|
2 _ اسم الكتاب:
اختلفت المصادر في تحديد اسم الكتاب:
ففي رجال النجاشي:
المسائل العشرة في الغيبة.
وفي معالم العلماء:
الأجوبة عن المسائل العشر.
وفي النسخة المطبوعة:
الفصول العشرة في الغيبة.
وفي كشف الحجب: المسائل العشرة في الغيبة.
وفي الذريعة: الجوابات في خروج المهدي،
جوابات المسائل العشر في الغيبة
الفصول العشرة في الغيبة،
المسائل العشرة في الغيبة.
وفي النسخ الأربع التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا لهذا
الكتاب ويأتي شرحها:
في نسخة (ع): شرح الأجوبة عن المسائل في العشرة الفصول
عمّا يتعلق بمهديّ آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي نسخة (س): كتاب الغيبة.
وكلّ هذه الأسماء متقاربة، لأنّ الكتاب هو جواب لعشر
مسائل، والظاهر أنّ الشيخ المفيد لم يسمّه باسم معيّن،
ونحن اخترنا ما ذكره النجاشي ووضعناه عنواناً للكتاب،
لقرب النجاشي من الشيخ المفيد فهو تلميذه والأعلم بكتب
أستاذه.
فاسم الكتاب: المسائل العشر في الغيبة.
3 _ أهميّة الكتاب:
الكتاب هو عبارة عن دفع أهمّ الشبهات التي كانت واردة
آنذاك على موضوع الإمام المنتظر عجل الله فرجه ، وهذه
الشبه ردّها الشيخ المفيد بأحلى ردّ وأوجزه، ففي هذه
الرسالة الوجيزة حجمها ترى فيها من المعلومات ما لا
تجدها في غيره.
فالشيخ المفيد عالج هذه الشبه بعلاج جذريّ وناقشها من
جميع الجهات، بحيث لم يبق في قلب أحدٍ شكّ ولا شبهة.
وعند النظر في الكتاب وقياسه بذلك الزمان والمكان
اللذين كان فيهما الشيخ المفيد، تتّضح أهميّة الكتاب
ومدى فائدته.
فالشيخ المفيد تعرّض في فصله الأوّل لردّ كون استتار
ولادة المهدي خارجة عن العرف، وفي الثاني لردّ من
تمسّك بإنكار جعفر عمّ الإمام، وفي الثالث لردّ من
تمسّك بوصيّة الإمام العسكري لأمّه دون ولده، وفي
الرابع لردّ من تمسّك بعدم الداعي لإخفاء الإمام
العسكري ولده، وفي الخامس لردّ من ادعى أنّه مستتر لم
يره أحد منذ وُلد، وفي السادس لردّ من ادّعى نقض
العادة بطول عمره عجل الله فرجه ، وفي السابع لردّ من
تمسّك بأنّه إذا لم يظهر فلا فائدة في وجوده، وفي
الثامن لردّ من تمسّك بأنّا في غيبة صاحبنا ساوينا
السبائية والكيسانيّة و...، وفي التاسع لردّ من ادّعى
تناقض غيبة الإمام مع إيجاب الإمامة وأنّ فيها مصلحة
للأنام، وفي العاشر لردّ من تمسّك بأنّ الخلق كيف
يعرفه إذا ظهر والمعجز مخصوص بالأنبياء.
فتعرّض الشيخ المفيد لردّ كلّ هذه الشبهات، واعتمد في
ردّه على: الآيات القرآنية، والحكم، والقصص الواردة عن
الأنبياء والحكماء، والأمثلة التي يقبلها كلّ ضمير
حيّ، ودراسة تاريخية كاملة لذاك الزمان وملوكه، واعتمد
على الأدلّة العقليّة، شأنه شأن الكتب الكلاميّة
العميقة.
فيعدّ كتابه من الكتب الكلاميّة ذات البحث العميق،
والعبارة الدقيقة الصعبة، فالقارئ يحتاج إلى الوقوف
على عباراته واحدة بعد أخرى، والتأمّل فيها ليصل إلى
ما يقصده المؤلّف.
* * *
4 _ تاريخ تأليف الكتاب:
يوجد في هذا الكتاب نصّان نستفيد منهما تاريخ تأليف
الكتاب.
