المورد العاشر:
علي بن الحسين (عليه السلام) والوصية
قوله: لم يوص الحسين الى ابنه الوحيد علي زين
العابدين وانما اوصى الى اخته زينب.
اقول: روايات اهل البيت (عليهم السلام) تؤكد
ان علي بن الحسين وارث ابيه ومقامه بوصية منه
وبوصية من النبي (صلى الله عليه وآله).
نص الشبهة
قوله: (ولم يكن (الامام الحسين) يقدم اية
نظرية حول (الامام المعصوم المعين من قبل
الله) ولم يكن يطالب بالخلافة كحق شخصي له
لأنه ابن الامام علي او انه معين من قبل الله.
ولذلك فانه لم يفكر بنقل (الامامة) الى احد من
ولده، ولم يوص الى ابنه الوحيد الذي ظل على
قيد الحياة:(علي زين العابدين)، وانما اوصى
الى اخته زينب او ابنته فاطمة، وكانت وصيته
عادية جدا تتعلق باموره الخاصة، ولا تتحدث
ابدا عن موضوع الامامة والخلافة) ص 19 وأيضا ص
60.
الرد على الشبهة
أقول:
1. اقول مرََّ في التعليق على المورد التاسع
قول الحسين في كتابه إلى رؤساء الأخماس
بالبصرة (أما بعد فأن الله اصطفى محمداً على
خلقه... وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته
واحق الناس بمقامه في الناس) وهذا النص منسجم
كل الانسجام مع قول أبيه علي (عليه السلام) في
أهل البيت (عليهم السلام) (هم موضع سره ولجأ
أمره... وفيهم الوصية والوراثة).
2. لم يخرج الحسين (عليه السلام) مطالبا
بالخلافة، وإنما خرج من المدينة ممتنعا عن
بيعة يزيد آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ثم
استقر في مكة ولما عرض أهل الكوفة نصرته على
جهاد الظالمين ووجد فيهم الشروط متوفرة هاجر
إليهم لينطلق بهم في حركة الجهاد ضد الأمويين
وشاء الله تعالى ان يحال بينه وبين أنصاره وان
يسجن قسم منهم وان يقتل القسم الآخر بين يديه
وان يكرمه الشهادة وان يجعل حبس النصر عنه لما
هو أرضى وكان الأمر كذلك فقد صارت شهادة
الحسين باذن الله الباب الاوسع لحفظ الاسلام
وحفظ حيوية الامة وسر قدرتها على النهوض في
وجه الظالمين الى آخر الدنيا.
3. لقد كان التفاف أهل الكوفة حول
الحسين (عليه السلام) امتداداً لالتفافهم حول
أخيه الحسن (عليه السلام) ومن قبل أبيهما
علي (عليه السلام)وقد بني هذا الالتفاف في عهد
حكومة علي (عليه السلام)على أساس الأحاديث
النبوية التي كانت قد كتمت في عهد الثلاثة ثم
انتشرت في عهد علي (عليه السلام) كقوله (صلى
الله عليه وآله) لما نزلت آية التطهير: (اللهم
هؤلاء /أي علي وفاطمة والحسن والحسين وقد أدار
الكساء عليهم / أهل بيتي وحامتي وخاصتي اللهم
اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أنا حرب لمن
حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدوٌ لمن عاداهم).
وقوله (صلى الله عليه وآله) (حسين مني وأنا من
حسين احب الله من أحب حسينا، حسين سبط من
الأسباط).
والأسباط الذين عناهم النبي (صلى الله عليه
وآله) إما هم المشار إليهم في قوله تعالى
(أَمْ تَقُولُونَ إِنََّ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى)
البقرة/140 وهؤلاء هم يوسف والأئمة من ذريته
أو هم المشار إليهم في قوله تعالى (وَمِن
قَوْمِ مُوسَى أُمََّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِ وَبِهِ يَعْدِلُونَ وَقَطََّعْنَاهُمُ
اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا
أُمَمًا)الأعراف/159-160 وهم النقباء بعد موسى
وهم يوشع بن نون، وولدا هارون والأئمة من
ذريتهما وكلا الاحتمالين يؤدي الغرض لان
الأسباط في كليهما هم الأحفاد الذين امتدت بهم
الرسالة الإلهية بأمر الهي، ولكن الاحتمال
الثاني هو الأقرب حيث شبََّه النبي (صلى الله
عليه وآله) الأئمة بعده و عددهم بنقباء بني
إسرائيل بعد موسى وعددهم كما في رواية ابن
مسعود (اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل).
