تنقيح المقال ـ الجزء الرابع عشر ::: 46 ـ 60
(46)
    الضبط :
    قد مرّ (1) سابقاً أنّ الخزرج إحدى قبيلتي الأنصار ، وقد اختلفت النسخ في حزام ، ففي بعضها بالحاء المهملة ، والزاي المعجمة ، والألف ، والميم ، وبه ضبط ابن حجر في محكي تقريبه (2).
    وفي بعضها حرام : بالحاء والراء المهملتين ، والألف ، والميم. وبه ضبط
تجريد أسماء الصحابة 1/73 برقم 683 ، تهذيب التهذيب 1/42 برقم 67 ، مشكاة المصابيح 3/620 برقم 113 ، طبقات ابن سعد 3/561 ، المعارف لابن قتيبة : 307 ، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 3/389 ، تهذيب الأسماء واللغات 1/142 برقم 100 ، تقريب التهذيب 1/122 برقم 9 ، تهذيب الكمال 4/443 برقم 871 ، الثقات لابن حبان 3/51 ، الجرح والتعديل 2/492 برقم 2019 ، تاريخ خليفه خياط 1/335 ، التاريخ الكبير 2/207 برقم 2208 ، الوافي بالوفيات 11/27 برقم 45 ، الجمع بين رجال الصحيحين 1/72 برقم 277 ، تاريخ الطبري في مواضع ، تاريخ الكامل لابن الأثير فى مواضع كثيره ، سير أعلام النبلاء 3/125 ، مرآة الجنان 1/158 في حوادث سنة 78 ، المحبر : 404 و413 و415 ، تذكرة الحفّاظ 1/43 في نبلاء الصحابة الّذين حديثهم في الصحاح ، نكت الهميان في نكت العميان للصفدي : 132 ، تاج العروس 3/86 ، دول الإسلام للذهبي 1/56 في حوادث سنة 78 ، النجوم الزاهرة 1/198 في حوادث سنة 78 ، شذرات الذهب 1/84 في حوادث سنة 78 ، جامع الأصول 3/460 ، تاريخ الثقات للعجلي : 93 برقم 195.
1 ـ مرّ في صفحة : 285 من المجلّد التاسع.
2 ـ قال في تقريب التهذيب 1/122 برقم 9 : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، بمهملة وراء ، الأنصاري ، ثم السلمي ، بفتحتين ، صحابي بن صحابي ، غزا تسع عشرة غزوة ، ومات بالمدينة بعد السبعين ، وهو ابن أربع وتسعين.
    أقول : يظهر ممّا سلف عن التقريب ضبطه بالحاء والراء المهملتين ، لكن في مجمع الرجال 2/6 ذكره بالحاء المهملة والزاي المعجمة ، فقال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام.


(47)
الساروي في توضيح الاشتباه (1) ، ومثله في الإصابة (2) ، .. وغيرها.
    وفي بعضها : خزام (3) ـ بالخاء والزاي المعجمتين ـ.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) تارة : من أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قائلا : جابر بن عبد الله بن عمر بن حرام ، نزل المدينة ، شهد بدراً وثماني عشر غزوة مع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. مات سنة ثمان وسبعين. انتهى.
    واُخرى (5) : فى أصحاب عليّ عليه السلام ، قائلا : جابر بن عبد الله الأنصاري المدنيّ العربي الخزري. انتهى.
    وثالثة (6) : من أصحاب الحسن عليه السلام ، قائلا : جابر بن عبد الله
1 ـ توضيح الاشتباه : 88 برقم 351 قال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، بالمهملتين .. إلى أن قال : الخزرجي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، شهد بدراً وثمان غزوة معه ، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، عالي الرتبة ، حسن العقيدة.
2 ـ الإصابة في معرفة الصحابة 1/214 برقم 1026.
3 ـ في منهج المقال : 77 [ المحقّقة 3/145 برقم ( 959 ) ] ، قال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن خزام. بالخاء المعجمة والزاي المعجمة أيضاً.
4 ـ قال الشيخ في رجاله : 12 برقم 2 : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام.
