السؤال الرابع:
قوله (هل ان النص والتعيين لمرحلة زمنية معينة
فقط؟ أم أنها نظرية ممتدة إلى يوم القيامة؟).
جوابه:
اجبنا عنه في الفصل الأول من هذه الحلقة.
السؤال الخامس:
قوله (هل أوصى الرسول بأسماء الأئمة من بعده
إلى يوم القيامة وأعلن ذلك من قبل؟ أم ترك ذلك
للمستقبل وأخفاه؟ وما هي المصادر الموثوقة
التي تحدد ذلك؟ ولماذا لم تصل إلينا؟).
جوابه:
أجمعت المصادر الإسلامية على ان النبي (صلى
الله عليه وآله) بلغ أمته ان عدد خلفائه من
بعده اثنا عشر وانهم من قريش من بني هاشم من
أهل بيته وقد أشرنا إلى مصادر الحديث في جواب
الفصل الثامن الحلقة من الحلقة الأولى.
وقد عرَّف النبي (صلى الله عليه وآله) باسم
أولهم وهو علي (عليه السلام) في مناسبات شتى
كان آخرها مناسبة غدير خم امام مائة ألف أو
يزيدون، وعرَّف أيضا باسم ثانيهم وثالثهم وهما
الحسن والحسين (ع)، وأشار ان آخرهم المهدي
(عجل الله تعالى فرجه الشريف) بقية التسعة من
ذرية الحسين (عليه السلام) وان المهدي (عليه
السلام) من ذرية الحسين (عليه السلام).
روى الجويني عن عبد الله بن عباس قال، قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا سيد
النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وان
أوصيائي من بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي
طالب واخرهم المهدي (عليه السلام).
وروى الجويني عن ابن عباس أيضا قال: (
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
أنا وعلي الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين
مطهرون معصومون).
وقد حوصرت هذه الأحاديث ونظائرها من قبل
السلطات الأموية والعباسية ومن هنالم يصلنا في
كتب العامة منها إلا النزر القليل.
اما في كتب الشيعة فقد وصلتنا أحاديث تذكر
أسماءهم (عليه السلام) واشهرها ما روي عن سليم
بن قيس وقد أشرنا إليه في الفصل الرابع
والثامن من الحلقة الأولى.
السؤال السادس:
قوله (إذا كانت أسماء الأئمة قد حددت من قبل
فماذا يعني البداء الذي حدث لعدد من الأئمة
الذين أوصوا إلى بعض أبنائهم كالإمام
الصادق (عليه السلام) الذي أوصى إلى إسماعيل
والإمام الهادي الذي أوصى إلى ابنه محمد
فتوفوا قبل استلام مقاليد الإمامة؟).
جوابه:
أشرنا إلى ذلك تفصيلا في الفصل السادس من
الحلقة الأولىوقلنا هناك ان الإمام
الصادق (عليه السلام) لم ينص على إمامة
إسماعيل، وكذلك الإمام الهادي (عليه السلام)
لم ينص على إمامة ولده محمد وان أمر الإمامة
لا يوصف الله تعالى فيه بالبداء وعليه إجماع
الإمامية كما ذكر ذلك الشيخ المفيد.
السؤال السابع:
قوله (وإذا وصلت أسماء الأئمة إلى الشيعة
الأوائل فلماذا افترقوا خلال قرن من الزمان
إلى اكثر من خمسين فرقة حيث كانوا يحتارون بعد
وفاة كل إمام ويتشرذمون إلى عدة خطوط حسب عدد
أولاد كل إمام؟).
جوابه:
خلاصة الجواب ان ذكر اسم الإمام اللاحق من
الإمام السابق ليس معناه عصمة الشيعة من
الاختلاف ألم ينص النبي (صلى الله عليه وآله)
على علي (عليه السلام) امام مائة ألف أو
يزيدون من المسلمين ثم جعل أكثرهم النص وراء
ظهورهم.
روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع عن يونس بن
عبد الرحمن قال: (مات أبو الحسن (عليه السلام)
وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير
فكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته وكان عند
زياد القندي سبعون ألف دينار وعند علي بن أبي
حمزة ثلاثون ألف دينار).
وروى الكشي في ترجمة منصور بن يونس عن حمدوية
عن محمد بن الاصبغ عن إبراهيم عن عثمان بن
القاسم: (ان منصور بن يونس بزرج جحد النص
على الرضا (عليه السلام) لأموال كانت في يده).
