المجموعة الأولى 1-20
المجموعة الثانية 21-40
المجموعة الثالثة 41-60
المجموعة الرابعة 61-80
المجموعة الخامسة 81-100
المجموعة السادسة 101-120
أرسل كتاباً
الصفحة الرئيسية للموقع
 
 

رواياته عن الباقر (عليه السلام) في الملاحم:

نعيم بن حماد المروزي عن سعيد أبو عثمان حدثنا جابر الجعفي عن أبي جعفر قال إذا بلغت سنة تسع وعشرين مائة واختلفت سيوف بني أمية ووثب حمار الجزيرة فغلب على الشام ظهرت الرايات السود في سنة عشرين ومائة ويظهر الأكبش مع قوم لا يؤبه لهم قلوبهم كزبر الحديد شعورهم إلى المناكب ليست لهم رأفة ولا رحمة على عدوهم أسماؤهم الكنى وقبائلهم القرى عليهم ثياب كلون الليل المظلم يقود بهم إلى آل العباس وهي دولتهم فيقتلون أعلام ذلك الزمان حتى يهربوا منهم إلى البرية فلا تزال دولتهم حتى يظهر النجم ذو الذناب ويختلفون فيما بينهم.(1)

وعنه عن سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال إذا ظهر السفياني على الأبقع والمنصور اليماني خرج الترك والروم فظهر عليهم السفياني.(2)

وعنه عن سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال يملك السفياني حمل امرأة.(3)

وعنه عن عبد القدوس وغيره عن ابن عياش عمن حدثه عن محمد بن جعفر عن علي قال السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار جدري وبعينه نكتة بياض يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم.(4)

وعنه عن الوليد حدثني شيخ عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي قال يقتل أربعة نفر بالشام كلهم ولد خليفة رجل من بني مروان ورجل من آل أبي سفيان قال فيظهر السفياني على المروانيين فيقتلهم ثم يتبع بني مروان فيقتلهم ثم يقبل على أهل المشرق وبني العباس حتى يدخل الكوفة.(5)

وعنه عن سعيد أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال إذا ظهر الأبقع مع قوم ذوي أجسام فتكون بينهم ملحمة عظيمة ثم يظهر الأخوص السفياني الملعون فيقاتلها جميعا فيظهر عليهما جميعا ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقتل الناس قتل الجاهلية فيلتقي هو والأخوص وراياتهم صفر وثيابهم ملونة فيكون بينهما قتال شديد ثم يظهر الأخوص السفياني عليه ثم يظهر الروم وخروج إلى الشام ثم يظهر الأخوص ثم يظهر الكندي في شارة حسنة فإذا بلغ تل سما فأقبل ثم يسير إلى العراق وترفع قبل ذلك ثنتا عشرة راية بالكوفة معروفة منسوبة ويقتل بالكوفة رجل من ولد الحسن أو الحسين يدعو إلى أبيه ويظهر رجل من الموالي فإذا استبان أمره وأسرف في القتل قتله السفياني.(6)

وعنه سعيد أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم.(7)

وعنه عن سعيد أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث إليه بالبيعة.(8)

وعنه قال حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال يبث السفياني جنوده في ألآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه فرعه من وراء النهر(9) من أهل خراسان فتقبل أهل المشرق عليهم قتلا ويذهب نجيهم فإذا بلغه ذلك بعث جيشا عظيما إلى اصطخر(10) عليهم رجل من بني أمية فتكون لهم وقعة بقومس ووقعة بدولات(11) الري ووقعة بتخوم زرنج(12) فعند ذلك يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة عند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيسرح رجل من بني تميم من الموال يقال له شعيب بن صالح إلى أصطخر إلى الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر فتكون بينهما ملحمة عظيمة عليهم رجل من بني عدي فيظهر الله أنصاره وجنوده ثم تكون وقعة بالمدائن بعد وقعتي الري وفي عاقرقوفا وقعة صيلمية يخبر عنها كل ناج ثم يكون بعدها ذبح عظيم ببابل ووقعة في أرض من أرض نصيبين ثم يخرج على الأخوص قوم من سوادهم وهم العصب عامتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنقذوا ما في أيديه من سبي كوفان.(13)