4. أما قوله (ولم يوصِ الحسين إلى ابنه الوحيد
على زين العابدين وإنما أوصى إلى أخته زينب
وابنته فاطمة وكانت وصية عادية جداً) هذا
النفي منه محض ادعاء، لان الروايات عن أهل
البيت (عليهم السلام) تؤكد ان أمر الإمامة عهد
معهود من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى
علي (عليه السلام) ثم إلى رجل فرجل الى ان
ينتهي إلى القائم (عليه السلام)
وان كتب علي (عليه السلام) التي أملاها عليه
النبي (صلى الله عليه وآله)وكتبها علي بيده
صارت من بعد الحسين (عليه السلام)إلىولده علي
بوصية منه،نعم لم يصطحبها الحسين (عليه
السلام) معه لما خرج إلى مكة وإنما استودعها
عند أم سلمة كما روى أبو بكر الحضرمي عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: (ان الحسين صلوات
الله عليه لما صار إلى العراق استودع أم سلمة
رضى الله عنها الكتب والوصية فلما رجع علي بن
الحسين (عليه السلام) دفعتها اليه).
وفي بصائر الدرجات: عن معلى بن خنيس عن أبي
عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) - قال:
ان الكتب كانت عند علي (عليه السلام) فلما سار
إلى العراق استودع الكتب أم سلمة فلما مضى علي
كانت عند الحسن، فلما مضى الحسن كانت عند
الحسين، فلما مضى الحسين كانت عند علي بن
الحسين، ثم كانت عند أبي -الإمام الباقر-.
وفي الكافي عن سليم بن قيس قال: (شهدتُ وصية
أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه
السلام) واشهد على وصيته الحسين ومحمداً وجميع
ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم دفع إليه
الكتاب والسلاح وقال لابنه الحسن: يا بني
امرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان أوصي
إليك وان ادفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى
إلىَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودفع
إلىَّ كتبه وسلاحه، وأمَرَني ان آمرك إذا حضرك
الموت ان تدفعها إلى أخيك الحسين ثم اقبل على
ابنه الحسين، فقال له: وأمرك رسول الله (صلى
الله عليه وآله)ان تدفعها إلى ابنك هذا ثم اخذ
بيد علي بن الحسين ثم قال لعلي بن الحسين:
وأمرك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان
تدفعها إلى ابنك محمد بن علي واقرأه من رسول
الله (صلى الله عليه وآله) ومني السلام).
قال العلامة العسكري: (ما سلمه الإمام هنا إلى
ابنه الحسن كتاب واحد وهو غير الكتب التي
أودعها أم المؤمنين أم سلمة بالمدينة عند
هجرته من المدينة، والتي تسلمها الإمام الحسن
منها عند عودته إلى المدينة).
وفي غيبة الشيخ الطوسي، ومناقب ابن شهر آشوب،
والبحار: عن الفضيل قال:
(قال لي أبو جعفر الإمام الباقر (عليه
السلام): لما توجه الحسين (عليه السلام) إلى
العراق، دفع إلى أم سلمة زوج النبي (صلى الله
عليه وآله) الوصية والكتب وغير ذلك، وقال لها:
إذا أتاك اكبر ولدي فادفعي إليه ما دفعت إليك،
فلما قتل الحسين (عليه السلام) أتى علي بن
الحسين أم سلمة فدفعت إليه كل شىء أعطاها
الحسين (عليه السلام)).
وفي الكافي وأعلام الورى ومناقب ابن شهر آشوب
والبحارواللفظ للأول، عن أبي بكر الحضرمي عن
الإمام الصادق (عليه السلام)قال: (ان
الحسين (عليه السلام) لما سار إلى العراق
استودع أم سلمة (رحمهم الله) الكتب والوصية،
فلما رجع علي بن الحسين (عليه السلام)دفعتها
إليه).
قال العلامة العسكري: (وكان ذلك غير الوصية
التي كتبها في كربلاء ودفعها مع بقية مواريث
الإمامة إلى ابنته فاطمة فدفعتها إلى علي بن
الحسين وكان يوم ذاك مريضاً لا يرون انه يبقى
بعده).
وفي الكافي واعلام الورى وبصائر الدرجات
والبحار واللفظ للأول عن عيسى بن عبد الله عن
أبيه عن جده قال: (التفت علي بن الحسين إلى
ولده وهو في الموت وهم مجتمعون عنده، ثم التفت
إلى محمد بن علي بأنه، فقال: يا محمد! هذا
الصندوق، فأذهب به إلى بيتك، ثم قال - أي علي
بن الحسين- أما انه ليس فيه دينار ولا درهم
ولكنه كان مملوء علماً).