    وفي رجال البرقي : 2 ـ بعد أن ذكر أبو ليلى ، وشبير ، وأبو عمرة ، وأبو سنان الأنصاريان ـ قال : جابر بن عبد الله الأنصاري عربيّ مدنيّ من بني الخزرج.
5 ـ رجال الشيخ : 37 برقم 3 ، وذكره البرقي في رجاله : 3 ، وعدّه في أصفياء أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي شرطة الخميس ، وفي الاختصاص : 3 وصفه بكونه من شرطة الخميس.
6 ـ الشيخ في رجاله 66 : برقم 1 ، وذكره البرقي في رجاله : 7 في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام.


(48)
الأنصاري.
    ورابعة (1) : من أصحاب الحسين عليه السلام .. مثل قوله في باب أصحاب الحسن عليه السلام.
    وخامسة (2) : في أصحاب السجّاد عليه السلام ، قائلا : جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وسادسة (3) : في أصحاب الباقر عليه السلام ، قائلا : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أبو عبد الله الأنصاري. انتهى.
    وفي التحرير الطاوسي (4) : جابر بن عبد الله ، تكاثرت الرواية في مدحه ، وما رأيت ما يخالفها. وعن الفضل بن شاذان أنّه : من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام. انتهى.
    ونقل في آخر الباب الأوّل من الخلاصة (5) عن البرقي (6) عدّه من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
1 ـ الشيخ في رجاله : 72 برقم 1 ، وعدّه البرقي في رجاله : 7 في أصحاب الإمام الحسين عليه السلام.
2 ـ الشيخ في رجاله : 85 برقم 1 ، وعدّه البرقي في رجاله : 8 في أصحاب الإمام السجاد عليه السلام.
3 ـ الشيخ في رجاله : 111 برقم 1 ، وعدّه البرقي كذلك في رجاله : 9 في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام.
4 ـ التحرير الطاوسي المخطوط : 24 من نسختنا ، [ وتحقيق السيد الترحيني : 69 برقم 80 ، وطبعة مكتبة السيد المرعشي النجفي : 116 برقم 83 ] ، ولاحظ : اختيار معرفة الرجال : 38 و41 و44.
5 ـ الخلاصة : 192.
6 ـ رجال البرقي : 3 ، وكذا عدّه من شرطة الخميس.


(49)
    وقال في باب الجيم من القسم الأوّل من الخلاصة (1) : جابر بن عبد الله من
1 ـ الخلاصة : 34 برقم 1.
    وذكره ابن داود في رجاله : 79 برقم 284 [ الطبعة الحيدرية : 60 ـ 61 برقم ( 288 ) ] فقال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حِزام [ خ. ل : خزام ] الأنصاري ( ل ) ( ي ) ( ن ) ( سين ) ( ين ) ( قر ) ( جخ ) ، عظيم الشأن ، قال الصادق عليه السلام : « إنّه كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم » وكان منقطعاً إلينا أهل البيت. وكان يقعد في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو معتمّ بعمامة سوداء ، روى أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال له : « إنّك تلقي الباقر من ولدي فقل له .. كذا وكذا » ، شهد بدراً وثمانية عشر غزاة مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، مات سنة ثمان وسبعين.
    وقال السيد بحر العلوم في رجاله : المسمّي ب‍ : الفوائد الرجالية 2/135 ـ 141 : جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري أبو عبد الله ، صحابيّ بن صحابيّ ، شهد بدراً ـ على خلاف في ذلك ـ والعقبة الثانية ، وكان أبوه أحد النقباء الاثنى عشر من الأنصار ، وهو من علماء الصحابة وفضلائهم ، وممّن كان يؤخذ عنه في مسجد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد كان ـ رضي الله عنه ـ شديد الانقطاع إلى أهل البيت ، صريح الولاء لهم ، معروفاً بذلك لدى الخاصة والعامّة ، روي أنّه كان يتوكأ على عصاه ، ويدور في سكك المدينة ومجالس الناس ويقول : عليّ خير البشر ، من أبي فقد كفر .. معاشر الأنصار ، أدّبوا أولادكم على حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فمن أبى فلينظر في شأن أمّه. وإنّما لم يتعرّض له القوم لسنّه ، وشرفه ، وصحبته ، وكان جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعمّر عمراً طويلا ، وأدرك أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام وبلغّه سلام جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .. إلى أن قال : وفضائل جابر ومناقبه كثيرة ، توفي رضي الله عنه سنة ثمان وسبعين ، وهو ابن أربع وتسعين ، وقيل : غير ذلك.
