الفصل الثالث:
روايات اهل البيت (عليهم السلام) في تشخيص
هوية الإمام المهدي (عليه السلام)
قوله: اما الروايات الواردة حول الغيبة
والغائب فهي لا تتحدث عن غائب بالتحديد... وهي
لا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك
إعجازا ودليلا على صحة الغيبة كما قال الشيخ
الصدوق.
أقول: إن روايات أهل البيت المتداولة عند
الشيعة في القرن الثاني الهجري تتحدث عن غائب
بالتحديد وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل
البيت والخامس من ولد الصادق (عليه السلام)،
وانه يغيب غيبتين إحداهما طويلة ثم يقوم
بعدها، وبالتالي فهي تتحدث عن أمر قبل وقوعه،
وفيما يلي طرف مما رواه الحسن بن محبوب
السرّاد (149- 224 هجرية) في كتابه المشيخة
وغيره من كتبه وكتب غيره التي كانت متداولة
عند الشيعة قبل ولادة المهدي بنصف قرن تقريبا.
نص الشبهة
قال: (اما الروايات الواردة حول الغيبة
والغائب فهي لا تتحدث عن غائب بالتحديد... وهي
لا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك
إعجازا ودليلا على صحة الغيبة كما قال الشيخ
الصدوق) ص 197بيروتية.
(إن تحديد هوية الإمام المهدي بالثاني عشر من
إئمة أهل البيت قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة
الإمام الحسن العسكري بفترة طويلة إي في بداية
القرن الرابع الهجري).
ولو كانت هوية المهدي قد تحددت من قبل منذ
زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو
الأئمة الأحد عشر السابقين لما اختلف المسلمون
ولا الشيعة ولا الإمامية ولا شيعة الحسن
العسكري في تحديد هوية المهدي (182).
الرد على الشبهة
أقول: إن روايات أهل البيت (عليهم السلام)
المتداولة عند الشيعة في القرن الثاني الهجري
والربع الأول من القرن الثالث الهجرري تتحدث
عن غائب بالتحديد وبالتالي فهي قد أخبرت عن
أمر قبل وقوعه.
وقد ذكرت هذه الروايات ان القائم المهدي الذي
يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من أهل
البيت وهو التاسع من ذرية الحسين وفي بعضها هو
السابع من ذرية الباقر وفي بعضها هو السادس من
ذرية الصادق وفي بعض هذه الروايات هو الخامس
من ولد الكاظم هذا مضافا الى روايــات كثيرة
جدا تشير الى أن هذا القائم له غيبة طويلة،
وفي روايات اخرى ان له غيبتين إحداهما طويلة
يقال له فيها مات أو هلك، وفي بعضها انه تخفى
ولادته على الناس، وفي بعضها هو الذي يقول
الناس عنه لم يولد بعد وفي بعضها انه اصغر
الأئمة سنا وأخملهم ذكرا.
وليس بعد هذه الأوصاف من غموض كما يدعي
الأستاذ الكاتب مضافا الى ذلك العلامات التي
ذكرت كمقدمة لظهوره من قبيل زوال ملك بني
العباس وخروج السفياني والصيحة في شهر رمضان
وانه لا يقوم حتى يذهب ثلثا الناس وانه لاتبقى
فئة من الناس لا تجرب حظها من الحكم والسيرة
بين الناس وانه يظهر في زمانه عيسى ويصلي
خلفه.
ان هذه الصفات و العلامات لاتبقي مجالا للقول
ان الروايات الواردة في المهدي غامضة ولم تحدد
هويته كما ادعى ذلك الأستاذ الكاتب.
وقد ذكر تلك الروايات علماء الشيعة الأقدمين
وقدموها كظاهرة ملفتة للنظر وعلامة من علامات
صدق إمامة أهل البيت (عليهم السلام).
تعليق الشيخ ابي سهل النوبختي على أخبار
الغيبتين:
قال الشيخ أبي سهل النوبختي (رحمه الله):
(وصحة غيبته بالاخبار المشهورة في غيبة الامام
(عليه السلام) وان له غيبتين إحداهما اشد من
الاخرى.