وفي بصائر الدرجات والبحار: عن عيسى بن عبد
الله بن عمر، عن جعفر بن محمد - الإمام
الصادق (عليه السلام) - قال: (لما حضر علي بن
الحسين الموت قبل ذلك اخرج السفط أو الصندوق
عنده فقال: يا محمد احمل هذا الصندوق، قال:
فحُمِل بين أربعة رجال فلما توفي جاء اخوته
يدَّعون في الصندوق، فقالوا: اعطنا نصيبنا من
الصندوق، فقال: والله مالكم فيه شىء، ولو كان
لكم فيه شىء ما دفعه إليَّ، وكان في الصندوق
سلاح رسول الله وكتبه).
وفي بصائر الدرجات عن زرارة عن أبي عبد الله
قال: (ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إليَّ).
وفيه - أيضا- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد
الله يقول: (ما مات أبو جعفر حتى قبض -أي ابو
عبد الله- مصحف فاطمة).
وفي الكافي وبصائر الدرجات: عن حمران عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: (سألته عما يتحدث
الناس انه دُفِعَت إلى أم سلمة صحيفة مختومة
فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما
قبض ورث علي (عليه السلام) علمه وسلاحه وما
هناك، ثم صار إلى الحسن (عليه السلام)، ثم صار
إلى الحسين (عليه السلام) فلما خشينا ان نغشى
استودعها أم سلمة ثم قبضها بعد ذلك علي بن
الحسين (عليه السلام). قال: فقلت: نعم ثم صار
إلى أبيك، ثم انتهى إليك وصار بعد ذلك إليك؟
قال نعم).
وعن عمر بن أبان: قال: (سألت أبا عبد
الله (عليه السلام) عما يتحدث الناس انه دفع
إلى أم سلمة صحيفة مختومة، فقال: ان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) لما قبض ورث
علي (عليه السلام) علمه وسلاحه وما هناك ثم
صار إلى الحسن (عليه السلام)، قال: قلت ثم صار
إلى علي بن الحسين ثم صار إلى ابنه ثم انتهى
إليك فقال: نعم).
اقول: ويؤكد مسألة وجود تراث علمي خاص ورثه
الصادق (عليه السلام) عن أبيه الباقر عن أبيه
علي زين العابدين عن أبيه الحسين عن أخيه
الحسن عن أبي علي (عليه السلام) ما ذكره ابن
عدي قال: (ولجعفر بن محمد حديث كبير عن أبيه
عن جابر وعن أبيه عن آبائه ونسخا لأهل
البيت يرويه جعفر بن محمد).
وليس من شك ان الميراث العلمي هذا والذي يتقرر
صاحبه بالوصية الإلهية هو المشار اليه في قوله
تعالى (وَالََّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك مِنَ
الكِتَابِ هُوَ الحَقُُّ مُصَدِقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ إِنََّ الله بِعِبَادِهِ
لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ * ثُمََّ أَوْرَثْنَا
الكِتَابَ الََّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ
عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ الله ذَلِك هُوَ
الفَضْلُ الكَبِيرُ)فاطر/31-32.
ان الآية تقرر بصراحة ان الكتاب الإلهي وبيانه
الإلهي من خلال قول النبي وفعله وتقريره يكون
ميراثاً خاصاً بوصية إلهية للمصطفين من عباد
الله من أتباع محمد (صلى الله عليه وآله)إلى
يوم القيامة وهؤلاء المصطفون هم فئة خاصة وهم
أهل البيت الذين طهرهم الله تعالى واذهب عنهم
الرجس وجعلهم النبي (صلى الله عليه وآله)
عدلاً للقرآن في حديثه المعروف بحديث الثقلين
وجعل التمسك بهما معاً أمانا وعصمة من
الضلالة.
وتقرر الآية أيضا ان هؤلاء المصطفين الوارثين
جعلهم الله تعالى أئمة هدى بعد الرسول (صلى
الله عليه وآله).
ان هذه الوراثة الخاصة للكتاب الالهي وعلومه
من قبل اهل البيت (عليه السلام) وجعلهم ائمة
هدى نظير وراثة آل هارون لكتاب موسى وعلومه
وجعلهم ائمة بعد موسى.