    وفي الخصال للشيخ الصدوق باب الاثني عشر : 491 حديث 70 بسنده : .. عن أبان ابن عثمان الأحمر عن جماعة مشيخة قالوا : اختار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أمّته اثنى عشر نقيباً أشار إليهم جبرئيل وأمره باختيارهم كعدة نقباء موسى عليه السلام تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ..
    وعدّ منهم عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر بن عبد الله.


(50)
أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، شهد بدراً ، أورد الكشّي في مدحه روايات كثيرة من غير أن يورد ما يخالفها ، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير.
    قال الفضل بن شاذان (1) : إنّه من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
    وقال ابن عقدة : جابر بن عبد الله منقطع إلى أهل البيت عليهم السلام.
    وروى مدحه محمّد بن مفضل ، عن محمّد بن سنان ، عن جرير ، عن الصادق عليه السلام. انتهى.
    وأقول : من روايات الكشّي الّتي أشار إليها ، ما رواه (2) عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير ، قالا : حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي الزبير المكّي ، قال : سألت جابر ابن عبد الله فقلت : أخبرني أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب (ع) ؟ قال : فرفع حاجبه (3) عن عينيه ـ وقد كان قد سقط على عينيه ـ قال : فقال : ذاك خير البشر ، أما والله إنّا كنّا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله
وقال في مناقب ابن شهر آشوب 1/174 ما حاصله : إنّ جابر بن عبد الله من الّذين بايعوا في العقبة الأولى والثانية ، ثم كان من السبعين ، ثم من الاثنى عشر.
    أقول : فهو جابر بن عبد الله بن رئاب وليس المترجم له قطعاً فتفطّن. ولا يلتبس عليك كما التبس على بعض المعاصرين فظنه المترجم له ، ولذلك أنكر رواية ابن شهرآشوب.
1 ـ هذا الرواية رواها الكشي في رجاله : 38 برقم 78 عن الفضل بن شاذان.
2 ـ الكشي في رجاله : 40 ـ 41 برقم 86.
3 ـ في المصدر : حاجبيه.


(51)
وسلّم ببغضهم إيّاه.
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (1) ، عن محمد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد بن يزيد القمّي عن أحمد بن محمد بن عيسى القمي ، عن ابن فضّال ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « كان عبد الله أبو جابر بن عبد الله من السبعين ، ومن الاِثني عشر ، وجابر من السبعين ، وليس من الاثني عشر ».
    بيان :
    السبعون : هم الّذين كانوا بايعوا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في عقبة منى ، والاثنا عشر الّذين بايعوه صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل ذلك ، وعيّنهم صلّى الله عليه وآله وسلم نقباء للأنصار.
    ومنها :
    ما رواه هو رحمه الله (2) عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن حريز ، عن أبان بن تغلب ، قال : حدّثني أبو عبد الله عليه السلام ، قال : « إنّ جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكان رجلا منقطعاً إلينا أهل البيت (ع) ، وكان يقعد في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو معتمّ
1 ـ الكشي في رجاله : 41 برقم 87.
2 ـ رجال الكشي : 41 برقم 88 ، والاختصاص : 62 ، والخرائج والجرائح 1/279 حديث 12 ، والكافي 1/469 ، وبحار الأنوار 11/64 ، وفي نقد الرجال : 65 برقم 9 [ المحقّقة 1/333 برقم ( 884 ) ] قال : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري نزل المدينة ، شهد بدراً وثماني عشر غزوة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، مات سنة ثمان وسبعين ، ( ل ) ، ( ي ) ، ( سين ) ، ( ين ) ، ( قر ) ، ( جخ ) وأورد الكشي في مدحه روايات كثيرة تدل على علوّ مرتبته ، وحسن عقيدته وانقطاعه إلى أهل البيت عليهم السلام.