ومذهبنا في غيبة الامام في هذا الوقت لا يشبه
مذهب الممطورة في موسى بن
جعفر لان موسى مات ظاهراً ورآه الناس ميتاً
ودفن دفناً مكشوفا ومضى لموته اكثر من مائة
سنة وخمسين سنة لا يدعي احد انه يراه ولا
يكاتبه ولا يراسله، ودعواهم انه حي فيه اكذاب
الحواس التي شاهدته ميتاً وقد قام بعده عدة
ائمة فأتوا من العلوم بمثل ما أتى به موسى
وليس في دعوانا هذه غيبة الامام اكذاب للحس
ولا محال ولا دعوى تنكرها العقول ولا تخرج من
العادات وله الى هذا الوقت من يدَّعي من شيعته
الثقات المستورين انه باب اليه وسبب يؤدي عنه
الى شيعته امره ونهيه ولم تطل المدة في الغيبة
طولاً يخرج من عادات من غاب.
فالتصديق بالاخبار يوجب: اعتقاد امامة ابن
الحسن (عليه السلام) على ما شرحت.
وانه قد غاب كما جاءت الاخبار في الغيبة فانها
جاءت مشهورة متواترة وكانت الشيعة تتوقعها
وتترجاها كما ترجوا بعد هذا من قيام القائم
(عليه السلام) بالحق واظهار العدل.
ونسأل الله عز وجل توفيقا وصبراً جميلاً
برحمته).
تعليق النعماني على اخبار الغيبتين:
وقال النعماني (رحمه الله) معلقا على أخبار
الغيبتين:
(هذه الاحاديث التى يذكر فيها أن للقائم (عليه
السلام) غيبتين أحاديث قد صحت عندنا بحمد
الله، وأوضح الله قول الائمة (عليهم السلام)
وأظهر برهان صدقهم فيها.
فأما الغيبة الاولى: فهي الغيبة التى كانت
السفراء فيها بين الامام (عليه السلام) وبين
الخلق قياما منصوبين ظاهرين موجودي الاشخاص
والاعيان، يخرج على أيديهم غوامض العلم، و
عويص الحكم، والاجوبة عن كل ما كان يسأل عنه
من المعضلات والمشكلات، و هى الغيبة القصيرة
التى انقضت أيامها وتصرمت مدتها.
والغيبة الثانية: هي التى ارتفع فيها أشخاص
السفراء والوسائط للامر الذي يريده الله
تعالى، والتدبير الذى يمضيه في الخلق، ولوقوع
التمحيص والامتحان و البلبلة والغربلة
والتصفية على من يدعي هذا الامر كما قال الله
عزوجل " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما
أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. وما كان
الله ليطلعكم على الغيب " وهذا زمان ذلك قد
حضر، جعلنا الله فيه من الثابتين على الحق،
وممن لا يخرج في غربال الفتنة.
فهذا معنى قولنا " له غيبتان " ونحن في
الاخيرة نسأل الله أن يقرب فرج أوليائه منها
ويجعلنا في حيز خيرته وجملة التابعين لصفوته،
ومن خيار من ارتضاه وانتجبه لنصرة وليه
وخليفته فإنه ولي الاحسان، جواد منان).
وقال (رحمه الله) معقبا على اخبار علامات
الظهور وبعض صفات القائم (عليه السلام):
(العلامات التي ذكرها الائمة: مع كثرتها
واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة
ألا يظهر القائم إلا بعد مجيئها وكونها، إذ
كانوا قد أخبروا أن لابد منها وهم الصادقون،
حتى إنه قيل لهم " نرجو أن يكون ما نؤمل من
أمر القائم (عليه السلام) ولا يكون قبله
السفياني " فقالوا " بلى والله إنه لمن
المحتوم الذي لابد منه ". ثم حققوا كون
العلامات الخمس التي أعظم الدلائل والبراهين
على ظهور الحق بعدها، كما أبطلوا أمر التوقيت
وقالوا " من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن
تكذبوه كائنا من كان فإنا لا نوقت " وهذا من
أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى أو
ادعي له مرتبة القائم ومنزلته وظهر قبل مجيء
هذه العلامات، لا سيما وأحواله كلها شاهدة
ببطلان دعوى من يدعى له، ونسأل الله أن لا
يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالزخارف في
الدينوالتمويه على ضعفاء المرتدين، ولا يسلبنا
ما منحنا به من نور الهدى وضيائه، وجمال الحق
وبهائه بمنه وطوله.
