|
(19) أبو العباس عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك
الحميري القمّي، ثقة، شيخ القمّيين ووجههم، له كتاب
الغيبة والحيرة،وقرب الإسناد إلى صاحب الأمر عليه
السلام ، والتوقيعات.
(20) أبو محمد عبد الوهّاب المادرائيّ (البادرائي)، له
كتاب الغيبة.
(21) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن
موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، المعروف
بالشريف المرتضى علم الهدى، مولده في رجب سنة 355، قال
النجاشي: مات لخمسٍ بقين من شهر ربيع الأول سنة 436
وصلّى عليه ابنه وتولّيت غسله ومعي الشريف أبو
يعلى...، له كتاب الغيبة، المقنع في الغيبة.
(23) أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان
المعروف بعلان الرازي الكليني، خال ثقة الاسلام محمد
بن يعقوب الكليني، وأحد العدّة الذين يروي عنهم عن سهل
بن زياد في كتابه الكافي، له كتاب أخبار القائم عليه
السلام.
(24) علي بن محمد بن علي بن سالم بن عمر بن رباح بن
قيس السواق القلا، له كتاب الغيبة.
(25) أبو الحسن علي بن مهزيار الدوْرقي الأهوازي، كان
أبوه نصرانيّاً، وقيل: إنّ عليّاً أيضاً أسلم وهو
صغير، ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر، وتفقّه وروى
عن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام ، واختصّ بأبي جعفر
الثاني، له كتاب القائم.
(26) أبو موسى عيسى بن مهران المستعطِف، له كتاب
المهديّ.
(27) أبو محمد بن الفضل شاذان بن جبرئيل (الخليل)
الأزدي النيسابوريّ، المتوفّى سنة 260، لقي علي بن
محمد التقي عليه السلام ، له كتاب إثبات الرجعة،
والرجعة حديث، والقائم عليه السلام.
(28) أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعمانيّ،
المعروف بابن أبي زينب الكاتب، تلميذ ثقة الإسلام
الكليني، له كتاب الغيبة، ويعرف هذا الكتاب بملاء
العيبة في طول الغيبة.
(29) أبو علي محمد بن أحمد بن الجنيد، قال النجاشي:
سمعت بعض شيوخنا يذكر أنّه كان عنده مال للصاحب عليه
السلام وسيف أيضاً وصّى به إلى جاريته، له كتاب إزالة
الران عن قلوب الإخوان في الغيبة.
(30) أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة
بن صفوان بن مهران الجمّال، المعروف بالصفواني، الشريك
مع النعماني في القراءة على ثقة الإسلام الكليني، له
كتاب الغيبة وكشف الحيرة.
(31) أبو العنبس محمد بن إسحاق بن أبي العنبس العنبسي
الصيمريّ، له كتاب صاحب الزمان.
(32) أبو الحسين محمد بن بحر الرهني السجستاني (الشيباني)
المتكلّم، له كتاب الحجّة في إبطاء القائم عليه
السلام.
(33) محمد بن الحسن بن جمهور العمي (القمي) البصري،
روى عن الرضا عليه السلام ، له كتاب صاحب الزمان عليه
السلام ، وكتاب وقت خروج القائم.
(34) أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، قرأ على
الشيخ المفيد، له كتاب الغيبة.
(35) محمد بن زيد بن علي الفارسي، له كتاب الغيبة.
(36) أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني،
المتوفّى سنة 323، كان متقدّماً في أصحابنا ومستقيم
الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على
ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديّة، فظهرت منه
مقالات منكرة، وخرج في لعنه التوقيع من الناحية، له
كتاب الغيبة.
(37) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمّي، المتوفّى سنة 381، له كتاب إكمال الدين
وإتمام النعمة، ألّفه بأمر الإمام المهديّ عجل الله
فرجه ، والرسالة الأولى في الغيبة، والرسالة الثانية
في الغيبة، والرسالة الثالثة في الغيبة.
