|
|||
(121)
بريد ـ بالموحّدة ـ غير يزيد ـ بالمثنّاة ـ ، وأنّ الأوّل من أصحاب الصادق دون الباقر عليهما السلام ، والثاني من أصحاب الباقر دون الصادق عليهما السلام.
وأغرب منه زعم اتحّادهما مع بريد بن معاوية العجلي ، بعد اعترافه بكون كنية يزيد ـ بالمثنّاة ـ : أبا خالد ، وكنية ابن معاوية : أبا القاسم ، وكون والد أحدهما : معاوية ، وعدم معروفيّة والد الآخرين ، ووصفهم لهذين ب : الكناسيّ ، ولبريد ب : العجليّ. ومجرّد إمكان اجتماع كون الرجل كناسيّاً مع كونه عجليّاً ؛ لكون الأوّل نسبة إلى المكان ـ أعني كناسة الكوفة ـ والثاني إلى العشيرة لا يجوّز الاتّحاد من غير برهان عليه ، وظهور كشف تعدّد الوصف عن تعدّد الرجل. والعجب منه حيث قال : إنّ كون كنية بريد بن معاوية : أبا القاسم ، وكنية يزيد : أبا خالد ، وكون الأوّل : كوفياً ، والثاني : كناسيّاً ، لا تنافي فيه ، لكثرة أمثالها. فإنّ فيه ؛ أنّ مجرّد عدم المنافاة بينهما لا يجدي ما لم يقم برهان على الاتّحاد يرفع به اليد عن ظهور تعدّد الوصف والكنية في تعدّد الرجل ، فلا تذهل (*). (*) حصيلة البحث
إنّ كون المترجم إماميّاً ممّا لا يعتريه ريب ، وكونه من شيوخ الشيعة ـ كما في لسان الميزان وغيره ـ مدح يدرجه في الحسان ، فالرجل حسن ورواياته من جهته حسان.
جاء بهذا العنوان في سند رواية في الكافي 6/465 كتاب الزيّ والتجمّل والمروءة باب 18 ـ باب ألوان النعال ـ حديث 4 بسنده : .. قال : عن ابن فضّال ، عن بريد بن محمّد الغاضري ، عن عبيد بن زرارة قال : رآني أبو عبد الله عليه السلام .. إلى آخره. وعنه في وسائل الشيعة 5/68 حديث 5933 مثله. حصيلة البحث
لم يذكره أرباب الجرح والتعديل فهو ممّن يعدّ مهملاً اصطلاحاً.
(122)
[ الضبط : ]
قد مرّ (2) ضبط العجلي في ترجمة : إبراهيم بن [ أبي ] حفصة. 1 ـ قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/168 معترضاً على المؤلّف قدّس سرّه : قال ( جخ ) في ( قر ) العجليّ يكنى : أبا القاسم ، وفي ( ق ) أبوالقاسم العجليّ الكوفيّ ، وتعبير المصنّف موهم أنّه قال فيهما : العجليّ أبوالقاسم ، حيث إنّه زاد ذلك في العنوان. أقول : اعترف هذا المعاصر بأنّ الشيخ رحمه الله نسب المترجم إلى بني عجل في المقامين ، وعليه لا يرد عليه سوى أنّه لِمَ ذكره في العنوان ، ومن المعلوم أنّ العنوان في كلّ ترجمة محال للكاتب وليس من الأمور التي يجب نقلها كما هي ، وممّا لا يسوغ فيها الزيادة والنقصان. نعم ؛ يشترط أن يكون ما يذكر في العنوان له أصل ثابت ، والمقام من ذلك ، فاعتراض المعاصر المذكور ساقط من أصله ، غفر الله له ولنا. (o) مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 158 برقم 59 ، رجال النجاشي : 87 برقم 283 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 81 ، وطبعة جماعة المدرسين : 112 برقم ( 287 ) ، وطبعة بيروت 1/281 ـ 282 برقم ( 285 ) ] ، الخلاصة : 26 برقم 1 ، رجال الكشّي : 238 برقم 431 ، منهج المقال: 66 ، رجال ابن داود : 382 ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 270 ) ] ، إتقان المقال : 29 ، جامع الرواة 1/117 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 12 من نسختنا ، حاوي الأقوال 1/222 برقم 109 ، منتهى المقال : 63 [ الطبعة المحقّقة 2/133 برقم ( 436 ) ] ، توضيح الاشتباه : 75 برقم 289 ، الاختصاص للشيخ المفيد : 61 ، التحرير الطاوسي : 56 برقم 59 [ المخطوط : 20 برقم ( 53 ) من نسختنا ] ، هداية المحدّثين : 23 ، لسان الميزان 2/10 برقم 31 ، شرح اُصول الكافي للمولى صالح 2/121 ، شرح الكافي للمولى خليل بن الغازي القزويني المخطوط ، مجمع الفائدة والبرهان للمولى أحمد الأردبيلي 2/21 ، 6/99 ، 151 ، 7/23 ، 11/14 ، 459 ، 14/8 ، 82 ، وحكى عنه في التكملة 1/222 ، تفسير علي بن إبراهيم القمي 1/251 سورة الأعراف في تفسير قوله تعالى : « هُوَ الذَّي خَلَقَكُم مِنْ نَفْس واحِدَة ».
