ، كانا من وجوه من روى الحديث. روى إسحاق ، عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، ذكر ذلك أحمد بن محمّد بن سعيد في رجاله ، له كتاب نوادر ، يرويه عنه عدّة من أصحابنا ، أخبرنا محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا سعيد (4) ، عن محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنا غياث بن كلوب بن قيس * البجلي ، عن إسحاق به. وعنون ابن داود (5) إسحاق بن عمّـار بن حيّان في القسم الأوّل ، وجمع بين شهادة النجاشي بكونه ثقة ، وشهادة الفهرست بأنّه فطحي ، لكنّه ثقة يعتمد عليه. 1 ـ رجال النجاشي : 55 برقم 165 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة بيروت 1/193 ـ 194 برقم ( 167 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 71 برقم ( 169 ) ، وطبعة الهند : 51 ـ 52 ]. 2 ـ في جميع طبعاته : بني تغلب. 3 ـ أقول : ذكر هنا ( بشير ) وفيما تقدّم ( بشر ) كما في أكثر طبعات النجاشي ، والصحيح هو الأوّل. (*) في طبعة جماعة المدرسين : سعد كما في مجمع الرجال 1/195. 5 ـ هكذا في نسخة النجاشي ، لكن العلاّمة رحمه الله في الايضاح قال : غياث بن كلوب بن فيهس ـ بالفاء ، ثم الياء المنقّطة تحتها نقطتين ، ثم الهاء ، ثم السين المهملة ـ. انتهى. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. راجع : إيضاح الاشتباه : 250 ـ 251 برقم ( 513 ). أقول : ذكر النجاشي في ترجمة إسحاق بن عمّـار ـ غياث بن كلوب بن فهيس ـ ولكن ذكر في ترجمة غياث نفسه في صفحة : 234 برقم 827 هكذا : غياث بن كلوب ابن فهيس ـ فالخطأ ناش من عبارة النجاشي في إسحاق ، فراجع وتدبّر. 5 ـ رجال ابن داود : 52 برقم 161. |
|||
|