(38) أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي،
المتوفّى سنة 449، له كتاب البرهان على طول عمر صاحب
الزمان، والإستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في
الإنصاف.
(39) أبو بكر محمد بن القاسم البغدادي، معاصر ابن
همّام الذي توفّي سنة 332، له كتاب الغيبة.
(40) أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عيّاش السلمي
السمرقنديّ، المعروف بالعيّاشي، كان في أوّل عمره
عامّي المذهب وسمع حديث العامّة فأكثر منه، ثمّ تبصّر
وعاد إلينا، له كتاب الغيبة.
(41) أبو الفرج المظفّر بن علي بن الحسين الحمداني، من
السفراء، قرأ على المفيد وحضر مجلس درس المرتضى والشيخ
ولم يقرأ عليهما، له كتاب الغيبة.
إنتهى ما قصدنا إيراده من ذكر بعض الكتب المؤلّفة
مستقلاً عن موضوع الإمام المهديّ عجل الله فرجه ، ولم
نذكر الكتب المؤلّفة من الواقفيّة الذين وقفوا على بعض
الأئمة أو أولادهم، وكذا لم نذكر الشعراء الذين نظموا
عن الإمام المهدي. مراعاة للاختصار.
* * *
3 _ إهتمام الشيخ المفيد بالبحث عن المهديّ عليه
السلام:
ازدهر العلم في زمن الشيخ المفيد وبلغ ذروته، وكانت
الحضارة آنذاك في تقدّمٍ سريع، وكان زمانه مملوءاً
بالعلماء من كلّ الفرق الإسلامية خصوصاً في بغداد.
كلّ هذا ونرى شيخنا المفيد قد نبغ من بين جميع هؤلاء،
وطغى علمه وشهرته على الكلّ.
وكانت الشبهات في زمانه ضدّ مذهب أهل البيت عليهم
السلام تستفحل يوماً بعد آخر.
لذا عقد الشيخ المفيد مجلساً للمناظرة، ناظر فيه
العلماء فأفحمهم، واهتدى على يديه الجمّ الغفير.
فكان رضي الله عنه قد أولى اهتماماً كبيراً بعلم
الكلام، سواء باللسان أم بالقلم.
ومن المواضيع الكلامية الّتي أعطاها اهتماماً كبيراً
هو موضوع الإمام المهديّ وأحواله وظهوره وطول عمره
و...
فكان يردّ الشبهات ويثبّت عقائد الشيعة بإمام زمانهم
بمناظراته ودرسه وكتاباته مستقلاً وضمناً.
فمن الذي كتبه مستقلاً:
(1) كتاب الغيبة.
ذكره النجاشي: 401، وذكره الطهراني في الذريعة 16: 80
كتاب الغيبة الكبير للمفيد.
(2) المسائل العشر في الغيبة.
ذكره النجاشي: 399، وهو هذا الكتاب الذي أقدّمه بين
يدي القارئ العزيز، يأتي التفصيل عنه.
(3) مختصر في الغيبة.
ذكره النجاشي: 399.
(4) النقض على الطلحي في الغيبة.
ذكره النجاشي: 400.
(5) جوابات الفارقيين في الغيبة.
ذكره النجاشي: 400.
(6) الجوابات في خروج الإمام المهدي عليه السلام.
ذكره النجاشي: 401.
وذكر الطهراني في الذريعة 16: 80 أنّ للشيخ المفيد
كتاب الجوابات في خروج المهدي _ وذكر أنّه موجود _
ثلاث مسائل. والظاهر أنّ كليهما كتاب واحد.
وذكر أيضاً أن الثلاث مسائل هي:
(أ) من مات ولا يعرف إمام زمانه.
(ب) لو اجتمع لإمام عدد أهل بدر.
واحتمل أن يكون هذا هو النقض على الطلحي، لأنه يعبّر
في أثنائه عن السائل بالعمري.
(ج) السبب الموجب لاستتار الحجّة.
والمطبوع من الجوابات _ الذي طبع ضمن عدّة رسائل
للمفيد طبع مكتبة المفيد _ أربع رسائل، هي:
(أ) صفحة 383 _ 388، شرح فيه حديث (من مات وهو لا يعرف
إمام زمانه)...