2 ـ في صفحة : 224 من المجلّد الثالث في ترجمة : إبراهيم بن أبي حفصة وليس إبراهيم (123)
[ الترجمة : ]
وقد عدّ الشيخ رحمه الله (1) الرجل تارة من أصحاب الباقر عليه السلام. واُخرى (2) من أصحاب الصادق عليه السلام. وذكر أبو الحسن الدارقطنيّ في محكيّ المختلف والمؤتلف (3) أنّه يروي عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حديث خاصف النعل. وقال النجاشيّ (4) : بريد بن معاوية أبو القاسم العجليّ ، عربي ، روى عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام ، ومات في حياة أبي عبد الله عليه السلام. وجه من وجوه أصحابنا ، وفقيه أيضاً ، له محلّ عند الأئمّة عليهم السلام. قال أحمد بن الحسين أنّه رأى له كتاباً يرويه عنه عليّ بن عقبة بن خالد الأسدي. ورأيت بخط أبي العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الأنصاريّ (5) ـ يعني ابن أبي رافع ـ قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : قال لنا عليّ بن الحسن بن فضّال : مات بريد بن معاوية سنة مائة وخمسين. ونوقش في ذلك بأنّ بين قوله : مات في حياة أبي عبد الله ، وبين قوله : مات سنة مائة وخمسين .. تهافتاً ، ضرورة أنّ الصادق عليه السلام قبض سنة مائة ابن حفصة كما في المتن. 1 ـ رجال الشيخ : 109 برقم 22 قال : بريد بن معاوية العجليّ يكنّى : أبا القاسم. 2 ـ رجال الشيخ أيضاً : 158 برقم 59 قال : بريد بن معاوية أبوالقاسم العجليّ الكوفيّ. 3 ـ كذا ، وهو كتاب المؤتلف والمختلف 1/172. 4 ـ رجال النجاشي : 87 برقم 283 الطبعة المصطفوية [ وطبعة الهند : 81 ، وطبعة جماعة المدرسين : 112 برقم ( 287 ) ، وطبعة بيروت 1/281 ـ 282 برقم ( 285 ) ]. 5 ـ الظاهر أنّه : أحمد بن عليّ بن إبراهيم الأنصاري. (124)
وثمان وأربعين ، فلا يلائم موت بريد في حياته مع موته في سنة مائة وخمسين.