(52)
بعمامة سوداء ، وكان ينادي : يا باقر العلم .. ! يا باقر العلم .. ! وكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، وكان يقول : لا والله لا أهجر ، ولكنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، يقول : « إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقراً » ، فذاك الّذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينا جابر يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة ، إذ هو بطريق في ذلك الطريق كتّاب فيه : محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام ، فلمّا نظر إليه (1) ، قال : يا غلام ! أقبل ! فأقبل ، ثمّ قال له : أدبر ! فأدبر. فقال : شمائل رسول [ الله ] صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والّذي نفس جابر بيده ؛ يا غلام ! ما اسمك ؟ ، فقال : اسمي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب [ عليهم السلام ]. فأقبل إليه يقبّل رأسه ، وقال : بأبي أنت وأمي ، رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرئك السلام ويقول لك (2) .. ، قال : فرجع محمّد بن عليّ عليه السلام إلى أبيه ـ وهو ذعر ـ فأخبره الخبر ، فقال له : « يا بنيّ ! قد فعلها جابر ؟ » قال : نعم ، قال : « يا بنيّ ! ألزم بيتك » ، فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، وكان أهل المدينة يقولون : واعجباه لجابر! يأتي هذا الغلام طرفي النهار. وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يلبث أن مضى عليّ بن الحسين (3) عليهما السلام ،
1 ـ تدلّ هذه الجملة على أنّه كان بصيراً والإمام عليه السلام كان في زمن طفوليّته ، والرواية صحيحة السند ؛ فإنّ حمدويه وإبراهيم ثقتان ، ومحمد بن عيسى هو ابن عبيد الثقة على المختار ، ومحمد بن سنان ثقة أيضاً عندنا ، وحريز بن عبد الله السجستاني وأبان بن تغلب ثقتان ، فالرواية صحيحة على المختار.
2 ـ في نسختنا من رجال الكشي : ويقول لك .. ويقول لك ..
3 ـ لا يمكن الأخذ بظاهر هذا الكلام ، ولابدّ من التصرف فيه بناء على صحّة الرواية ؛ لأنّ


(53)
وكان محمّد بن علي عليهما السلام يأتيه على وجه الكرامة لصحبته رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال : فجلس فحدّثهم عن أبيه (1) عليه السلام ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أجرأ من هذا ، يحدّث عمّن لم يره. قال : فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن جابر بن عبد الله .. فصدّقوه وكان جابر ـ والله ـ يأتيه يتعلّم منه.
    بيان : الكتّاب ـ مشدّد التاء ـ موضع تعلّم الكتابة ، أو هو جمع كاتب (2). والمراد أنّه وجد جماعة من الأولاد المجتمعين لتعلّم الكتابة (3).
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (4) عن أبي محمّد جعفر بن معروف ، عن الحسن ابن علي بن النعمان ، عن أبيه ، عن عاصم الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قال
جابراً مات سنة 78 والإمام السجاد عليه السلام توفي سنة 95 ؛ فالإمام بعد في حال الحياة ، فتفطن.
1 ـ جاء في الاختصاص وفي الخرائج والجرائح : فحدثهم عن الله تبارك وتعالى ، فكان أهل المدينة يقولون : ما رأينا أحداً قد أجرأ من ذا ! ، قال : فلمّا رأي ما يقولون حدّثهم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أكذب من هذا يحدث عمّن لم يره .. !
2 ـ قال ابن منظور في لسان العرب 1/699 : المَكْتَب والكُتّاب : موضع تعليم الكُتّاب ، والجمع الكتاتيب والمكاتِب. المبرِّد : المَكْتَب موضع التعليم ، والمُكْتِبْ المعلِّم ، والكُتّاب الصبيان ، قال : ومن جعل الموضعَ الكُتّاب فقد أَخطأ .. ورجلٌ كاتب ، والجمع : كُتّاب وكَتَبَة.