قال الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى
الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَة مِنْ
لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمََّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمََّا صَبَرُوا
وَكَانُوا بآيَاتِنَا يُوقِنُونَ، إِنََّ
رَبََّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ) السجدة/23-25
وقال تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُُّهُمْ
إِنََّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ
التََّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِكُمْ
وَبَقِيََّةٌ مِمََّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ
هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنََّ فِي
ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ
مُؤْمِنِينَ) البقرة/248 أئمة بعد موسى.
المورد الحادي عشر:
حديث النبي (صلى الله عليه وآله): من جاءكم
يريد ان يتولى من غير مشورة فاقتلوه
قوله: لقد كان ائمة اهل البيت يعتقدون بحق
الامة في اختيار اوليائها، وادانة الاستيلاء
بالقوة
اقول: بل كان ائمة اهل البيت يعتقدون بالمبدأ
القرآني للحكم الذي يشخص:
(ان الحكم للنبي ثم الوصي ثم الفقيه العادل)
(إِنََّا أَنزَلْنَا التََّوْرَاةَ فِيهَا
هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النََّبِيُونَ
الََّذِينَ أَسْلَمُوا لِلََّذِينَ هَادُوا
وَالرََّبَانِيًًّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا
اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ الله) المائدة/
وقد بحثنا الآية مفصلا في الحلقة الثانية
الفصل الأول
وفي ضوء هذا المبدأ فان الأئمة(عليهم السلام)
يدينون استيلاء غير هؤلاءعلى الحكم
قال علي (عليه السلام): انا اولى الناس بالناس
من قميصي هذا
وقال أيضا: لو وجدت اربعين ذوي عزم لناهضت
القوم
نص الشبهة
قوله: (لقد كان أئمة اهل البيت يعتقدون بحق
الامة الأسلامية في اختيار اوليائها وبضرورة
ممارسة الشورى، وادانة الاستيلاء على السلطة
بالقوة. ولعلنا نجد في الحديث الذي يرويه
الصدوق في (عيون اخبار الرضا) عن الامام الرضا
عن ابيه الكاظم عن ابيه جعفر الصادق عن ابيه
محمد الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين بن
علي عن ابيه عن جده رسول الله (صلى الله عليه
وآله) والذي يقول فيه: "من جاءكم يريد ان يفرق
الجماعة ويغصب الامة امرها ويتولى من غير
مشورة فاقتلوه، فان الله عزوجل قد اذن بذلك"
لعلنا نجد في هذا الحديث افضل تعبير عن ايمان
اهل البيت بالشورى والتزامهم بها، واذا كانوا
يدعون الناس الى اتباعهم والانقياد اليهم
فانما كانوا يفعلون ذلك ايمانا بأفضليتهم
واولويتهم بالخلافة في مقابل "الخلفاء" الذين
كانوا لا يحكمون بالكتاب ولا يقيمون القسط ولا
يدينون بالحق) ص 4421.
الرد على الشبهة
أقول:
1. ان كان يريد بأهل البيت (عليهم السلام)
المصطلح الإسلامي الذي يفيد انهم علي والحسن
والحسين والتسعة من ذرية الحسين (عليه
السلام)فان ما نسبه اليهم غير صحيح لانقولهم
الوصية والنص القرآني الذي يحدد حق الحكم
للنبي والوصي والفقيه العادل وقد بحثناه مفصلا
قي الحلقة الثانية الفصل الأول.
2. قوله (ان أهل البيت يدينون الاستيلاء على
السلطة بالقوة)، ان كان يريد البيعة على الحكم
في مرحلتها الأولى فهو صحيح اما اذا كان يريد
البيعة على الجهاد ودفع الغاصبين فهو غير صحيح
وقد مر بيانه.
3. ثم ان الحديث الذي استشهد به على فرض صحة
صدوره عن الإمام (عليه السلام) له عدة معان:
الأول: ان يريد الرسول (صلى الله عليه وآله)
بالجماعة، الجماعة بعد أي بيعة تحققت سواء كان
المبايع هو المنصوص عليه أم لا.
الثاني: ان يريد بالجماعة الجماعة بعد البيعة
المشروعة حيث اجتمع أهل السابقة والجهاد على
المنصوص عليه شرعا.
الثالث: ان يريد بالجماعة الأمة قبل البيعة
حيث الأمة واحدة بلحاظ الكتاب والسنة.