انظروا رحمكم الله - يا معشر الشيعة إلى ما
جاء عن الصادقين (عليهم السلام) في ذكر سن
القائم (عليه السلام) وقولهم إنه وقت إفضاء
أمر الامامة إليه أصغر الائمة سنا وأحدثهم،
وإن أحدا ممن قبله لم يفض إليه الامر في مثل
سنه، وإلى قولهم " واخملنا ذكرا " يشيرون
بخمول ذكره إلى غيبة شخصه واستتاره، وإذا جاءت
الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الاشياء قبل
كونها، وبحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها، ثم
حققها العيان والوجود، وجب أن تزول الشكوك عمن
فتح الله قلبه ونوره وهداه، وأضاء له بصره.
والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء من عباده
بتسليمهم لامره وأمر أوليائه، وإيقانهم بحقيقة
كل ما قاله، واثقا بحقيقة كل ما يقول الائمة من
غير شك فيه ولا ارتياب، إذ كان الله عزوجل قد
رفع منزلة حججه... وجعل الجزاء على التسليم
لقولهم والرد إليهم الهدى والثواب وعلى الشك
والارتياب فيه العمى وأليم العذاب، وإياه نسأل
الثواب على ما من به، والمزيد فيما أولاه وحسن
البصيرة فيما هدى إليه فإنما نحن به وله).
تعليق الشيخ الصدوق على أخبار الغيبة:
قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): (أن الائمة
(عليهم السلام) قد أخبروا بغيبتة ووصفوا كونها
لشيعتهم فيما نُقِل عنهم واستُحفِظ في الصحف
ودُوِّن في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع
الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر.
فليس أحد من أتباع الائمة (عليهم السلام) إلا
وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه
في مصنفاته وهي الكتب التي
تعرف بالاصول مدوَّنة مستحفظة عند شيعة آل
محمد (عليهم السلام) من قبل الغيبة بما ذكرنا
من السنين، وقد أخرجت ما حضرني من الاخبار
المسندة في الغيبة في هذا الكتاب في مواضعها.
فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلفين للكتب أن
يكونوا علموا الغيب بما وقع الان من الغيبة،
فألفوا ذلك في كتبهم ودونوه في مصنفاتهم من
قبل كونها، وهذا محال عند أهل اللب والتحصيل.
أو أن يكونوا (قد) أسسوا في كتبهم الكذب فاتفق
الامر لهم كما ذكروا وتحقق كما وضعوا من كذبهم
على بعد ديارهم واختلاف آرائهم وتباين أقطارهم
ومحالهم، وهذا أيضا محال كسبيل الوجه الاول.
فلم يبق في ذلك إلا أنهم حفظوا عن أئمتهم
المستحفظين للوصية (عليهم السلام) عن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) من ذكر الغيبة وصفة
كونها في مقام بعد مقام إلى آخر المقامات
مادونوه في كتبهم وألفوه في اصولهم.
وبذلك وشبهه فلج الحق وزهق الباطل. إن الباطل
كان زهوقا).
تعليق الطبرسي في إعلام الورى على أخبار
الغيبة:
قال الطبرسي (رحمه الله) مما يدل على صحة
إمامته (عليه السلام) النص عليه بذكر غيبته، و
صفتها التي يختصها ووقوعها على الحد المذكور
من غير اختلاف حتى لم يخرم منه شيئا وليس يجوز
في العادات أن تولد جماعة كثيرة كذبا يكون
خبرا عن كائن فيتفق ذلك على حسب ما وصفوه.
وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان
الحجة (عليه السلام) بل زمان أبيه وجده حتى
تعلقت الكيسانية والناووسية والممطورة
بها وأثبتها المحدِّثون من الشيعة في اصولهم
المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق
(عليهما السلام)
وأثروها عن النبي و الائمة (عليهم السلام)واحد
بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان
بوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة، في
دلائله وأعلام إمامته، وليس يمكن أحدا دفع
ذلك.
ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة
الحسن بن محبوب السراد وقد صنف كتاب المشيخة
الذي هو في اصول الشيعة أشهر من كتاب المزني و
أمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة
فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة
فوافق المخبر، وحصل كما تضمنه الخبر بلا
اختلاف.
أقول:
وفيما يلي طرف مما رواه الحسن بن محبوب السراد
(149- 224 هجرية) في كتاب مشيخته المشهور
المتداول عند الشيعة قبل ولادة المهدي بنصف
قرن تقريبا وطرف مما رواه ايضا معاصرو الحسن
بن محبوب في كتبهم أمثال محمد بن ابي عمير
(ت217)، و صفوان بن يحيى (ت210) ومحمد بن
اسماعيل بن بزيع، وعبد الله بن سنان (ت220)،
ومحمد بن سنان، والحسن بن ايوب، وعبد الله بن
حماد الأنصاري، وأحمد بن الحسن الميثمي،
والعباس بن عامر القصباني، وعثمان بن عيسى،
والحسن بن علي بن فضال (ت224)، وعبد الله بن
جبلة (ت219)، وعلي بن حسان.