3 ـ قوله قدّس سرّه : موضع تعلّم الكتابة ، أو جمع كاتب ـ إنّما هو بالنظر إلى نفس الكلمة ، أي تأتي بمعنيين ، أمّا المورد فلا يحتمل إلاّ المعنى الأول ، وذلك إنّ قوله : فيه محمد بن علي ، يعيّن ذلك.
4 ـ أي الكشي في رجاله : 42 حديث 89 باختلاف يسير.
    أقول : هذه الرواية تدلّ على أنّه كان بصيراً يوم ذاك ، وكان الإمام الباقر عليه السلام في طفوليته.


(54)
لي أبو عبد الله عليه السلام : « إنّ لأبي مناقب ما هنّ لآبائي ، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لجابر بن عبد الله الأنصاري : إنّك تدرك محمّد بن عليّ فاقرأه منّي السلام ». قال : « فأتى جابر منزل عليّ بن الحسين عليهما السلام فطلب محمّد بن عليّ عليهما السلام ، فقال له عليّ عليه السلام : هو في الكتّاب أرسل لك إليه ؟ » قال : لا ، ولكنّي أذهب إليه .. فذهب في طلبه ، فقال للمعلّم : أين محمّد بن علي (ع) ؟ قال : هو في تلك الرفقة ، أرسل لك إليه ؟ قال : لا ، ولكنّي أذهب إليه. قال : فجاءه فالتزمه ، وقبّل رأسه ، وقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أرسلني إليك برسالة ، أن أقرئك السلام. قال : عليه وعليك السلام. قال له جابر : بأبي أنت وأمّي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيامة. قال : « قد فعلت ذلك يا جابر ! ».
    ومنها : ما رواه هو (1) ، عن أحمد بن علي القمّي السلولي ، عن إدريس بن أيّوب القمّي ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قال : « جابر يعلم » ، وأثنى [ عليه ] (2) خيراً ، قال : فقلت له : وكان من أصحاب عليّ عليه السلام ؟ قال : « كان جابر يعلم (3) قول الله عزّ وجلّ : « إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ
1 ـ رجال الكشي : 43 برقم 90.
2 ـ كذا في تعليقة السيد الداماد المطبوع مع رجال الكشي 1/224 ومثله في رجال الكشي.
3 ـ الظاهر سقوط كلمة ( تأويل ) ، والصحيح : يعلم تأويل قول الله عزّ وجلّ.
    أقول : يظهر من كلمة « كان جابر » أنّه لم يكن في قيد الحياة في زمان إمامة الباقر عليه السلام ، وذلك إن وفاة جابر في سنة 78 ووفاة الإمام السجاد عليه السلام في سنة 95 ، فعليه أدرك الإمام الباقر عليه السلام قبل أن يتسنّم دست الإمامة.


(55)
إِلَى مَعَاد » (1).
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (2) ، عن أحمد بن علي ، عن إدريس ، عن الحسين (3) بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن محمّد بن مسلم وزرارة ، قالا : سألنا أبا جعفر عليه السلام عن أحاديث فرواها عن جابر ، فقلنا : ما لنا ولجابر ! فقال : « بلغ من إيمان جابر أنّه كان يقرأ (4) هذه الآية : « إنَّ الّذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلى مَعَاد » (5) ».
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (6) ، عن أحمد بن علي القمّي شقران السلولي ، عن إدريس ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قلت : ما لنا ولجابر تروي عنه ؟ فقال : « يا زرارة ! إنّ جابراً قد كان يعلم تفسير (7) هذه الآية : « إنَّ الّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إلى مَعَاد » ».
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (8) ، عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد ، عن
1 ـ سورة القصص ( 28 ) : 85.
2 ـ أي الكشي في رجاله 43 برقم 91.
3 ـ الظاهر وقوع تصحيف في السند والصحيح : عن الحسين بن سعيد ، وبشير مصحّفة ، بقرينة الرواية التي قبلها وبعدها.
4 ـ الظاهر سقوط كلمة ( تأويل ) في المقام ، والصحيح : يقرأ تأويل هذه الآية ، بقرينة الروايات المشابهة لها ، وعدم تمامية المعنى إلاّ بذاك.
5 ـ سورة القصص ( 28 ) : 85.
6 ـ أي الكشي في رجاله : 43 برقم 92.