وليس من شك ان الاحتمال الأول لا يريده الإمام
الرضا (عليه السلام) لما عرف عنه بالضرورة ان
مذهبه مذهب آبائه وهو القول بالوصية والنص
ووجوب مجاهدة المغاصبين لو وجد صاحب الحق
الشرعي عدة كافية من الانصار، كما اثر عن
علي (عليه السلام)قوله: (انا اولى بالناس من
قميصي هذا) وقوله: (لو وجدت اربعين دوي عزم
لناهضت القوم).
يبقى المعنى الثاني والثالث كلاهما محتمل
وكلاهما لا يؤيد دعوى (الاستاذ احمد الكاتب).
لان المعنى الثاني، يريد بالجماعة الجماعة
التي بايعت المنصوص عليه، وفي ضوئه فان الذي
يقوم في وجه هذه الجماعة وجب قتاله ومن هنا
قاتل علي (عليه السلام) اهل الجمل واهل صفين.
والمعنى الثالث: يريد بالجماعة الامة قبل
البيعة وهي واحدة بلحاظ الكتاب والسنة وامرها
وشأنها كأمة مؤمنة بالكتاب والسنة ان تبايع من
نصبه واراده الكتاب والسنة فاذا اكرهت على
بيعة شخص لم يرده الكتاب والسنة تكون قد غصب
امرها وحقها، وفي مثل هذه الحالة يجب قتال
المتولي غير القانوني ومن هنا قال علي (عليه
السلام)(لو وجدت اربعين ذوي عزم لقاتلت القوم)
وذلك لان اهل السقيفة فرضوا على الامة شخصاً
في قبال من عينه الله ورسوله، ولما لم يجد هذه
العدة استجاب للبيعة بعد الاكراه والاستضعاف.
4.أما قول الاستاذ الكاتب: (وإذا كان أهل
البيت (عليهم السلام) يدعون الناس الى اتباعهم
والانقياد اليهم فانما كانوا يفعلون ذلك
ايمانا بافضليتهم واولويتهم بالخلافة) فهو
يريد ان حق أهل البيت (عليهم السلام) في
الحكومة إنما هو حق أفضلية وليس حق اختصاص،
وقد مرََّ الكلام في إبطال هذا المعنى من
الأولوية الحكم فى حقهم وقلنا هناك ان أحقية
أهل البيت (عليهم السلام) واولويتهم بالحكومة
إنما هي أحقية واولوية اختصاص.
المورد الثاني عشر:
عقيدة الأجيال الأولى من الشيعة بالإمامة
قوله: النوبختي يقول: كانت اجيال من الشيعة
الاول تقول ان عليا اولى الناس ومع ذلك اجازوا
امامة ابي بكر. وان عبد الله بن الحسن يقول:
"ليس لنا في هذا الامر ما ليس لغيرنا" وان
اخاه الحسن يقول: "لو كان يعني رسول الله (صلى
الله عليه وآله) بقوله في الغدير الإمرة لا
فصح لهم"
اقول: والنوبختي يقول ايضا: وهناك أجيال من
الشيعة الاوائل يقولون: ان عليا مفروض الطاعة
بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يجوز
لهم غيره. وان الصادق (عليه السلام) كان يندد
بالحسن بن الحسن بن الحسن.
نص الشبهة
قوله: (وتبعا لمفهوم (الاولوية) قالت اجيال من
الشيعة الاوائل، وخاصة في القرن الاول الهجري:
"ان عليا كان اولى الناس بعد رسول الله (صلى
الله عليه وآله) لفضله وسابقته وعلمه، وهو
افضل الناس كلهم بعده واشجعهم واسخاهم واورعهم
وأزهدهم. واجازوا مع ذلك امامة ابي بكر وعمر
وعدوهما اهلا لذلك المكان والمقام، وذكروا ان
عليا سلم لهما الامر ورضي بذلك وبايعهما طائعا
غير مكره وترك حقه لهما، فنحن راضون كما رضي
المسلمون له ، ولمن بايع، لا يحل لنا غير ذلك
ولا يسع منا احدا الا ذلك، وان ولاية ابي بكر
صارت رشدا وهدى لتسليم علي ورضاه".
بينما قالت فرقة اخرى من الشيعة:
"ان عليا افضل الناس لقرابته من رسول
الله (صلى الله عليه وآله) ولسابقته وعلمه
ولكن كان جائزا للناس ان يولوا عليهم غيره اذا
كان الوالي الذي يولونه مجزئا، أحب ذلك او
كرهه، فولاية الوالي الذي ولوا على انفسهم
برضى منهم رشد وهدى وطاعة لله عزوجل، وطاعته
واجبة من الله عزوجل ".