وعنه سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي.(14)

خروج المهدي في مكة:

نعيم بن حماد المروزي عن سعيد أبو أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا تشركوا به شيئا وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف رهبان بالليل أسد بالنهار فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم وتنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة إلى المهدي ويبعث المهدي جنوده في الآفاق ويميت الجور وأهله وتستقيم له البلدان ويفتح الله على يديه القسطنطينية.(15)

وعنه عن غير واحد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن رجل عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه.(16)

الدجال:

نعيم بن حماد المروزي عن ضمرة ثنا عبد الله بن شوذب عن أبي التياح عن خالد بن سبيع عن حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول (يخرج الدجال ثم عيسى بن مريم (عليه السلام)).(17)

وعنه عن سفيان عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال أكثر تبع الدجال اليهود.(18)

الباقر (عليه السلام) يخبر بعذاب القذف والخسف:

نعيم بن حماد المروزي عن عبد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العاليه عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) في قوله تعالى (هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) الآية قال هي أربع وكلهن عذاب فجاء بمستقر اثنتين بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وأذيق بعضهم بأس بعض وبقيت إثنتان وهما لا بد واقعتان الخسف والقذف.(19)

مقارنة بين روايات التراث الشيعي والتراث السني حول المهدي (عليه السلام):

ومن خلال المقارنة بين التراث الروائي المهدوي الشيعي السائد في القرن الثاني الهجري والربع الأول من القرن الثالث مع التراث الروائي المهدوي السني في الفترة نفسها نلاحظ أمرين:

أولا:

يؤكد كلا التراثين على ان المهدي هو من ذرية النبي من فاطمة من ذرية الحسين. وان عيسى يصلي خلف المهدي وانه آخر الأئمة الإثني عشر الذي بشر بهم النبي مع أختلافهم في تشخيص بقية الأئمة. ويذكر كلاهما ملاحم مشتركة تسبق الظهور كظهور السفياني والخراساني وشعيب بن صالح وحرب عالمية تطيح بثلثي الناس وغير ذلك.

ثانيا:

ينفرد التراث الشيعي بتشخيص المهدي(عليه السلام) بكونه السادس من ذرية الصادق (عليه السلام)ثم الخامس من ذرية الكاظم ثم الرابع من ذرية الرضا (عليه السلام)، وينفرد ايضا بذكر الغيبتين.

ويتضح من البحث ان إدعاء الأستاذ الكاتب وقوله ان:

(الروايات الواردة حول الغيبة والغائب لا تتحدث عن غائب بالتحديد... ولا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك إعجازا ودليلا على صحة الغيبة... وإن تحديد هوية الإمام المهدي بالثاني عشر من إئمة أهل البيت قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الإمام الحسن العسكري بفترة طويلة إي في بداية القرن الرابع الهجري).

لم يكن مطابقا لما عليه واقع تراث أهل البيت (عليهم السلام) الذي رواه عنهم شيعتهم قبل ولادة المهدي (عليه السلام) وغيبته وقد عرضنا للقاريء الكريم طرفا من كتاب الحسن بن محبوب المتوفى سنة 224 وكتب ثلاثة عشر مصنفاً ممن عاصره من مصنفي الشيعة وقاربه في تاريخ وفاته إذ ذكرت هذه الكتب خصوصيات عن المهدي الموعود تجعل من هويته واضحة مضافا الى ما أخبرت به من وقوع غيبته الصغرى والكبرى.

أما قوله:

(ان كانت هوية المهدي قد تحددت من قبل منذ زمان رسول الله (ص) أو الأئمة الأحد عشر السابقين لما اختلف المسلمون ولا الشيعة ولا الإمامية ولا شيعة الحسن العسكري في تحديد هوية المهدي)

فجوابه:

ان النصوص ووضوح مطلبها غير مانعة من الإختلاف أو الإنحراف.

ولا يوجد أوضح من وجود الله تعالى وقد اختلف الناس فيه تعالى بين ملحد ومؤمن.