7 ـ في رجال الكشي : يعلم تأويل هذه الآية .. وهو الصحيح ؛ لأنّ تفسيرها معلوم لدى المفسّرين.
8 ـ أي الكشي في رجاله : 44 برقم 93.


(56)
محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن الشقري (1) ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل (2) بن عثمان ، عن أبي الزبير ، قال : رأيت جابراً يتوكّأ (3) وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ، وهو يقول : عليّ (ع) خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ، يا معاشر الأنصار ! أدّبوا أولادكم على حبّ عليّ عليه السلام ، ومن أبى فلينظر في شأن أمّه.
    ومنها : ما رواه (4) هو رحمه الله ـ في ترجمة يحيى بن اُمّ الطويل ـ عن يونس ، عن حمزة بن محمّد بن الطيار ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « ارتدّ الناس بعد قتل الحسين عليه السلام إلاّ أبو خالد الكابلي ، ويحيى بن اُمّ الطويل ، وجبير بن مطعم ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، ثمّ إنّ الناس لحقوا وكثروا ».
1 ـ في نسخة من رجال الكشي مخطوطة قليلة التصحيف في مكتبة شيخنا السيد المرعشي في قم ( المنقري ) ، وفي نسخة أخرى كانت في ملكية الشاهزاده فرهاد ميرزا ـ وهي في مكتبة الأستاذ الأرموي ( الشغري ) ، وفي نسخة مطبوعة سابقاً : ( التغلبي ) ، وهنا : ( الشفري ) وفي مجمع الرجال 2/5 ( الشقري ) نقلا عن رجال الكشي.
2 ـ في المصدر : فضل ، وما في المتن نسخة جاءت في هامشه.
3 ـ الصحيح : يتوكأ على عصاه.
    أقول : وحديث : « عليّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر » ، روي بعدة طريق بعضها صحيحة وأخرى حسنة ، وقد ألّفوا فيه رسائل وكتباً ، منها كتاب نوادر الأثر في كون عليّ خير البشر ، تأليف أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي بن بابويه القمي وقد طبع ، وحديث : « أدّبوا أولادكم بحبّ عليّ عليه السلام » ، روي بعدة طرق ، وبعبارات مختلفة فعن ابن عباس : « بوروا أولادكم بحبّ عليّ فمن أبي فانظروا في شأن أمّه ».
4 ـ أي الكشي في رجاله : 123 برقم 194 ، بسنده : .. المذكور : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ارتدّ الناس بعد قتل الحسين عليه السلام إلاّ ثلاثة : أبو خالد الكابلي ، ويحيى بن أم الطويل ، وجبير بن مطعم ، ثم إنّ الناس لحقوا وكثروا. ثم قال : وروى يونس ، عن حمزة بن محمد الطيار مثله ، وزاد فيه : وجابر بن عبد الله الأنصاري.


(57)
    ومنها : قول أبي جعفر عليه السلام في خبر ـ يأتي في ترجمة : يحيى بن أمّ الطويل ـ روايته عن الكشّي .. (1) : « .. وأمّا جابر بن عبد الله الأنصاري ؛ فكان رجلا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلم يتعرّض له * ؛ وكان شيخاً قد أسنّ ».
    .. هذا ما رواه الكشّي فيه من الأخبار.
    وعن تفسير عليّ بن إبراهيم (2) أنّه قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، قال : ذكر عند أبي جعفر عليه السلام جابر قال : « رحم الله جابراً ، لقد بلغ من علمه (3) أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية : « إنَّ الَّذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَاد » » يعني الرجعة.
    وفي الوسائل (4) مسنداً عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « حدّثني جابر ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ولم يكن يكذب جابر ـ أنّ : ابن الأخ يقاسم الجدّ ».
1 ـ الكشي في رجاله : 123 برقم 195 ، وتدل الرواية على عدم بقائه إلى آخر زمان الباقر عليه السلام .. حيث يقول : فكان رجلا ..
* ـ يعني الحجاج ، عليه اللعنة.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ تفسير القمي 1/25 بنصه ، وجاء في 2/147 : فإنّه حدثني أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل عن جابر فقال : « رحم الله جابراً .. » إلى آخره.