وقال قسم آخر منهم: "ان امامة علي بن الي طالب
ثابتة في الوقت الذي دعا الناس واظهر امره".
و قد قيل للحسن بن الحسن بن علي الذي كان كبير
الطالبيين في عهده وكان وصي ابيه وولي صدقة
جده: (ألم يقل رسول الله: من كنت مولاه فعلي
مولاه؟ فقال: بلى ولكن - والله - لم يعن رسول
الله بذلك الامامة والسلطان، ولو اراد ذلك
لأفصح لهم به.
وكان ابنه عبد الله يقول: "ليس لنا في هذا
الامر ما ليس لغيرنا، و ليس في احد من اهل
البيت امام مفترض الطاعة من الله، وكان ينفي
امامة اميرالمؤمنين انها من الله.
مما يعني ان نظرية النص وتوارث السلطة في اهل
البيت فقط، لم يكن لها رصيد لدى الجيل الاول
من الشيعة، ومن هنا فقد كانت نظرتهم الى
الشيخين ابي بكر وعمر نظرة ايجابية، اذ لم
يكونوا يعتبرونهما "غاصبين" للخلافة التي
تركها رسول الله (صلى الله عليه وآله)شورى بين
المسلمين ولم ينص على أحد بالخصوص. وهذا ما
يفسر أمر الامام الصادق لشيعته بتوليهما.
الرد على الشبهة
اقول:
يقال للاستاذ الكاتب ان المقولة التي نقلتها
ونسبتها إلى أجيال من الشيعة الأوائل إنما هي
مقولة أوائل البترية من الزيدية.
وفي قبال مقولتهم مقولة شيعة أوائل أيضا تبعا
لمفهوم أولوية الاختصاص كانوا يقولون: (ان علي
ابن أبي طالب إمام ومفروض الطاعة من الله
ورسوله بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يجب على الناس القبول منه والأخذ منه ولا يجوز
لهم غيره، من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى
الله لما أقامه رسول الله علما لهم وأوجب
إمامته وموالاته وجعله أولى بهم منهم بأنفسهم،
والذي وضع عنده من العلم ما يحتاج إليه الناس
من الدين والحلال والحرام وجميع منافع دينهم
ودنياهم ومضارها وجمع العلوم كلها جليلها
ودقيقها واستودعه ذلك كله واستحفظه إياه، وانه
استحق الإمامة ومقام النبي (صلى الله عليه
وآله)لعصمته وطهارة مولده وسبقه وعلمه وشجاعته
وجهاده وسخائه وزهده وعدالته في رعيته، وان
النبي (صلى الله عليه وآله) نص عليه وأشار
إليه، باسمه ونسبه، وعينه وقلد الأمة إمامته
وإقامة ونصبه لهم علما، وعقد له عليهم إمرة
المؤمنين، وجعله وصيه وخليفته ووزيره في مواطن
كثيرة، اعلمهم ان منزلته منه منزلة هارون من
موسى، إلا انه لا نبي بعده، وإذ جعله نظير
نفسه في حياته، وانه أولى بهم بعده، كما كان
هو (صلى الله عليه وآله) أولى بهم منهم
بأنفسهم).
قال النوبختي والاشعري: (فلم تزل هذه الفرقة
ثابتة قائمة لازمة لإمامته وولايته على ما
ذكرنا ووصفنا إلى ان قتل صلوات الله عليه).
وقد المح الاستاذ الكاتب إلى قول هذه الفئة من
الشيعة في الفصل الثاني من الجزء الأول ولكنه
سماها بـ (الفئة السبئية) وقال عنها (أنها
جماعة قليلة من الشيعة في عهد الإمام علي وان
الإمام نفسه قد رفض مقولتهم وزجرهم) (ص 25)
وسيأتي التعليق عليه.
2. أما ما نسبه إلى الحسن بن الحسن بن
علي (عليه السلام) من كلام فهو جزء رواية
رواها ابن عساكر تحت ترجمة الحسن بن الحسن بن
علي (عليه السلام) غير أنها للحسن بن الحسن بن
الحسن.
قال الفضيل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن أخا
عبد الله بن الحسن يقول لرجل من الرافضة (ولو
كان الأمر كما تقولون ان الله ورسوله اختار
عليا لهذا الأمر والقيام على الناس بعده، ان
كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما في
ذلك ان ترك أمر رسول الله (صلى الله عليه
وآله) ان يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى
الناس.