ولا أوضح من معجزة عيسى في اتباع موسى (عليه السلام) وامته وقد اختلفوا فمنهم من آمن بعيسى ومنهم من كذب به بل سعى لقتله.

وهكذا لم يُروَ حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) كما روي حديث الغدير في تواتره ووضوح دلالته ومع ذلك قوتل علي (عليه السلام) من قبل المسلمين الذين سمعوا حديث الغدير ولعن من قبل بني امية وشيعهم.

الفصل الرابع: استدلال متكلمي الشيعة في الغيبة الصغرى على وجود الإمام المهدي (عليه السلام)

سلك متكلمو الشيعة في فترة الغيبة الصغرى طريقين لاثبات وجود الإمام المهدي (عليه السلام):

الطريق الأول: طريق الإستدلال بحديث الثقلين وحديث الأئمة من بعدي إثنا عشر وغيرهما من الاحاديث والاصول الثابتة عن النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) حيث يفرض الإيمان بها الإيمان ان لا يموت الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) دون ان يخلف ولدا يكون هو الامام من بعده وهو المهدي الموعود ويكون صاحب عمر طويل جدا. وهذا الدليل يسمى تسامحا بالدليل العقلي وسماه الكاتب بالدليل الفلسفي!.

الطريق الثاني: إعتماد إخبار جمهور أصحاب الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)بوجود ولد للإمام الحسن العسكري(عليه السلام) وانه(عليه السلام) نص على ولده بالإمامة واخبر أنه المهدي الموعود. وهذا الدليل هو الدليل التاريخي وهو الدليل المعتمد عادة لاثبات أي قضية تاريخية.

وفيما يلي كلمات ثلاث من قدمائهم ننقلها من كتاب إكمال الدين للشيخ الصدوق:

استدلال أبي سهل النوبختي(20):

قال ابو سهل اسماعيل بن علي النوبختي في آخر كتاب التنبيه:

"وقد سألونا فقالوا: ابن الحسن لم يظهر ظهوراً تاماً للخاصة والعامة فمن اين علمتم وجوده في العالم؟ وهل رأيتموه او اخبرتكم جماعة قد تواترت اخبارها انها شاهدته وعاينته؟

فيقال لهم:

ان امر الدين كله بالاستدلال يعلم، فنحن عرفنا الله عز وجل بالادلة ولم نشاهده، وعرفنا نبوته وصدقه بالاستدلال، وعرفنا انه استخلف علي بن ابي طالب (عليه السلام)بالاستدلال وعرفنا أن النبي (عليه السلام) وسائر الائمة (عليهم السلام) بعده عالمون بالكتاب والسنة ولا يجوز عليهم في شىء من ذلك الغلط ولا النسيان ولا تعمد الكذب بالاستدلال، وكذلك عرفنا ان الحسن بن علي (عليه السلام) امام مفترض الطاعة.

وعلمنا بالاخبار المتواترة عن الائمة الصادقين (عليه السلام) ان الامامة لا تكون بعد كونها في الحسن والحسين (عليه السلام) الا في ولد الامام ولا يكون في اخ ولا قرابة، فوجب من ذلك ان الامام لا يمضي الا ان يخلف من ولده اماما.

فلما صحت امامة الحسن (عليه السلام) وصحت وفاته ثبت انه قد خلف من ولده اماماً،

هذا وجه الدلالة عليه.

ووجه آخر وهو:

ان الحسن(عليه السلام) خلف جماعة من ثقاته ممن يروي عنه الحلال والحرام ويؤدي كتب شيعته واموالهم ويخرجون الجوابات وكانوا بموضع من الستر والعدالة بتعديله اياهم في حياته، فلما مضى اجمعوا جميعاً على انه قد خلّف ولداً هو الامام وامروا الناس ان لا يسألوا عن اسمه وان يستروا ذلك من اعدائه، و طلبه السلطان اشد طلب ووكل بالدور والحبالى من جواري الحسن (عليه السلام).

ثم كانت كتب ابنه الخلف بعده تخرج الى الشيعة بالامر والنهي على ايدي رجال ابيه الثقات اكثر من عشرين سنة.