روايات الحسن بن محبوب السّرّاد
ومعاصريه في المهدي (عليه السلام)
الغيبة الكبرى:
الحسن بن محبوب
عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي
إسحاق السبيعى قال سمعت من يوثق به من أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول قال أمير -
المؤمنين (عليه السلام) في خطبة خطبها بالكوفة
طويلة ذكرها " اللهم لابد لك من حجج في أرضك
حجة بعد حجة على خلقك، يهدونهم إلى دينك،
ويعلمونهم علمك لكيلا يتفرق أتباع أوليائك،
ظاهر غير مطاع، أو مكتتم خائف يترقب....
وعنه عن علي بن رئاب، عن زرارة قال سمعت أبا
جعفر (عليه السلام) يقول إن للقائم غيبة قبل
ظهوره، قلت ولم؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى
بطنه. - قال زرارة يعني القتل.
محمد بن أبي عمير
عن جميل بن دراج، عن زرارة قال قال أبو عبد
الله (عليه السلام) يأتي على الناس زمان يغيب
عنهم إمامهم، فقلت له ما يصنع الناس في ذلك
الزمان؟ قال يتمسكون بالامر الذي هم عليه حتى
يتبين لهم.
وعنه عن صفوان بن مهران الجمال قال قال الصادق
جعفر بن محمد (عليهما السلام) أما والله
ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم ما
لله في آل محمد، ثم يقبل كالشهاب الثاقب
فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
صفوان بن يحيى
عن ابن بكير، عن زرارة قال سمعت أبا
جعفر (عليه السلام) يقول إن للقائم غيبة قبل
أن يقوم، قال قلت ولم؟ قال يخاف - وأومأ بيده
إلى بطنه -.
عثمان بن عيسى الكلابي
عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن للقائم
غيبة قبل أن يقوم، قلت له ولم؟ قال يخاف -
وأومأ بيده إلى بطنه -. ثم قال يا زرارة وهو
المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم
من يقول هو حمل، ومنهم من يقول هو غائب، ومنهم
من يقول ما ولد، ومنهم من يقول ولد قبل وفاة
أبيه بسنتين. غير أن الله تبارك وتعالى يحب أن
يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون. قال
زرارة فقلت جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان
فأي شيء أعمل قال يا زرارة إن أدركت ذلك
الزمان فأدم هذا الدعاء " اللهم عرفني نفسك،
فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم
عرفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف
حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني
حجتك ضللت عن ديني.
الحسن بن علي بن فضال
عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن
الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال
إن للقائم غيبة قبل أن يقوم - وذكر الحديث
مثله سواء.
وعنه عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال قال
الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) طوبى لمن
تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد
الهداية....
وعنه عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن
الاصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين (عليه
السلام) فوجدته متفكرا ينكت في الارض فقلت يا
أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في
الارض؟ أرغبة منك فيها؟. فقال لا والله ما
رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت
في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو
المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام
ويهتدي فيها آخرون.
محمد ابن إسماعيل بزيع
عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد
بن علي الباقر، عن أبيه سيد العابدين علي بن
الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي،
عن أبيه سيد الاوصياء أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب (عليهم السلام) قال قال رسولالله
(صلى الله عليه وآله) المهدي من ولدي، تكون له
غيبة وحيرة تضل فيها الامم، يأتي بذخيرة
الانبياء (عليهم السلام) فيملاها عدلا وقسطا
كما ملئت جورا وظلما.
الحسن بن أيوب
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن محمد بن
عصام، قال حدثني المفضل بن عمر قال " كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) في مجلسه ومعي
غيري، فقال لنا إياكم والتنويه - يعني باسم
القائم (عليه السلام) - وكنت أراه يريد غيري،
فقال لي يا أبا عبد الله إياكم والتنويه،
والله ليغيبن سبتا من الدهر، وليخملن حتى يقال
مات، أو هلك؟
بأي واد سلك؟ ولتفيضن عليه أعين المؤمنين
وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر حتى لا
ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في
قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة
راية مشتبهة لا يعرف أي من أي قال المفضل،
فبكيت، فقال لي ما يبكيك؟ قلت جعلت فداك كيف
لا أبكى وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية
مشتبهة لا يعرف أي من أي، قال فنظر إلى كوة في
البيت التى تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال
أهذه الشمس مضيئة، قلت نعم، فقال والله لامرنا
أضوء منها".