(ب) صفحة 389 _ 394، أوّل الرسالة: حضرتُ مجلس رئيس من
الرؤساء فجرى كلام في الإمامة فانتهى إلى القول في
الغيبة...
(ج) صفحة 394 _ 398، أوّل الرسالة:سأل بعض المخالفين
فقال: ما السبب الموجب لاستتار إمام الزمان وغيبته
التي طالت مدّتها...؟
(د) صفحة 399 _ 402، أوّل الرسالة: سأل سائل من الشيخ
المفيد فقال: ما الدليل على وجود الإمام صاحب الغيبة،
فقد اختلف الناس في وجوده اختلافاً ظاهراً...؟
وللتفصيل راجع الذريعة 5: 195، 20: 388، 390 و395، 16:
80 _ 82.
ومن الذي كتبه ضمناً:
(1) الإيضاح في الإمامة.
أحال عليه في عدّة مواضع من هذا الكتاب المسائل العشر،
وعبّر عنه بالإيضاح في الإمامة والغيبة.
(2) الإرشاد في معرفة حُجج الله على العباد.
ذكر فيه فصلاً خاصّاً عن الإمام الحجّة وغيبته.
(3) العيون والمحاسن.
له فيه كلام في الغيبة.
(4) الزاهر في المعجزات.
تطرّق فيه إلى معجزات الأنبياء والأئمة ومنهم الإمام
الحجّة المنتظر.
وكذا بحث عن الإمام المهدي عليه السلام في بقيّة كتبه
المؤلّفة في الإمامة والتاريخ والعقائد.
* * *
4 _ صِلة الشيخ المفيد بالناحية المقدّسة:
عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصّة،
وكُذّب من ادّعى البابية، وصارت النيابة عامّة للفقهاء
العدول.
وهذا لا يدلّ على عدم إمكان رؤية الإمام في الغيبة
الكبرى والتشرّف بخدمته،حتّى مع معرفة المشاهد له في
حال الرؤية، لأنّ الذي نقطع بكذبه هو ادّعاء الباب
والنيابة الخاصّة.
قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب المسائل العشر: فأمّا
بعد انقراض من سمّيناه من أصحاب أبيه وأصحابه عليهم
السلام ، فقد كانت الأخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل
محمّد عليهم السلام متناصرة: بأنّه لابدّ للقائم
المنتظر من غيبتين، إحداهما أطول من الأخرى، يعرف خبره
الخاصّ في القُصرى، ولا يعرفُ العامّ له مستقَرّاً في
الطولى، إلاّ من تولّى خدمته من ثقاة أوْليائه، ولم
ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره.
فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأنّ في الغيبة
الكبرى _ المعبّر عنها بالطولى _ يمكن أن يعرف خبره من
تولّى خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه إلى
الاشتغال بغيره.
إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسيّ توقيعين وردا من
الناحية المقدّسة إلى الشيخ المفيد، قال:
ذكرُ كتابٍ ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها
في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ
المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس
الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر مُرسله أنّه يحمله من
ناحية متّصلة بالحجاز، نسخته:
للأخ السديد الوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله
محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع
العهد المأخوذ على العباد...
وجاء في آخر التوقيع:
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام:
هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الوليّ، والمخلص في ودّنا
الصفيّ، والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه الّتي لا
تنام، فاحتفظ به، ولا تظهر على خطّنا الّذي سطرناه
بماله ضمناه أحداً، وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه،
وأوصِ جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلّى الله
على محمد وآله الطاهرين.
وقال الطبرسي أيضاً يروي التوقيع الثاني:
ورد عليه كتاب آخر من قِبله صلوات الله عليه يوم
الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلى
ملهم الحق ودليله...