ثم انقطعت المكاتبة ومضى اكثر رجال الحسن (عليه السلام) الذين كانوا شهدوا بأمر الامام بعده وبقي منهم رجل واحد قد اجمعوا على عدالته وثقته فأمر الناس بالكتمان وان لا يذيعوا شيئا من امر الامام، وانقطعت المكاتبة.

فصح لنا ثبات عين الامام بما ذكرت من الدليل، وبما وصفتُ عن اصحاب الحسن (عليه السلام) ورجاله ونقلهم خبره، وصحة غيبته بالاخبار المشهورة في غيبة الامام (عليه السلام) وان له غيبتين احديهما اشد من الاخرى.

ومذهبنا في غيبة الامام في هذا الوقت لا يشبه مذهب الممطورة في موسى(21) بن جعفر لان موسى مات ظاهراً ورآه الناس ميتاً ودفن دفناً مكشوفا ومضى لموته اكثر من مائة سنة وخمسين سنة لا يدعي احد انه يراه ولا يكاتبه ولا يراسله، ودعواهم انه حي فيه اكذاب الحواس التي شاهدته ميتاً وقد قام بعده عدة ائمة فأتوا من العلوم بمثل ما اتى به موسى وليس في دعوانا هذه غيبة الامام اكذاب للحس ولا محال ولا دعوى تنكرها العقول ولا تخرج من العادات وله الى هذا الوقت من يدَّعي من شيعته الثقات المستورين انه باب اليه وسبب يؤدي عنه الى شيعته امره ونهيه ولم تطل المدة في الغيبة طولاً يخرج من عادات من غاب، فالتصديق بالاخبار يوجب:

اعتقاد امامة ابن الحسن (عليه السلام) على ما شرحت.

وانه قد غاب كما جاءت الاخبار في الغيبة فانها جاءت مشهورة متواترة وكانت الشيعة تتوقعها وتترجاها كما ترجو بعد هذا من قيام القائم (عليه السلام) بالحق واظهار العدل.

ونسأل الله عز وجل توفيقا وصبرا جميلاً برحمته.(22)

رد ابن قبة (ت قبل سنة 319) على ابن بشار:

قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): وقد تكلم علينا أبوالحسن علي بن أحمد بن بشار في الغيبة وأجابه أبوجعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي(23) وكان من كلام على بن أحمد بن بشار علينا في ذلك أن قال في كتابه:

كلام ابن بشار:

 قال ابن بشار: (أقول: إن كل المبطلين أغنياء عن تثبيت إنية من يدعون له، وبه يتمسكون، وعليه يعكفون، ويعطفون لوجود أعيانهم وثبات إنياتهم وهؤلاء (يعني أصحابنا) فقراء إلى ما قد غني عنه كل مبطل سلف من تثبيت إنية من يدعون له وجوب الطاعة، فقد افتقروا إلى ما قد غني عنه سائر المبطلين واختلفوا بخاصة ازدادوا بها بطلانا وانحطوا بها عن سائر المبطلين، لان الزيادة من الباطل تحط والزيادة من الخير تعلو، والحمد لله رب العالمين.

وأقول قولا تعلم فيه الزيادة على الانصاف منا وإن كان ذلك غير واجب علينا.

وأقول: إنه معلوم أنه ليس كل مدع ومدعى له بمحق، وإن كل سائل لمدع تصحيح دعواه بمنصف وهؤلاء القوم ادعوا أن لهم من قد صح عندهم أمره ووجب له على الناس الانقياد والتسليم وقد قدمنا أنه ليس كل مدع ومدعى له بواجب له التسليم، ونحن نسلم لهؤلاء القوم الدعوى ونقر على أنفسنا بالابطال - وإن كان ذلك في غاية المحال - بعد أن يوجدونا إنية المدعى له ولانسألهم تثبيت الدعوى، فان كان معلوما أن في هذا أكثر من الانصاف فقد وفينا بما قلنا،(24) فان قدروا عليه فقد أبطلوا، و إن عجزوا عنه فقد وضح ما قلناه من زيادة عجزهم عن تثبيت ما يدعون على عجز كل مبطل عن تثبيت دعواه. وأنهم مختصون من كل نوع من الباطل بخاصة يزدادون بها انحطاطا عن المبطلين أجمعين لقدرة كل مبطل سلف على تثبيت دعواه إنية من يدعون له وعجز هؤلاء عما قدر عليه كل مبطل إلا ما يرجعون إليه من قولهم " إنه لابد ممن تجب به حجة الله عزوجل " وأجل لابد من وجوده فضلا عن كونه، فأوجدونا الانية من دون إيجاد الدعوى.