وردّ بأنّ موته في سنة مائة وخمسين ليس منه ، بل نقله عن الفضل بن شاذان. نعم ؛ يتّجه ذلك على عبارة الخلاصة (1) وهي قوله : بُرَيد ـ بضمّ الباء ، وفتح الراء ـ ، ابن معاوية العجليّ أبو القاسم ، عربيّ ، روي : أنّه من حواري الباقر والصادق عليهما السلام وروى عنهما ، ومات في حياة أبي عبد الله عليه السلام ، وهو وجه من وجوه أصحابنا ، ثقة ، فقيه ، له محلّ عند الأئمّة. قال أبو عمرو الكشّي (2) : إنّه ممّن اتّفقّت العصابة على تصديقه ، وممّن انقادوا له بالفقه. وروى (3) في حديث صحيح عن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبد الله 1 ـ الخلاصة : 26 برقم 1. 2 ـ رجال الكشّي : 238 برقم 431 ـ في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ـ ، قال الكشّي : اجتمعت ( خ. ل : أجمعت ) العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه فقالوا : أفقه الأوّلين ستّة : زرارة ، ومعروف بن خرّبوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسديّ ، والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم الطائفيّ ، قالوا : وأفقه الستّة زرارة ، وقال بعضهم مكان ( أبي بصير الأسديّ ) : أبو بصير المراديّ ، وهو ليث بن البختريّ. 3 ـ الكشّي في رجاله : 170 برقم 286. تنبيـه
لا يخفى أنّ التأمّل فيمن روى عن المترجم يرجّح وفاة المترجم في سنة مائة وخمسين ظاهراً كما قطع به بعض المعاصرين ؛ لأنّه روى صفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، عن يونس والمترجم ، وهم لم يدركوا الإمام الصادق عليه السلام ، فإذا كان المترجم ممّن مات في زمن الصادق عليه السلام فكيف يروون هؤلاء عنه ؟! ، ولكن الروايات التي وقع صفوان وابن أبي عمير ويونس في سندها عن بريد ليس فيها
(125)
[ عليه السلام ] يقول : « بشّر المخبتين بالجنّة : بريد بن معاوية العجليّ .. » ـ وذكر آخرون ـ ومات سنة مائة وخمسين. انتهى ما في الخلاصة.
فإنّ الجمع بين موته في حياة الصادق عليه السلام لا يجتمع مع ما في آخر كلامه من تاريخ موته ، ولم ينسبه إلى أحد حتّى يرتفع التنافي (1). واحتمل بعضهم سقوط كلمة ( قيل ) قبل قوله : ( مات .. ). واعتذر في التعليقة (2) عن وقوع ذلك في كلامه بسبب زيادة اعتماده على العجليّ. ففي التهذيب 325 حديث 95 بسنده : .. عن صفوان وابن أبي عمير ، عن بريد ويونس بن ظبيان قالا : سألنا أبا عبد الله عليه السلام .. والاستبصار 2/157 حديث 513 بسنده : .. عن صفوان ، وابن أبي عمير ، عن يزيد [ في نسخة وفي التهذيب : بريد ] ، ويونس بن ظبيان قالا : سألنا أبا عبد الله عليه السلام .. والكافي 6/447 حديث 7 بسنده : .. عن صفوان ، عن بريد ، عن مالك بن أعين ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام .. ومن المحتمل أن يكون بريد غير العجليّ. وعلى كلّ حال ؛ فليس في هذه الروايات ما يوجب القطع بأنّ بريداً الذي يروي عنه صفوان وابن أبي عمير ويونس هو المترجم ، فتفطّن. 1 ـ أقول : لا تنافي بين ذكر التاريخين من حيث إنّه نقل موته في سنة مائة وخمسين عن ابن فضّال كما في رجال النجاشي ، وأشار إلى ذلك بقوله : وذكر آخرين .. ، فالّذي عنده أنّه مات في حياة الصادق عليه السلام وذكر القول الآخر تتميماً للفائدة. 2 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 66 [ الطبعة المحقّقة 3/18 برقم ( 279 ) ] قال : قوله في بريد بن معاوية : وأمّا ( جش ) فإنّه .. إلى آخره ، فلا يظهر من ( جش ) منافاة بين كلاميه. ومن العجب أنّ بعض المحقّقين نسب ( جش ) إلى كثرة الأغلاط بسبب هذا ، وأنت خبير بأنّ هذه جسارة لا ترتكب سيّما بأمثال هؤلاء. نعم ؛ الظاهر أنّه وقع في الخلاصة بسبب زيادة اعتماده على ( جش ) ، وابن فضّال ، وقلّة تأمّله بسبب كثرة تصانيفه وسائر أشغاله. (126)
النجاشيّ وابن فضّال ، وقلّة تأمّله بسبب كثرة تصانيفه وسائر أشغاله.