    أقول : مضمون هذه الرواية روى عن طرق وأسانيد متعدّدة ، والفاظ متفاوتة في التعبير متّحدة في المؤدّى ، وتدلّ على وفاته في زمان الباقر عليه السلام.
3 ـ في المصدر : من فقهه.
4 ـ وسائل الشيعة 3/351 باب 5 حديث 3 الطبعة الحجرية [ وفي الحروفية 17/486 ، وطبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام 26/160 حديث 32716 ].


(58)
    ومنها : ما عن نور الثقلين (1) ، عن قرب الإسناد (2) للحميري ، بإسناده إلى
1 ـ تفسير نور الثقلين 4/570 حديث 59.
2 ـ قرب الاسناد : 38 ، [ الطبعة المحقّقة : 78 ـ 79 حديث 254 و255 ] وأورده في الاختصاص : 63 مجملا.
    وجاء في الاختصاص : 222 ـ 223 بسنده : .. عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري ، يقول : سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن سلمان الفارسي فقال صلى الله عليه وآله وسلّم : « سلمان بحر العلم ، لا يقدر على نزحه ، سلمان مخصوص بالعلم الأوّل والآخر ، أبغض الله من أبغض سلمان ، وأحبّ من أحبّه » ، قلت : فما تقول في أبي ذرّ ؟ قال : « وذاك منّا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحب الله من أحبّه » ، قلت : فما تقول في المقداد ؟ قال : « وذاك منّا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحبّ الله من أحبّه » ، قلت : فما تقول في عمّار ؟ قال : « وذاك منّا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحبّ من أحبّه » ، قال جابر : فخرجت لأبشرّهم ، فلمّا ولّيت ، قال : « إليّ إليّ يا جابر ! وأنت منّا ، أبغض الله من أبغضك ، وأحب من أحبّك » ، قال : فقلت : يا رسول الله ! فما تقول في عليّ بن أبي طالب (ع) ؟ فقال : « ذاك نفسي » ، قلت : فما تقول في الحسن والحسين (ع) ؟ قال : « هما روحي ، وفاطمة أُمّهما ابنتي ، يسوؤني ما ساءها ، ويسرّني ما سرّها ، أشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، يا جابر ! إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك ، فادعه بأسمائهم ، فإنّها أحبّ الأسماء إلى الله عزّ وجلّ ».
    والرواية رواها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 6/784 الطبعة الحجرية [ وفي الطبعة المحقّقة 36/195 حديث 3 وأورده أيضاً في صفحة : 202 ـ 203 حديث 6 ].
    وفي الاختصاص : 210 بسنده : .. عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال أبي محمد لجابر بن عبد الله الأنصاري : « إنّ لي إليك حاجة ، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ » قال له جابر : في أي وقت شئت يا سيّدي ، فخلا به أبي في بعض الأيّام ، فقال له : « يا جابر ! أخبرني عن اللّوح الّذي رأيته في يدي أُمّي فاطمة صلوات الله عليها ، وما أخبرتك أُمّي أنّه مكتوب في اللّوح ؟ فقال جابر : أشهد بالله أنّي دخلت على فاطمة أمّك صلوات الله عليها في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهنّيتها بولادة الحسين عليه السلام ، فرأيت في يدها لوحاً أخضر ، فظننت أنّه من زمرّد ، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي ما هذا اللّوح ؟


(59)
أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « قُل لا أَسْأَ لُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبَى » (1). قام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال : « أَيُّها النّاس ! إنَّ الله تعالى قد فرض لي عليكم فرضاً ، فهل أنتم مؤدّوه ؟ ». قال : فلم يجبه أحد
قالت : « هذا لوح أهداه الله تبارك وتعالى إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فيه اسم أبي ، واسمي ، واسم بعلي ، واسم ابنيّ ، وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ، ليسرّني به » ، قال جابر : فأعطتنيه اُمّك .. فقرأته ، واستنسخته ، فقال أبي عليه السلام : « فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ » ؟ قال : نعم ، فمشى معه أبي حتى أتى منزل جابر ، فأخرج أبي من كمّه صحيفة من رقّ ، فقال : يا جابر ! انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك ، فنظر في نسخته فقرأه عليه أبي ، فما خالف حرف حرفاً ، فقال جابر : أشهد بالله أنّي كذا رأيته في اللوح مكتوباً .. ».