أحدهما: في مقدّمة الكتاب وعند استعراضه للفصول نستفيد
حين يصل لفهرست الفصل السادس، يقول:...إلى وقتنا هذا
وهو سنة عشرة وأربعمائة.
والآخر: في الفصل السادس، يقول: وإلى يومنا هذا وهو
سنة أحد عشر وأربعمائة.
فمن هذين النصّين نفهم أنّه بدأ بالتأليف في أواخر سنة
أربعمائة وعشر، وأنهى الكتاب في سنة أحد عشر
وأربعمائة، وذلك لصغر حجم الكتاب.
* * *
5 _ السائل:
لم يذكر الشيخ المفيد إسم السائل، بل اكتفى بقوله:...
وتجدّد بعد الّذي سطرته... رغبةٌ مّمن أُوجب له حقاً،
وأُعظم له محلاًّ وقدراً، وأعتقد في قضاء حقّه ووفاق
مشربه لازماً وفرضاً، في إثبات نكت من فصول خطرت بباله
في مواضع ذكرها، يختصّ القول فيها على ترتيب عيّنه
وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه...
ويفهم من هذا أنّ السائل من العلماء ومن الممدوحين،
وهو غير معتقد بهذا الشبهات، بل هي شبهات موجودة في
زمانه رتّبها وأرسلها للشيخ المفيد بعنوان السؤال،
والشيخ المفيد جرى في كتابه على ترتيب هذه الفصول التي
رتبها السائل، ويؤيّد أن السائل غير معتقد بهذه
الشبهات بل أوردها إيراداً ما ذكره الشيخ المفيد في
آخر الفصل الثاني في ردّ الفرق الضالّة:... حسب ما
أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك.
وفي أوّل نسخة (ع) التي يأتي التفصيل عنها ورد اسم
السائل، حيث قال كاتب النسخة: شرح الأجوبة... وهو جواب
الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، إملاء الشيخ المفيد
أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي
الله عنه وأرضاه.
ولم أهتدِ إلى ترجمة السائل بعد البحث الطويل في كتب
التراجم، نسأل الله أن نوفّق في المستقبل إلى معرفته.
* * *
6 _ طبعات الكتاب:
طبع الكتاب ولأول مرّة في النجف الأشرف سنة 1370هـ =
1951م في المطبعة الحيدرية، ويليه نوادر الراوندي
ومواليد الأئمّة عليهم السلام.
وطبعته مكتبة المفيد في قم بالتصوير على الطبعة الأولى
ضمن كتاب بإسم (عدّة رسائل للشيخ المفيد).
وطبع أيضاً سنة 1413هـ ضمن مؤلفات الشيخ المفيد، طبعة
المؤتمر الألفيّ للشيخ المفيد، تحقيق فارس الحسّون.
وطبع أيضاً في بيروت سنة 1414هـ، مؤسسة البلاغ.
وطبع أيضاً في بيروت، سنة 1414هـ، ضمن مؤلفات الشيخ
المفيد، دار المفيد.
* * *
7 _ ترجمة الكتاب:
ترجم هذا الكتاب الشيخ سعادت حسين إفتخار العلماء
اللكهنوي المتوفى 1409هـ إلى اللغة الأردية، وطبعت هذه
الترجمة بالهند باسم: غيبت.
وترجمه محمد باقر الخالصي إلى اللغة الفارسية، وطبع في
طهران إنتشارات راه إمام سنة 1361هـ ش باسم إنتقاد
وباسخ.
8 _ عملنا في الكتاب:
واجهنا في علمنا نوعاً من الصعوبة، لأنّ الكتاب _ كما
في مقدّمة نسخة (ع) _ هو من قسم مؤلّفات الشيخ المفيد
التي أملاها على تلامذته، وهذا النوع من مؤلّفات الشيخ
المفيد تكون نسخه مضطربة جدّاً، فبذلنا جهدنا في تقويم
نصّه، لأنّه أصل التحقيق، ليخرج الكتاب بعونه تعالى
خالٍ من الأخطاء.