ولقد خبرت عن أبي جعفر بن أبى غانم أنه قال لبعض من سأله فقال: بم تحاج الذين كنت تقول ويقولون: إنه لابد من شخص قائم من أهل هذا البيت؟ قال له: أقول لهم: هذا جعفر.

فيا عجبا أيخصم الناس بمن ليس هو بمخصوم.(25)

وقد كان شيخ في هذه الناحية (رحمه الله) يقول: قد وسمت هؤلاء باللابدية أي أنه لامرجع لهم ولا معتمد إلا إلى أنه لابد من أن يكون هذا الذي (ليس) في الكاينات، فوسمهم من أجل ذلك، و نحن نسميهم بها أي أنهم دون كل من له بد يعكف عليه إذ كان أهل الاصنام التى أحدها البد قد عكفوا على موجود وإن كان باطلا، وهم قد تعلقوا بعدم ليس وباطل محض وهم اللابدية حقا، أي لابد لهم يعكفون عليه إذ كان كل مطاع معبود، وقد وضح ما قلنا من اختصاصهم من كل نوع الباطل بخاصة يزدادون بها انحطاطا و الحمد لله.

ثم قال: نختم الان هذا الكتاب بأن نقول: إنما نناظر ونخاطب من قد سبق منه الاجماع على أنه لابد من إمام قائم من أهل هذا البيت تجب به حجة الله ويسد به فقر الخلق وفاقتهم ومن لم يجتمع معنا على ذلك فقد خرج من النظر في كتابنا فضلا عن مطالبتنا به ونقول لكل من اجتمع معنا على هذا الاصل من الذي قدمنا في هذا الموضع: كنا وإياكم قد أجمعنا على أنه لايخلو أحد من بيوت هذه الدار من سراج زاهر، فدخلنا الدار فلم نجد فيها إلا بيتا واحدا فقد وجب وصح أن في ذلك البيت سراجا. والحمد لله رب العالمين).انتهى كلام ابن بشار.

رد ابن قبة:

فأجابه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي بأن قال:

(إنا نقول: - وبالله التوفيق: - ليس الاسراف في الادعاء والتقول على الخصوم مما يثبت بهما حجة، ولو كان ذلك كذلك لارتفع الحجاج بين المختلفين واعتمد كل واحد على إضافة مايخطر بباله من سوء القول إلى مخالفه وعلى ضد هذا بني الحجاج ووضع النظر والانصاف أولى ما يعامل به أهل الدين وليس قول أبي الحسن ليس لنا ملجأ نرجع إليه ولا قيما نعطف عليه ولا سندا نتمسك بقوله حجة لان دعواه هذا مجرد من البرهانوالدعوى إذا انفردت عن البرهان كانت غير مقبول عند ذوي العقول والالباب.

ولسنا نعجز عن أن نقول:

بلى، لنا - والحمد لله - من نرجع إليه ونقف عند أمره ومن كان ثبتت حجته وظهرت أدلته،

فان قلت: فأين ذلك؟ دلونا عليه.

قلنا: كيف تحبون أن ندلكم عليه؟ أتسألوننا أن نأمره أن يركب ويصير إليكم ويعرض نفسه عليكم؟ أو تسألونا أن نبني له دارا ونحوله إليها ونعلم بذلك أهل الشرق والغرب؟ فان رمتم ذلك فلسنا نقدر عليه ولا ذلك بواجب عليه.