عبد الله بن حماد الانصاري
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال قال لي " يا أبا - الجارود إذا دار الفلك
وقالوا مات أو هلك، وبأي واد سلك، وقال الطالب
له أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك
فارتجوه، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على
الثلج".
وعنه عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) أنه قال " يا أبان يصيب العلم سبطة...
قلت فما السبطة؟ قال دون الفترة، فبينماهم
كذلك إذ طلع لهم نجمهم، فقلت جعلت فداك فكيف
نصنع وكيف يكون ما بين ذلك؟ فقال لي (كونوا
على) ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها".
أحمد بن الحسن الميثمي
عن زائدة بن قدامة، عن بعض رجاله عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال " إن القائم إذا قام
يقول الناس أنّى ذلك؟ وقد بليت عظامه".
وعنه عن زائدة بن قدامة، عن عبد الكريم قال "
ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) القائم،
فقال أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال
مات أو هلك في أي واد سلك، فقلت وما استدارة
الفلك؟ فقال اختلاف الشيعة بينهم".
الهوامش
قال النجاشي: " الحسن بن علي بن فضال،
كوفي يكنى أبا محمد. ابن عمرو ابن
أيمن مولى تيم الله، لم يذكره أبوعمرو
الكشي في رجال أبي الحسن الاول (عليه
السلام). قال أبوعمرو: قال الفضل بن
شاذان: كنت في قطيعة الربيع في مسجد
الربيع أقرأ على مقريء يقال له:
إسماعيل بن عباد، فرأيت قوما يتناجون،
فقال أحدهم: بالجبل رجل يقال له ابن
فضال أعبد من رأينا أو سمعنا به، قال:
فإنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة،
فيجيء الطير فيقع عليه فما يظن إلا
أنه ثوب أو خرقة، وإن الوحش لترعى
حوله فما تنفر منه لما قد أنست به،
وإن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون
الغارة أو قتال قوم فاذا رأوا شخصه
طاروا في الدنيا فذهبوا. قال أبومحمد
(هو الفضل بن شاذان): فظننت أن هذا
رجل كان في الزمان الاول، فبينما أنا
بعد ذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع
مع أبي (رحمه الله)، إذ جاء شيخ حلو
الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي
ورداء نرسي وفي رجله نعل مخضر فسلم
على أبي، فقام إليه أبي فرحب به
وبجله، فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير
قلت: من هذا الشيخ؟ فقال: هذا الحسن
بن علي بن فضال، قلت: هذا ذاك العابد
الفاضل؟ قال: هو ذاك، قلت: ليس هو
ذلك، ذاك بالجبل، قال: هو ذاك كان
يكون بالجبل قال: ما أغفل (أقل) عقلك
من غلام، فأخبرته بما سمعت من القوم
فيه، قال: هو ذلك. فكان بعد ذلك يختلف
إلى أبي ثم خرجت إليه بعد إلى الكوفة
فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من
الاحاديث، وكان يحمل كتابه ويجيء إلى
الحجرة فيقرأه علي، فلما حج ختن طاهر
بن الحسين وعظمه الناس لقدره وماله
ومكانه من السلطان، وقد كان وصف له
فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه: أحب
أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير
إليك فأبى، وكلمه أصحابنا في ذلك،
فقال: مالي ولطاهر لا أقربهم ليس بيني
وبينهم عمل، فعلمت بعد هذا أن مجيئه
إلي كان لدينه، وكان مصلاه بالكوفة في
الجامع عند الاسطوانة التي يقال لها
السابعة ويقال لها اسطوانة
إبراهيم (عليه السلام)، وكان يجتمع هو
وأبومحمد الحجال وعلي بن أسباط، وكان
الحجال يدعي الكلام فكان من أجدل
الناس، فكان ابن فضال يغري بيني وبينه
في الكلام في المعرفة وكان يحبني حبا
شديدا. وكان الحسن عمره كله فطحيا
مشهورا بذلك حتى حضره الموت فمات وقد
قال بالحق (رضي الله عنه).
|