    أقول : قول الصادق عليه السلام فقال أبي عليه السلام ـ أي الباقر عليه السلام ـ فتفطن ولا يلتبس عليك فتظنّ أن المذكور كنية ، بل يقول الإمام عليه السلام : قال أبي : وهو المسمّى ب‍ : محمد.
    وفي الكافي 1/304 باب النص على علي بن الحسين عليه السلام حديث 4 بسنده : .. عن حنان بن سدير ، عن فليح بن أبي بكر الشيباني ، قال : والله إنّي لجالس عند علي بن الحسين ـ وعنده ولده ـ إذ جاءه جابر بن عبد الله الأنصاري فسلم عليه ، ثم أخذ بيد أبي جعفر عليه السلام ، فخلا به ، فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخبرني أنّي ساُدرك رجلا من أهل بيته يقال له : محمد بن علي ، يكنى : أبا جعفر ، فإذا أدركته فأقرءه منّي السلام ، قال : ومضى جابر ورجع أبو جعفر عليه السلام فجلس مع أبيه علي بن الحسين عليهما السلام وإخوته ، فلمّا صلّى المغرب ، قال علي بن الحسين لأبي جعفر عليهما السلام : « أي شيء قال لك جابر بن عبد الله الأنصاري ؟ » فقال : « قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إنّك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه محمد بن علي يكنّى : أبا جعفر فأقرءه منّي السلام ، فقال له أبوه : « هنيئاً لك يا بُنيّ ! ما خصّك الله به من رسوله من بين أهل بيتك ، لا تطلع إخوتك على هذا فيكيدوا لك كيداً ، كما كادوا إخوة يوسف ليوسف عليه السلام ». 1 ـ سورة الشورى ( 42 ) : 23.


(60)
منهم .. فانصرف ، فلمّا كان من الغد قام [ فيهم ] ، فقال مثل ذلك ، ثم قام [ فيهم ] ، وقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلّم أحد ، فقال : « أَيُّها النّاس ! إِنّه ليس من ذهب ولا من فضّة ولا مطعم ولا مشرب .. ! » ، قالوا : فألقه إذن. قال : « إنّ الله تبارك وتعالى أنزل : « قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُربى » » ، فقالوا : أمّا هذه فنعم. قال أبو عبد الله عليه السلام : « فو الله ما وفى بها إلاّ سبعة نفر : سلمان ، وأبوذر ، وعمّار ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، ومولى لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [ يقال له ] الثبيت (1) ، وزيد بن أرقم ».
    وقال الوحيد رحمه الله في التعليقة (2) : لا يخفى أنّه من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى التوثيق ، ووثّقه خالي رحمه الله ، وقيل : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة. انتهى.
    وأشار بتوثيق خاله إلى قول المجلسي في الوجيزة (3) : جابر بن عبد الله الأنصاري ثقة ، وجلالته أجلّ من أن تحتاج إلى البيان. انتهى.
    وأراد بالقائل صاحب الحاوي (4) فإنّه ـ مع ما تعرف من طريقته ـ ذكره في الثقات ، وقال ـ بعد نقل كلمات الشيخ رحمه الله في رجاله ، والعلاّمة في الخلاصة ،
1 ـ في المتن : للبيت. وفي الاختصاص : شبيب ، وهو سهو من النساخ ، وقد تقدمت ترجمة : ثبيت في حرف الثاء صفحة : 349 من المجلد الثالث عشر ، وفي نسخة : الثبت .. فراجع.
2 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 77 [ الطبعة المحققة 3/145 برقم ( 324 ) ].
3 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 173 برقم ( 324 ) ].
4 ـ حاوي الأقوال 1/253 ـ 254 برقم 140 [ المخطوط : 43 برقم ( 140 ) من نسختنا ].
تنقيح المقال ـ الجزء الرابع عشر ::: فهرس