وجاء في آخر التوقيع:
وكتب في غرّة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، نسخة
التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ،
بإملائنا وخطّ ثقتنا، فأخفِه عن كلّ أحد، واطوه، واجعل
له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا
شملهم الله ببركتنا إن شاء الله، والحمد لله والصلاة
على سيّدنا محمد النبيّ وآله الطاهرين.
وروى هذين التوقيعين يحيى بن بطريق في رسالة نهج
العلوم إلى نفي المعدوم كما حكي عنه، وزاد عليهما
توقيعاً آخر لم تصل إلينا صورته.
وعند التأمّل في التوقيعين الواصلين إلينا نستطيع أن
نجزم بأنّهما لا يفيدان النيابة الخاصّة أو البابية،
بل شأنهما شأن من يرى الإمام في غيبته الطولى ويعرفه،
ولا يفهم من الأحاديث المكذّبة لرؤيته إلاّ تكذيب
مدّعي النيابة الخاصّة.
والّذي يزيدنا اطمئناناً بهذين التوقيعين ما ذكره
الطبرسي في مقدّمة كتابه الاحتجاج في بيان علّة عدم
ذكر الأسانيد:
ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده:
إمّا لوجود الاجماع عليه.
أو موافقته لما دلّت العقول إليه.
أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.
إلاّ ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري عليه
السلام ، فإنّه ليس في الإشتهار على حدّ ما سواه، وإن
كان مشتملاً على مثل الّذي قدّمناه، فلأجل ذلك ذكرت
إسناده في أوّل جزءٍ من ذلك دون غيره، لأنّ جميع ما
رويت عنه صلوات الله عليه إنّما رويته بإسناد واحد من
جملة الأخبار الّتي ذكرها عليه السلام في تفسيره...
فالتوقيعان اللذان رواهما بدون ذكر الإسناد لا يخلوان
من ثلاثة وجوه: وجود الإجماع عليهما، موافقتهما لما
دلّت العقول إليه، اشتهارهما في السير والكتب بين
المخالف والمؤالف.
وهذه الدقّة الموجودة عند الطبرسيّ في روايته، ووثاقة
الطبرسي عند الكافّة تعطينا اطمئناناً لقبول
التوقيعين.
والّذي يزيدنا اطمئناناً أيضاً بهذين التوقيعين، ما
ذكره المحدّث البحراني في اللؤلؤة بعد ما نقل أبياتاً
في رثاء الشيخ المفيد منسوبة لصاحب الأمر وُجدت مكتوبة
على قبر الشيخ المفيد:
وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه عليه السلام من
التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة على مزيد التعظيم
والإجلال...
ثمّ قال:
هذا وذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلّي _ وقد تقدّم _ في
رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم (المعروفة بسؤال أهل
حلب) طريقين في تزكية الشيخ المفيد:
أحدهما: صحّة نقله عن الأئمة الطاهرين، بما هو مذكور
في تصانيفه من المقنعة وغيرها...
وأمّا الطريق الثاني في تزكيته: ما ترويه كافّة الشيعة
وتتلقّاه بالقبول: من أنّ صاحب الأمر صلوات الله عليه
وعلى آبائه كتب إليه ثلاث كتب، في كلّ سنة كتاباً،
وكان نسخة عنوان الكتاب: للأخ السديد... وهذا أوفى مدح
وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام الامة وخلف
الأئمّة، إنتهى ما في اللؤلؤة.
أقول: وكلامه صريح في أنّ التوقيعين مُجمَع عليهما،
ونستنتج من كلامه أيضاً أنّ ما ذكره الطبرسي في مقدّمة
الإحتجاج _ من ذكر الأسباب الّتي دعته إلى عدم ذكر
السند للأحاديث الّتي يرويها _ أن التوقيعين من قسم
الأحاديث الّتي انعقد الاجماع عليها، لهذا لم يذكر
سندهما.
وإن كان بعض المتأخّرين قد شكّك في هذين التوقيعين،
لكنّ الاطمئنان الحاصل عند التأمّل فيهما كافٍ في
المقام، والله العالم.