فكان عملنا في الكتاب على مراحل:
(1) البحث عن أهمّ النسخ الموجودة، فاعتمدنا في
تحقيقنا لهذا الكتاب على خمس نسخ:
(أ) نسخة (ع)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة
لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 243، الرسالة
التاسعة، من ورقة 105 إلى ورقة 212، جاء في أوّل
الرسالة: شرح الأجوبة عن المسائل في العشرة الفصول
عمّا يتعلّق بمهديّ آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
، وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، إملاء
الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.
والنسخة ناقصة الآخر، من أواخر الفصل التاسع والفصل
العاشر بأكمله.
وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم، لكن عند ملاحظة
التملّك الموجود عليها نجزم بأنّها كُتبت إمّا آخر
القرن السادس أو أوّل القرن السابع.
راجع فهرس المكتبة المرعشية 1: 268.
(ب) نسخة (ر)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة
لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 78، الرسالة
التاسعة، من ورقة 104 والى ورقة 123، وجاء في أوّل
الرسالة أنّ هذا الكتاب جواب أسئلة أبي العلاء تاج
الملك.
وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم، والظاهر أنّها كُتبت
في القرن 13، ويحتمل أن تكون هذه النسخة استنسخت من
نسخة (ع) التي مرّت.
راجع فهرس المكتبة المرعشية 1: 92.
(ج) نسخة (ل)، وهي النسخة المحفوظة في مكتبة المجلس في
طهران ضمن مجموعة رقم 8 من صفحة 213 إلى صفحة 242،
الرسالة الثامنة عشر.
راجع فهرس مكتبة المجلس: 1: 272.
(د) نسخة (س)، وهي النسخة المستنسخة والمصحّحة
المحفوظة في دفتر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة
المدرسين في قم، وهي (100) صفحة.
(هـ) نسخة (ط)، وهي النسخة المطبوعة في النجف 1370هـ،
المطبعة الحيدرية، جاء في أوّلها: الفصول العشرة في
الغيبة تأليف الإمام الفقيه المحقّق محمد بن محمد بن
النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد
المتوفى سنة 413هـ، وجاء في آخرها: يقول الفقير إلى
الله الغنيّ شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني:
قد نسخت هذه النسخة إلى أوائل الفصل السادس من نسخة
العالم الجليل الميرزا محمد الطهراني المقيم بسامراء،
وباقيها من نسخة العالم النبيل السيد محمد صادق آل بحر
العلوم، واتفق لي الفراغ بعون الله تعالى يوم الرابع
عشر من شهر محرّم الحرام من سنة 1363 ثلاث وستّين بعد
الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدسة بمشهد سيدي
ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل
الصلاة والسلام.
وعدد صفحاتها (38) صفحة بالحجم الرقعي، وطبع في آخرها:
نوادر الراوندي ومواليد الأئمة.
(2) مقابلة هذه النسخ وذكر الاختلافات.
(3) تقويم النصّ وترجيح الصحيح أو الأصحّ فيما بين
النسخ ووضعه في المتن، وأشرنا إلى أكثر الاختلافات في
الهامش، لأجل أهميّة الكتاب وقدمه، وقدم النسخ
المعتمدة، كما هو مسلكنا في التحقيق وتمسّكنا بعبارة:
رُبّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه.
وفي بعض الأحيان أضفنا بعض الكلمات ووضعناها بين
معقوفتين، لعدم استقامة العبارة بدونها.
(4) تخريج الآيات القرآنية والروايات والأقوال حسب ما
أمكن.
(5) وضع ترجمة مبسّطة لكلّ الأعلام الواردة أسماؤهم في
المتن والتأكّد من صحّتها غير الأنبياء والأئمّة عليهم
السلام.
(6) التعريف بالكتب الواردة في المتن.
(7) التعريف بالفرق الواردة في المتن.
(8) التعريف بالبلدان الواردة في المتن.
(9) شرح بعض الكلمات اللغوية الصعبة من مصادر اللغة،
وبعض العبارات الصعبة التي تحتاج إلى توضيح.
(10) وضع فهارس متعدّدة في آخر الكتاب، تسهيلاً
للمراجع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
18/ ذي الحجّة/ 1412هـ
ذكرى عيد الغدير الأغر
فارس الحسّون
|
 |
|
الصفحة الأولى من النسخة (ع) |
|
 |
|
الصفحة الأولى من النسخة (ر) |
|
 |
|
الصفحة الأولى من النسخة (ل) |
الهوامش
|