فان قلتم: من أي وجه تلزمنا حجته وتجب علينا طاعته؟

قلنا: إنا نقر أنه لا بد من رجل من ولد أبي الحسن علي بن محمد العسكرى (عليهما السلام)تجب به حجة الله دللناكم على ذلك حتى نضطركم إليه إن أنصفتم من أنفسكم،

وأول ما يجب علينا وعليكم أن لا نتجاوز ما قد رضي به أهل النظر واستعملوه ورأوا أن من حاد عن ذلك فقد ترك سبيل العلماء، وهو أنا لا نتكلم في فرع لم يثبت أصله وهذا الرجل الذي تجحدون وجوده فانما يثبت له الحق بعد أبيه وأنتم قوم لا تخالفونا في وجود أبيه فلا معنى لترك النظر في حق أبيه والاشتغال بالنظر معكم فيوجوده فانه إذا ثبت الحق لابيه، فهذا ثابت ضرورة عند ذلك باقراركم، وإن بطل أن يكون الحق لابيه فقد آل الامر إلى ما تقولون وقد أبطلنا، وهيهات لن يزداد الحق إلا قوة ولا الباطل إلا وهنا، وإن زخرفه المبطلون.

 

 

 

الهوامش


(1) كتاب الفتن ص 118.

(2) كتاب الفتن ص 129.

(3) كتاب الفتن ص 165.

(4) كتاب الفتن ص 166.

(5) كتاب الفتن ص 171.

(6) كتاب الفتن ص 174.

(7) كتاب الفتن ص 174.

(8) كتاب الفتن ص 190.

(9) كورة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان. معجم البدان.

(10) من أقدم مدن الفرس وأول دار لملكهم. معجم البلدان.

(11) في (بدولاب) والري الآن ضاحية لمدينة طهران.

(12) زربخ هي قصبة سجستان. معجم البلدان.

(13) كتاب الفتن ص 192.

(14) كتاب الفتن ص 198.

(15) كتاب الفتن ص 213.

(16) كتاب الفتن ص 230.

(17) كتاب الفتن ص 325.

(18) كتاب الفتن ص 333.

(19) كتاب الفتن ص 375.

(20) قال ابن النديم في الفهرست: أبو سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعةوقال ابن حجر في لسان الميزان كان من وجوه المتكلمين ثم ذكر كتبه، وقال: أخذ عنه أبو عبد الله بن النعمان المعروف بالمفيد شيخ الشيعة في زمانه وغيره. أقول وهو خال النوبختي صاحب فرق الشيعة وقد مر شيء من ترجمته سابقاً.

(21) هم الواقفية وهو لقب غلب عليها.

(22) كمال الدين للصدوق ص 92.

(23) محمد بن عبد الرحمن بن قبة أبو جعفر الرازي - بالقاف المكسورة وفتح الباء الموحدة من متكلمي الإمامية وحذاقهم وكان أولا معتزليا ثم انتقل الى القول بالإمامة وحسنت بصيرته وله كتب في الإمامة، قال ابوالحسين السوسنجردي مضيت الى ابي القاسم البلخي ببلخ بعد زيارة الرضا (عليه السلام) بطوس فسلمت عليه وكان عارفا بي ومعي كتاب ابي جعفر بن قبة في الإمامة المعروف بالإنصاف فوقف عليه ونقضه بـ (المسترشد في الإمامة) فعدت الى الري فدفعت الكتاب الى ابن قبة فنقضه بـ (المستثبت في الإمامة) فحملته الى ابي القاسم فنقضه بنقض المستثبت فعدت الى الري فوجدت ابا جعفر قد مات (رحمه الله).(قاموس الرجال للعلامة التستري(رحمه الله)). أقول توفي ابو القاسم البلخي سنة 319 هجرية.وفي فهرست النجاشي بترجمة الحسن بن موسى النوبختي ذكر للنوبختي هذا كتابين باسم (جواباته لابي حعفر بن قبة) والظاهر ذلك منه على ابن قبة قبل ان يستبصر.

(24) هو غير علي بن أبى غانم الذى عنونه منتجب الدين بل هو رجل آخر لم أعثر على عنوانه في كتب الرجال.

(25) لما كان جواب أبي جعفر ابن أبي غانم للمعترض: " أقول انه جعفر ". تعجب منه ابن بشار لان جعفر ليس بقابل أن يخاصم فيه أو لم يكن موردا لها.