ثمّ إنّ نسخ الخلاصة (1) التي عندنا مختلفة ، ففي بعضها : ثقة فقيه ، وفي بعضها الآخر : ثقة ثقة .. بالتكرير ، وكأنّ الموجود في نسخة الخلاصة الّتي كانت عند الشهيد الثاني رحمه الله كانت من قبيل الثاني (2) ، حيث علّق على ذلك قوله في نسخة الشهيد : ثقة فقيه ، وهو الصحيح ؛ لأنّ من ضبطه بالثقة مرّتين محصور العدد في كتاب ابن داود (3) وغيره ، والمصنّف كرّر وليس هذا منه ، والأمر سهل. انتهى. وقد وثّق الرجل في الوجيزة (4) ، والبلغة (5) ، ومشتركات الكاظميّ (6) ، و ..غيرها (7) أيضاً ، بل هو من المسلّمات ، بحيث لم نقف فيه على غمز من أحد 1 ـ أمّا نسخ الخلاصة ، ففي طبعة إيران ـ الحجريّة ـ : 15 ، وطبعة النجف الأشرف الحيدريّة : 26 برقم 1 : ثقة فقيه ، ولدينا ثلاث نسخ من الخلاصة مخطوطة تاريخ كتابة إحداها سنة 983 ، والنسخة الثانية قوبلت سنة 949 : ثقة ثقة ، وفي الأولى في الهامش : ( خ. ل : ثقة فقيه ) ، وفي الثانية : ثقة فقيه. 2 ـ كذا ، والظاهر : الأوّل .. فتدبّر. 3 ـ رجال ابن داود : 382 ـ 384 طبعة جامعة طهران ، وفي الطبعة الحيدريّة : 207 ـ 208 في آخر القسم الأوّل. 4 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 270 ) ] قال : وابن معاوية العجليّ ثقة. 5 ـ بلغة المحدّثين : 335 برقم 3 قال : بريد بن معاوية العجليّ ثقة. 6 ـ في هداية المحدّثين : 23 ـ 24 قال : أبوالقاسم بن معاوية العجليّ الثقة الفقيه ، ويعرف برواية عليّ بن عقبة بن خالد الأسديّ .. إلى آخره. 7 ـ وثّق المترجم في إتقان المقال : 29 ، وجامع الرواة 1/117 ، وملخّص المقال في قسم الصحاح ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 12 من نسختنا ، وحاوي الأقوال 1/222 برقم 109 [ المخطوط : 35 برقم ( 109 ) من نسختنا ] ، ومنهج المقال : 66 [ المحقّقة 3/17 برقم ( 745 ) ] ، ومنتهى المقال : 63 [ المحقّقة 2/133 برقم ( 436 ) ] ، وفي (127)
إلاّ من ابن داود ، فإنّه بعد عنوانه إيّاه في القسم الأول (1) ـ ، ونقله مدح النجاشيّ إيّاه ، وقوله : والكشّي مدح أوّلا ثمّ ذمّ ، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام.
أقول : هو أحد الخمسة المخبتين الّذين اتّفقت العصابة على توثيقهم وفقههم ، وهو أيضاً عند الجمهور وجه ، ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف وأنّه روى حديث خاصف النعل ـ. عدّه * في القسم الثاني (2) بزعم ذمّ الكشّي إيّاه ، وإن اعتذر بعد ذلك وقال رحمه الله : بُرَيد ـ بالباء المفردة المضمومة ، والراء المهملة المفتوحة ـ ابن معاوية أبو القاسم العجليّ مدحه النجاشيّ ، وذّمه الكشّي ، وقال : مدح أوّلا ، ثمّ ذمّ. ويقوي عندي أنّ ذمّه إنّما هو لإطباق العامّة على مدحه ، والثناء عليه فساء ظنّ بعض أصحابنا فيه. فقال الكشّي ما قال ، وإلاّ فقد أسلفنا أنّه من الستّة الّذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم وتصديقهم ، وإنفاذ قولهم ، والانقياد لهم في الفقه في الطبقة العليا ، مع زرارة بن لسان الميزان 2/10 برقم 31 قال : بريد بن معاوية بن أبي حكيم ، واسمه حاتم العجليّ ، يكنّى : أبا القاسم. قال ابن النجاشي : وجه من وجوه الشيعة ، وفقيه ، له محلّ عند الأئمّة ، روى عنه عليّ بن عقبة بن خالد الأسديّ ، وجميل بن صالح ، وعليّ بن رئاب .. وغيرهم. وروى هو عن إسماعيل بن رجاء وأبي جعفر الباقر ، وجعفر الصادق [ عليهما السلام ]. وذكر ابن عقدة ، عن عليّ بن الحسن بن فضالة [ كذا ] أنّه مات سنة خمسين ومائة ، وذكر سعد بن عبد الله القمي بسند له إلى جعفر الصادق [ عليه السلام ] أنّه قال : أوتاد الأرض أربعة .. فذكره منهم زرارة بن أعين ، ويقال : إنّه كان يقول بالاستطاعة كما يقول زرارة. ووثّقه في توضيح الاشتباه : 75 برقم 289 ، والوسيط المخطوط : 49 من نسختنا. 1 ـ رجال ابن داود : 65 برقم 229 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدريّة : 54 برقم ( 232 ) ]. * ـ خبراً في قولنا : فإنّه بعد عنوانه .. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. والعبارة مشوّشة. 2 ـ رجال ابن داود أيضاً : 429 برقم 71 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدريّة : 233 برقم ( 72 ) ]. (128)
أعين ، ومعروف بن خرّبوذ ، وأبي بصير ليث بن البختري ، والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم الطائفيّ ، وإنّي لأنفس به أن يذكر بين الضعفاء ، لولا التزامي أن أذكر كلّ من غمز فيه أحد من الأصحاب مطلقاً ، لما ذكرته هنا (1). انتهى.