وقال ابن شهر آشوب في معالمه: ولقّبه الشيخَ المفيد
صاحبُ الزمان صلوات الله عليه، وقد ذكرت سبب ذلك في
مناقب آل أبي طالب.
والظاهر أنّ المراد من عبارته (ولقّبه الشيخ المفيد
صاحب الزمان) ما ورد في التوقيع: للأخ السديد والوليّ
الرشيد الشيخ المفيد.
وأمّا ما أحال به على المناقب، فهو غير موجود في
المناقب المطبوع وفي نسخه المتوفّرة لدينا، والنسخ
التي اعتمدها المحدّث المجلسي والنوري، لأنّ كلّ هذه
النسخ ناقصة غير موجود فيها البحث عن صاحب الأمر عليه
السلام.
وشكّك السيّد الخوئي في هذا، بناءً على أنّ تسميته
بالمفيد كانت من قِبل علي بن عيسى الرمّاني حيث قال له
بعد مناظرةٍ: أنت المفيد حقّاً، وكون التوقيع صادراً
في أواخر حياة الشيخ المفيد وإنّما لقّب الشيخ المفيد
في عنفوان شبابه.
وما ذكره السيّد الخوئي لا يقدح في سند التوقيعين ولا
في متنيهما، وإنّما هو اعتراض على ابن شهر آشوب حيث
قال: ولقّبه الشيخَ المفيد صاحبُ الزمان، إذ ليس في
التوقيع ما يوحي إلى أنّ صاحب الزمان عليه السلام هو
الذي لقّب المفيد بالمفيد، فلعلّه كان قد لُقّب
بالمفيد، والتوقيع الخارج من الناحية جرى على ما هو
المتعارف عليه من لقبه.
وبناءً على صدور هذين التوقيعين من الناحية المقدسة،
نستطيع أن نصل إلى الصلة العميقة بين هذا الشيخ المفيد
وبين إمام زمانه الحجّة المنتظر، لما فيهما من مدح
وثناء عميقين من قِبل الناحية المقدّسة لهذا الشيخ
الذي أوقف عمره للذبّ عن هذه الطائفة المظلومة.
فورد في التوقيع الأول من الناحية للشيخ المفيد من
المدح:
للأخ السديد، والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد... سلام
عليك أيّها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا
باليقين... ونُعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحّق،
وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق... هذا كتابنا إليك
أيّها الوليّ، والمخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا
الوفيّ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام...
وفي الثاني:
سلام عليك أيّها الناصر للحقّ، الداعي إليه بكلمة
الصدق،... ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد
فينا الظالمين، أيّدك الله بنصره الّذي أيّد به السلف
من أوليائنا الصالحين... هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ
الملهم للحقّ العليّ...
وكفى بهذا عزّاً وفخراً للشيخ المفيد، وهو أهل لذلك.
نحن والكتاب:
1 _ نسبة الكتاب للشيخ المفيد:
نستطيع أن نجزم بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، وذلك
لعدّة جهات:
(1) عند التأمّل في بقيّة كتبه بالأخصّ الكلاميّة
نشاهد أن طريقتها مع هذا الكتاب متّحدة، وبعبارة أخرى:
من طالع كتب الشيخ المفيد وطالع هذا الكتاب من دون أن
يعرف أنّه للمفيد يجزم بنسبته للمفيد، وذلك لاتّحاد
مشربه.
(2) إتّفاق كلّ النسخ الخطّيّة بنسبة هذا الكتاب للشيخ
المفيد، ومن النسخ ما كتب في القرن الثامن الهجري.
(3) عدم ادّعاء أيّ شخص بنسبة الكتاب لغير الشيخ
المفيد.
(4) صرّح بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد كثير من
الأعلام، منهم: تلميذه الشيخ النجاشي في رجاله.
وابن شهر آشوب في معالمه،
والطهراني في الذريعة،
والكنتوري في كشف الحجب.
(5) إحالته في هذا الكتاب على بقيّة كتبه المسلّم
بأنّها له، كالإرشاد، والإيضاح، والباهر من المعجزات.
|