فقال الرافضي ألم يقل رسول الله (صلى الله
عليه وآله) لعلي (من كنت مولاه فعلي مولاه).
قال أم والله، ان لو يعني رسول الله بذلك
الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم
بذلك كما افصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام
رمضان وحج البيت وقال لهم أيها الناس ان هذا
ولي أمركم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا).
والحسن بن الحسن بن الحسن أخو عبد الله بن
الحسن هو الذي قال فيه الصادق (عليه
السلام)كما في خبر الاحتجاج للطبرسي: (ان
الحسن لو توفي بالزنا وشرب الخمر كان خيراً
مما توفي عليه).
وفي خبر الاحتجاج أيضا عن ابن أبي يعفور قال:
(لقيت أنا والمعلى الحسن بن الحسن فقال يا
يهودي فاخبرنا بما قال جعفر بن محمد (عليه
السلام) فقال: هو والله أولى باليهودية منكما
ان اليهودي من شرب الخمر).
وقد روى ابن عساكر عن فضيل بن مرزوق قال:
(سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة:
والله ان قتلك لقربة إلى الله عز وجل، فقال له
الرجل: انك تمزح! فقال: والله ما هذا بمزاح
ولكنه مني الجد).
وفيه أيضا عن فضيل بن مرزوق قال: (سمعت الحسن
بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: والله لئن
أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم ثم لا
تقبل منكم توبة).
وقد روى ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن الحسن
بن الحسن روايات تكشف عن وحدة موقف بينهما من
الرافضة.
فقد روى عن أبي بكر بن عياشعن سليمان بن قرم
قال: (قلت لعبد الله بن الحسن في أهل قبلتنا
كفار؟ قال نعم، الرافضة.
وروى عن أبي خالد الأحمر قال سألت عبد الله بن
الحسن عن أبي بكر وعمر فقال صلى الله عليهما
ولا صلى على من لم يصل عليهما).
وروى عن عمار بن زريق عن عبد الله بن الحسن
قال: (ما أرى رجلا يسب أبا بكر وعمر تيسر له
توبة أبدا).
وروى عن شبابة عن حفص بن قيس قال: (سألت عبد
الله بن الحسن عن المسح على الخفين؟ فقال امسح
فقط مسح عمر بن الخطاب، فقلت إنما أسألك أنت
أتمسح؟ قال ذلك اعجز لك حين أخبرك عن عمر
وتسألني عن رأيي فعمر كان خير مني وملء الأرض
مثلي، قلت يا أبا محمد ان ناساً يقولون ان هذا
منكم تقية فقال لي ونحن بين القبر والمنبر:
اللهم ان هذا قولي في السر والعلانية فلا
تسمعن قول أحد بعدي، ثم قال هذا الذي زعم ان
عليا كان مقهوراً وان رسول الله (صلى الله
عليه وآله) أمره بأمر فلم ينفذه فكفى بهذا
إزراء على علي (عليه السلام) ومنقصة ان يزعم
قوم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمره
بأمر فلم ينفذه).
وروى الصفار في بصائر الدرجات عن علي بن سعيد
وكان عند الصادق (عليه السلام) (ان رجلا قال
له: جعلت فداك ان عبد الله بن الحسن يقول ليس
لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا؟ فقال أبو عبد
الله (عليه السلام) بعد كلام: أما تعجبون من
عبد الله يزعم ان أباه علي لم يكن إماما ويقول
انه ليس عندنا علم، وصدق والله ما عنده علم
ولكن والله وأهوى بيده إلى صدره ان عندنا سلاح
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه ودرعه
وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب
الله وانه لإملاء رسول الله (صلى الله عليه
وآله) وخط علي بيده).