وفيه ؛ أنّ الكشّي لم يذمّه ، بل أورد خبر الذمّ الّذي ستسمع محمله. ثمّ إنّا قد أسلفنا (2) في ترجمة اُويس القرني ذكر الرواية (3) الناطقة بكون بريد هذا من حواريّ الصادقين عليهما السلام. لكن في التحرير الطاوسي (4) ـ بعد نقل سندها ـ : إنّ في الطريق من لم أستثبت 1 ـ انتهى كلام ابن داود في رجاله في القسم الثاني : 429 برقم 71. 2 ـ في صفحة : 297 من المجلّد الحادي عشر. 3 ـ وهذه الرواية رواها الكشّي في رجاله : 9 برقم 20 والشيخ المفيد في الاختصاص : 61 : عن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدّثني عليّ بن سليمان بن داود الرازي ، قال : حدّثنا عليّ بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواريّ محمّد بن عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الّذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبوذر. قال : ثمّ ينادي : أين حواريّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصيّ محمّد بن عبد الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] ؟ فيقوم عمرو ابن الحمق الخزاعيّ ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد ، واُويس القرنيّ. قال : ثمّ ينادي مناد : أين حواريّ الحسن بن عليّ عليه السلام ابن فاطمة بنت محمّد رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] ؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن أسيد الغفاريّ. قال : ثمّ ينادي مناد : أين حواريّ الحسين بن عليّ [ عليهماالسلام ] ؟ فيقوم كلّ من استشهد معه ولم يتخلّف عنه ، قال : ثمّ ينادي : أين حواري عليّ بن الحسين [ عليهما السلام ] فيقوم جبير بن مطعم ، ويحيى بن اُم الطويل ، وأبوخالد الكابلي ، وسعيد بن المسيب. ثمّ ينادي : أين حواريّ محمّد بن علي وحواريّ جعفر بن محمّد [ عليهما السلام ] ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامريّ ، وزرارة بن أعين ، وبريد بن معاوية العجليّ .. 4 ـ التحرير الطاوسيّ : 57 برقم 59 ، وطبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : 89 برقم 60. (129)
عدالته.
وأقول : قد أسلفنا هناك جواب السيّد الداماد (1) عن ذلك ، وبناءه على الوثوق بالرواية مضافاً إلى أنّ مدح يزيد غير محصور في هذه الرواية ، فإنّ هناك روايات أخر في مدحه ، إذا انضمّت إلى هذه الرواية عاضدتها وجعلتها حجّة. فمنها : ما رواه الكشّي (2) ، عن الحسين بن الحسن بن بندار القمّي ، عن سعد ابن عبد الله بن أبي خلف القمّي ، عن محمّد بن عبد الله المسمعي ، عن عليّ بن حديد وعليّ بن أسباط ، عن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة : محمّد بن مسلم ، وبريد ابن معاوية ، وليث بن البختريّ المراديّ ، وزرارة بن أعين ». و منها : ما رواه هو رحمه الله (3) بالإسناد المذكور ، عن عبد الله (4) المسمعي ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن سنان ، عن داود بن سرحان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « إنّي لاُحدّث الرجل بحديث ، وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله ، وأنهاه عن القياس ، فيخرج من عندي فيتأوّل حديثي على غير تأويله ، إنّي أمرت قوماً أن يتكلّموا ونهيت قوماً فكلّ يتأوّل لنفسه ، يريد المعصية لله ولرسوله ، ولو سمعها (5) وأطاعها لأَوْدَعْتُهُم ما أودع أبي عليه السلام 1 ـ قال السيّد الداماد في تعليقته على رجال الكشّي 1/45 ـ بعد أن نقل الرواية ـ : قوله عليه السلام : « فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين » ـ على التفعل ـ من الحواريّ ، أي : الجاعلون أنفسهم حواريّين ، فهذه الرواية معوّل عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحوّرين السابقين المقرّبين. 2 ـ رجال الكشّي : 238 حديث 432. 3 ـ رجال الكشّي : 238 برقم 433 بنصه ، وصفحة : 170 برقم 287 مع اختلاف يسير. 4 ـ في رجال الكشّي : محمّد بن عبد الله المسمعي ، وقد سقط من قلم الناسخ ( محمّد بن ). 5 ـ في المصدر : فلو سمعوا وأطاعوا. (130)
أصحابه ، إنّ أصحاب أبي كانوا زيناً ، أحياءً وأمواتاً ، أعني زرارة ، ومحمّد بن مسلم ، ومنهم ليث المراديّ ، وبريد العجليّ ، هؤلاء القوّامون بالقسط ، هؤلاء القوّالون بالصدق ، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقرّبون ».
ومنها : ما رواه هو (1) رحمه الله عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد القسم [ القاسم ] بن عروة ، عن أبي العبّاس البقباق ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « زرارة بن أعين ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجليّ ، والأحول أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً ، ولكنّ الناس يكثرون عليَّ فيهم ، فلا أجد بدّاً من متابعتهم ». قال : فلّما كان من قابل قال : « أنت الذي تروي عليَّ (2) في زرارة ، وبريد ، ومحمّد بن مسلم ، والأحول ؟ » قال : قلت : نعم ، وكذبت (3) عليك ؟ * قال : « إنّما ذلك إذا كانوا صالحين ». قلت : هم صالحون. ومنها : ما رواه هو (4) ، عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي العبّاس البقباق ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : « أربعة أحبّ الناس إليَّ أحياءً وأمواتاً : بريد العجليّ ، وزرارة ، ومحمّد بن مسلم ، والأحول ». 1 ـ رجال الكشّي : 239 برقم 434 ، وقريب من مضمون هذا الحديث في صفحة : 185 برقم 325 ، وبرقم 326. 2 ـ في رجال الكشّي : ما تروى ، وقد سقطت هذه الجملة من قلم الناسخ. 3 ـ في المصدر : فكذبت. * ـ يريد : أو كذبت عليك في الرواية ، مستفهماً استفهام إنكار ، أي : إنّي ما كذبت. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 4 ـ رجال الكشّي : 240 برقم 438. (131)
ومنها : ما رواه هو رحمه الله (1) ، عن حمدويه بن نصير ، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن النضر بن شعيب ، عن أبان بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « زرارة ، وبريد (2) ، ومحمّد بن مسلم ، والأحول ، أحبّ النّاس إليَّ أحياءً وأمواتاً ، ولكن يجيئوني فيقولون لي ، فلا أجد بدّاً من أن أقول ».
ومنها : ما رواه هو رحمه الله (3) ، عن حمدويه بن نصير ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « بشّر المخبتين بالجنّة ؛ بريد بن معاوية العجليّ ، وأبو بصير ليث بن البختريّ المراديّ ، ومحمّد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست ». ومنها : ما رواه هو رحمه الله (4) عن الحسين بن بندار القمّي ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمّي ، عن عليّ بن سليمان بن داود الرازي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « زرارة ، وأبو بصير ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد من الّذين قال الله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (5). ومنها : ما رواه هو رحمه الله (6) عن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد الأقطع ، قال : سمعت 1 ـ رجال الكشّي : 185 حديث 325. 2 ـ رجال الكشي : 185 حديث 325 قال : وبريد بن معاوية. 3 ـ أي الكشّي في رجاله : 170 حديث 286. 4 ـ أي في رجال الكشّي : 136 حديث 218. 5 ـ سورة الواقعة ( 56 ) : 10. 6 ـ أي : الكشّي في رجاله : 136 حديث 219. (132)
أبا عبد الله عليه السلام يقول : « ما أحد أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عليه السلام إلاّ زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجليّ ، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا ، هؤلاء حفّاظ الدّين ، وأمناء أبي على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الآخرة ».