قال العلامة التستري رح: (ونقل البحار عن
(الإقبال) تصديه للاعتذار لآبائه بني الحسن
ولهذا (اي لعبد الله بن الحسن) فأورد كتاب
الصادق (عليه السلام) إليه تسلية له عند حمله
وأهل بيته ذاكرا في عنوان المكتوب (إلى الخلف
الصالح والذرية الطيبة من ولد أخيه وابن عمه)
ثم أورد المكتوب وقال اشتملت هذه التعزية على
وصف عبد الله بالعبد الصالح والدعاء له ولبني
عمه بالسعادة وهذا يدل على ان جماعة المحمولين
كانوا عند مولانا الصادق معذورين وممدوحين
ومظلومين وبحقه عارفين، وقد يوجد في الكتب
انهم كانوا للصادق مفارقين وذلك محتمل للتقية
لئلا ينسب اظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة
ثم ساق أخبارا كثيرة مؤيدة لما ذكره من عذرهم
ومعرفتهم واعتراف عبد الله بان ولده ليس هو
المهدي الموعود وتصديقه للصادق (عليه السلام)
بان المهدي من ولده ونقل رواية عن الصادق عن
أبيه عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) أنها
سمعت أباها يقول (يقتل منك أو يصاب منك بشط
الفرات ما سبقهم الأولون ولا يعدلهم الآخرون)
وهؤلاءالمقتولون منهم عبد الله وهو رأسهم وشيخ
بني هاشم. قال (المصنف)
كلما أمعنت النظر في أخبار المدح والقدح لم
اهتد إلى وجه جميع).
وقال العلامة التستري (رحمهم الله) ايضا: (بل
أخبار القدح مستفيضة وأخبار المدح شاذة ومن
طرق الزيدية، وقرر القادحة القدماء فرواها
محمد بن الحسن الصفار ومحمد بن يعقوب الكليني
ونظرؤهما عن الائمة ساكتين عن تأويلها،
والتاريخ أيضا يعضدها، ولم تنحصر الأخبار بما
نقل بل لو أريد الاستقصاء لطال الكلام، وقد
رويت عنه أمور منكرة فوق عدم استبصاره ففي خبر
انه قال للصادق (عليه السلام) ان الحسين كان
ينبغي له إذا عدل ان يجعلها في الاسن من ولد
الحسن، وروى الطبري في ذيله بإسناده عن سليمان
بن قرم قال قلت لعبد الله بن الحسن أفي قبلتنا
كفار قال نعم الرافضة، وقال ابن قتيبة روى عبد
الله بن الحسن يوما يمسح على خفيه فقال مسح
عمر ومن جعله بينه وبين الله فقد استوثق).
3: قوله: (ومن هنا فقد كانت نظرتهم -أي اهل
البيت- الى الشيخين ابي بكر وعمر نظرة ايجابية
إذ لم يعتبروهما غاصبين للخلافة...، وهذا يفسر
امر الامام الصادق (عليه السلام)لشيعته
بتوليهما).
اقول: ان كان يريد بـ(اهل البيت) الائمة
المعصومين فقد اخطأ القول فيما نسب اليهم،
وذلك لان موقفهم (عليهم السلام) منهما هو موقف
ابيهم علي (عليه السلام) وجدتهم الزهراء (عليه
السلام).
اما موقف ابيهم علي (عليه السلام) فقد اتضح من
خلال اقواله التي نقلناها عنه فيما
مضى كقوله (عليه السلام) في خطبته المعروفة
بالشقشقية (اما والله لقد تقمصها ابن ابي
قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من
الرحا... وطفقت ارتئي بين ان اصول بيد جذاء او
اصبر على طخية عمياء... فرأيت ان الصبر على
هاتا احجى) وقوله (عليه السلام)(اللهم اني
استعديك على قريش... فنظرت فاذا ليس لي رافد
ولا ذاب ولا مساعد الا اهل بيتي فضننت بهم عن
المنية... وصبرت من كظم الغيظ على امر من
العلقم وآلم للقلب من حز الشفار) وقوله (عليه
السلام) (لو وجدت اربعين ذوي عزم لناهضت
القوم) ولازم هذه الأقوال انهما اغتصبا حقه،
وكان يرى استرجاع حقه بالقوة لو كانت له قوة.
اما موقف جدتهم الزهراء (عليه السلام): فهو
واضح من خلال ما ثبت عنها انها غضبت عليهما ثم
اصرت على ابراز غضبها هذا عليهما حتى بعد
موتها حيث اوصت ان لا يشهدا جنازتها وان لا
يصليا عليها وان تدفن ليلا حرصا على تحقيق
ذلك، وقد نفذ علي (عليه السلام) وصيتها ودفنها
ولم يؤذن ابا بكر بدفنها.
روى البخاري عن الزهري عن عروة عن عائشة (ان
فاطمة (عليه السلام) وجدت على ابي بكر فهجرته
فلم تكلمه حتى توفيت... دفنها زوجها علي (عليه
السلام) ليلا ولم يؤذن بها ابا بكر وصلى
عليها).
قال العيني وابن حجر في شرح البخاري:
(قوله: (ليلا) أي في الليل وذلك بوصية منها
لارادة الزيادة في التستر).
|