ومنها : ما رواه هو رحمه الله (1) عن محمّد بن قولويه ، والحسين بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الله المسمعيّ ، عن عليّ بن حديد المدائنيّ ، عن جميل بن درّاج ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله عليه السلام من أهل الكوفة من أصحابنا ، فلمّا دخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال (2) : « لقيت الرجل الخارج من عندي ؟ » فقلت : بلى ، هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة ، فقال : « لا قدّس الله روحه ولا قدّس مثله ، إنّه ذكر أقواماً كان أبي عليه السلام إئتمنهم على حلال الله وحرامه ، وكانوا عيبة علمه ، وكذلك اليوم هم عندي ، هم مستودع سرّي أصحاب أبي عليه السلام حقّاً ، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءاً صرف بهم عنهم السوء ، هم نجوم شيعتي أحياءً وأمواتاً ، يحبّون (3) ذكر أبي عليه السلام ، بهم يكشف الله كلّ بدعة ، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأوّل الغالين ». ثمّ بكى ، فقلت : من هم ؟ فقال : « من عليهم صلوات الله ورحمته أحياءً وأمواتاً ، بريد العجليّ ، وزرارة ، وأبو بصير ، ومحمّد بن مسلم ، أمّا إنّه 1 ـ أي : الكشّي في رجاله : 137 حديث 220. 2 ـ في المصدر : قال لي : لقيت. 3 ـ كذا ، والظاهر : يحيون ، كما في المصدر. وفيه أيضاً : ( خ. ل : يحبون ). (133)
ـ يا جميل ! ـ سيستبيّن (1) لك أمر هذا الرجل عن قريب » ، قال جميل : فوالله ما كان إلاّ قليلاً حتّى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى أصحاب أبي الخطّاب ، فقلت : الله يعلم حيث يجعل رسالته.
قال جميل : وكنّا نعرف أصحاب أبي الخطّاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم .. إلى غير ذلك من الأخبار. وقد استوفيناها للانتفاع بها هنا ، وفي ترجمة الثلاثة الاُخر ممّن فيها. ولا يعارضها ما ورد في ذمّ الرجل ، مثل ما رواه الكشّي (2) ، عن محمّد بن مسعود ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن مسمع كردين أبي سيّار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « لعن الله بريداً ، ولعن الله زرارة ». وما رواه هو رحمه الله (3) بالإسناد المذكور عن يونس ، عن أبي الصباح ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « هلك (4) المستريبون (5) في أديانهم ، منهم زرارة ، وبريد ، ومحمد بن مسلم ، وإسماعيل الجعفيّ .. » ، وذكر آخر لم أحفظه. وما رواه هو رحمه الله (6) بالإسناد المذكور ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمر بن أبان ، عن عبد الرحيم القصير ، قال : قال [ لي ] أبو عبد الله عليه السلام : 1 ـ في رجال الكشّي : سيبيّن لك أمر هذا الرجل إلى قريب. 2 ـ رجال الكشّي : 239 برقم 436. 3 ـ أي : الكشّي في رجاله : 169 حديث 283 ، وفي صفحة : 239 حديث 435. 4 ـ في المصدر: يا أبا الصباح هلك .. 5 ـ في رجال الكشّي: المتريّسون .. ويراد بهم طالبوا الرئاسة. 6 ـ أي : الكشّي في رجاله : 148 حديث 236 ، وفي صفحة : 240 حديث 437. (134)
« ائت زرارة وبريداً فقل لهما : ما هذه البدعة (1) ؟ أما علمتم (2) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : كلّ بدعة ضلاله ؟ ». قلت له : إنّي أخاف منهما فأرسل معي ليثاً المراديّ ، فأتينا زرارة ، فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام فقال : والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر ، وأمّا بريد فقال : والله لا أرجع عنه (3) أبداً.
فإنّ هذه الأخبار لا تقاوم الأخبار المزبورة (4) ، لا لما في التحرير الطاوسي (5) من المناقشة في سندها ، حيث قال : وقد روي في خلاف مدحه 1 ـ في رجال الكشّي زيادة : التي ابتدعتماها. 2 ـ في المصدر : علمتما. 3 ـ في المصدر : عنها. 4 ـ أقول : نوقش في سند الروايات الذامّة بجهالة بعض من وقع في سندها ، وبأنّ الروايات المادحة مشهورة ومطمأن بها ، وأنّها وردت عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، وحينئذ لا يبقى لترتيب الأثر على ما يخالفها مجال ، ولكن العمدة في ردّ الأخبار الذامّة هي أنّ الضغط ومطاردة الشيعة ، ـ وبالأخص لمن يتصل ويختص بأئمّة الهدى عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ كان بأشدّ ما يتصوّر حتّى بلغ في مقطع من الزمن أنّ المستفتي في مسألة شرعيّة لا يستطيع أن يتشرّف بالمثول بين يدي الإمام عليه السلام والسؤال عن حكمه الشرعيّ ، فكان يتظاهر ببيع شيء متجوّلاً في أزقّة الكوفة أو غيرها ، حتّى إذا انتهى إلى دار الإمام عليه السلام وقف بحجّة بيع شيء من متاعه وسأل عن حكمه الشرعيّ فيما ابتلي به ، ولمّا كان حال الشيعة كما ذكرنا ، فكيف يكون حال من يختصّ بهم ويعتمد الإمام عليه السلام عليهم ، ومن هذه الجهة كان الأئمّة عليهم السلام ـ مع المقتضيات الزمنيّة شدّة وضعفاً ـ ينتقصون من المقرّبين عندهم ، حفظاً لحياتهم ، وحقناً لدمائهم ، حتّى يبلغ الأمر إلى لعنهم والتبرّي منهم ، والتنقيص لدينهم ، ومن سبر الأخبار ودرس التاريخ علم صحّة ما قلناه ، فالطعن على زرارة وبريد ونظائرهما من هذا القبيل ، فتفطّن. 5 ـ التحرير الطاوسي : 58 تحت رقم 59 وطبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : 90 برقم 60 ( المخطوط : 20 من نسختنا ). (135)
شيئاً * في طريقه ، محمّد بن عيسى. انتهى.
مشيراً بذلك إلى ما ذكروه من عدم الاعتماد على ما تفرّد به محمّد بن عيسى ، عن يونس ، بل لوجود قرائن على صدور أمثال ذلك في حقّ هؤلاء وأضرابهم ، حقناً لدمائهم ، وإطفاء لنار حسد حسّادهم ، وإزالة لغيظ أعدائهم ـ أعداء الله تعالى ـ عنهم كما لوّح إلى ذلك بقوله في خبر البقباق المتقدّم (1) : « ولكنّ الناس يكثرون عليَّ فيهم ، فلا أجد بدّاً من متابعتهم .. ». والاعتذار بأمثال ذلك في حقّ هؤلاء كثير ، مثل قول أبي عبد الله عليه السلام لعبد الله بن زرارة : « اقرأ منّي على والدك السلام وقُل له : إنّما أعيبك دفاعاً منّي عنك .. » (2) إلى آخر ما يأتي في ترجمة زرارة * ـ الظاهر أنّه : شيءٌ. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 1 ـ في صفحة : 130 من هذا المجلّد. 2 ـ وهذه الجملة جاءت في صحيحة عبيدالله بن زرارة الّتي رواها الكشّي في رجاله : 138 حديث 221 في ترجمة زرارة بسنده : .. عن عبد الله بن زرارة قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « اقرأ منّي على والدك السلام ، وقل له : إنّي إنّما أعيبك دفاعاً منّي عنك ، فإنّ الناس والعدوّ يسارعون إلى كلّ من قرّبناه ، وحمدنا مكانه ، لإدخال الأذى في من نحبّه ونقربّه ، ويرمونه لمحبّتنا له وقربه ودنّوه منّا ، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ، ويحمدون كلّ من عبناه نحن وإن نحمد أمره ، فإنّما أعيبك لأنّك رجل اشتهرت بنا ، ولميلك إلينا ، وأنت في ذلك مذموم عند الناس ، غير محمود الأثر ، لمودّتك لنا ، وبميلك إلينا ، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ، ويكون بذلك منّا دافع شَرّهِم عنك ، يقول الله جلّ وعزّ : « أَمّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمِلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أعِيَبها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأَخُذُ كُلَّ سَفِينَة غَصْباً » [ سورة الكهف ( 18 ) : 79 ] هذا التنزيل من عند الله صالحة ، لا والله ما عابها إلاّ لكي تسلم من الملك ولا تعطب على يديه ، ولقد كانت صالحة |
|||
|