وقال الشيخ الطوسي: (روى الثقات ان أول من
اظهر هذا الاعتقاد (اي الموقف) علي بن أبي
حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان
بن عيسى الرواسي، طمعوا في الدنيا ومالوا إلى
حكامها واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا مما
اختانوه من الأموال، نحو حمزة بن بزيع وابن
المكاري
وكرام الخثعمي
وأمثالهم).
السؤال الثامن:
قوله
(كيف نعرف الإمام بعد
الإمام؟ وما هي علامات الإمامة؟).
جوابه:
أوضحت نظرية النص من خلال روايات عدة عن
الأئمة (عليهم السلام) ان الإمام اللاحق
يُعرَف بالنص من الإمام السابق وحين يدعي مدع
الإمامة في قبال المنصوص عليه أو حين يخفى
النص على البعض فهناك علامات ترشد إلى الواقع
كما في الروايات التالية: روى الكافي عن أبي
بصير قال: (قلت لابي الحسن (عليه السلام) جعلت
فداك بم يعرف الإمام ؟ قال فقال بخصال: اما
أولها فانه بشىء قد تقدم من أبيه فيه بإشارة
لتكون عليهم حجة. ويُسأل فيجيب، وان سُكِتَ
عنه ابتدأ. ويخبر بما في غد ويكلم الناس بكل
لسان.
ثم قال لي: يا أبا محمد أعطيك علامة قبل ان
تقوم، فلم البث ان دخل علينا رجل من أهل
خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فاجابه أبو
الحسن (عليه السلام) بالفارسية فقال له
الخراساني والله جعلت فداك ما منعني ان أكلمك
بالخراسانية، غير أني ظننت انك لا تحسنها
فقال: سبحان الله إذا كنت لا احسن أجيبك فما
فضلي عليك.
ثم قال: يا أبا محمد ان الإمام لا يخفى عليه
كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولاشىء
فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو
بإمام.
شرح الرواية: قوله (عليه السلام) (اما أولها
فانه بشىء قد تقدم من أبيه فيه بإشارة منه
إليه لتكون عليهم حجة).
يريد بهذا الشىء المتقدم من الامام الاب هو
النص بالإمامة، أو يريد الوصية الظاهرة التي
قد يشرك فيها معه آخرون وهذا الاخير هو
الأرجح، لان النص بالإمامة لا يحتاج معه إلى
شىء من العلامات الأخرى، ويدل على هذا الرجحان
عدة روايات.
منها ما رواه الكليني في الكافي عن عبد الأعلى
قال، قال الباقر (عليه السلام) يعرف صاحب هذا
الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره: هو أولى
الناس بالذي قبله، وهو وصيه، وعنده سلاح رسول
الله (صلى الله عليه وآله).. ثم دعا بشهود
أربعة كتب وصيته إلى ولده جعفر (عليه السلام)
وسأله جعفر عن علة الوصية فقال له (عليه
السلام): اني كرهت ان تغلب وان يقال انه لم
يوص فأردت ان تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم
الرجل البلد قال: من وصيُّ فلان قيل فلان قلت
(أي عبد الأعلى) فان أشرك في الوصية قال
تسألونه فانه سيبين لكم.
ورواية الكليني أيضا عن هشام بن سالم قال:
(كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله (عليه
السلام) أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون
على عبد الله بن جعفر انه صاحب الأمر بعد
أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس
عنده وذلك انهم رووا عن أبي عبد الله (عليه
السلام) انه قال: ان الأمر في الكبير ما لم
تكن به عاهة، فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل
عنه إياه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟
فقال: في مائتين خمسة. فقلنا: ففي مائة؟ فقال:
درهمان ونصف. فقلنا: والله ما تقول المرجئة
هذا. قال: فرفع يده إلى السماء فقال: والله ما
ادري ما تقول المرجئة. قال: فخرجنا من عنده
ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر
الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين
حيارى لا ندري إلى أين تتوجه ولا من نقصد
ونقول: إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى الزيدية،
إلى المعتزلة، إلى الخوارج، فنحن كذلك إذ رأيت
رجلا شيخا اعرفه، يومي إليَّ بيده فخفت ان
يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور وذلك أنه
كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت
شيعة جعفر (عليه السلام)عليه، فيضربون عنقه،
فخفت ان يكون منهم. فقلت للأحول: تنح فإني
خائف على نفسي وعليك، وانما يريدني لا يريدك،
فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحّ غير
بعيد وتبعت الشيخ وذلك اني ظننت اني لا اقدر
على التخلص منه، فما زلت اتبعه وقد عزمت على
الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن (عليه
السلام) ثم خلاني ومضى.
فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله،
فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام)فقال
لي ابتداء منه:
لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى
الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج
إليَّ إليَّ. فقلت جعلت فداك مضى أبوك؟ قال:
نعم. قلت: مضى موتا؟ قال نعم. قلت: فمن لنا من
بعده. فقال: ان شاء الله ان يهديك هداك. قلت
جعلت فداك ان عبد الله يزعم انه من بعد أبيه؟
قال: يريد عبد الله ان لا يعبد الله. قال:
قلت: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: لا ما أقول ذلك.
قال: فقلت في نفسي لم اصب طريق المسالة. ثم
قلت له: جعلت فداك عليك إمام؟ قال: لا.
فداخلني شيء لا يعلم إلا الله عز وجل إعظاما
له وهيبة اكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا
دخلت عليه، ثم قلت له: جعلت فداك أسألك عما
كنت اسأل أباك؟
فقال: سل تخبر ولا تذع فان أذعت فهو الذبح.
فسألته، فإذا هو بحر لا ينزف. قلت: جعلت فداك
شيعتك وشيعة أبيك ضلال، فألقي إليهم وأدعوهم
إليك، وقد أخذت عليَّ الكتمان؟
قال: من أنست منه رشدا فالق إليه وخذ عليه
الكتمان، فإن أذاعوا فهو الذبح - وأشار بيده
إلى حلقه -. قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا
جعفر الأحول. فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدى،
فحدثته بالقصة. قال: ثم لقينا الفضيل وأبا
بصير، فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا
عليه بالإمامة.
ثم لقينا الناس أفواجا، فكل من دخل عليه قطع،
إلا طائفة عمار
وأصحابه، وبقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل
من الناس.
فلما رأى ذلك قال: ما حال الناس؟ فاخبر ان
هشاما صد عنك الناس قال هشام: فاقعد لي
بالمدينة غير واحد ليضربوني.
ورواية الكليني ايضا عن محمد بن أبي نصر قال:
(قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إذا مات
الإمام بم يعرف الذي بعده؟ فقال: للإمام
علامات منها ان يكون اكبر ولد أبيه، ويكون فيه
الفضل والوصية، ويقدم الركب فيقول إلى من أوصى
فلان فيقال إلى فلان.، والسلاح فينا بمنزلة
التابوت في بني إسرائيل، وتكون الإمامة مع
السلاح حيثما كان.
قوله (عليه السلام) (ان يكون اكبر ولد أبيه).
قال المجلسي (رحمهم الله): (ان هذه العلامة
بعد الحسين (عليه السلام) ومع ذلك مقيدة بما
إذا لم يكن في الكبير عاهة، أي بدنية فان
الإمام مبرأ من نقص في الخلقة يوجب شينه، أو
دينية كعبد الله الافطح فانه كان بعد أبي عبد
الله (عليه السلام) اكبر ولده لكن كان فيه
عاهتان الأولى انه افطح الرجلين أي عريضهما،
والثاني انه كان جاهلا بل قيل فاسد المذهب،
قال المفيد في الإرشاد (وكان أي الافطح متهما
بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ويقال انه كان
يخالط الحشوية ويميل إلى مذاهب المرجئة).
اقول: وهذه العلامة (أي كون الامام اكبر ولد
ابيه) لا تكون بعد الرضا (عليه السلام) مقيدة
بالقيد الذي اشار اليه الصادق (عليه السلام)
ومن هنا فأن الرضا (عليه السلام) لم يذكره في
حديثه لانه يتحدث عن علامة الامام من بعده.
وقوله (عليه السلام) (ويكون فيه الفضل).
أي يكون أشبه أولاد أبيه بسيرته كما في رواية
الكليني عن عبد الأعلى قال لأبي عبد
الله (عليه السلام): (المتوثب على هذا الأمر
المدعي له ما الحجة عليه؟ قال يسأل عن الحلال
والحرام، قال ثم اقبل علي فقال: ثلاثة من
الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا
الأمر:
ان يكون أولى الناس بمن كان قبله.
ويكون عنده السلاح.
ويكون صاحب الوصية الظاهرة
التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة
والصبيان إلى من أوصى فلان فيقولون إلى فلان
بن فلان).
وروايته أيضا عن هشام بن سالم وحفص بن البختري
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قيل له
بأي شىء يعرف الإمام؟ قال: بالوصية الظاهرة،
وبالفضل، ان الإمام لا يستطيع أحد ان يطعن
عليه في فم ولا بطن ولا فرج فيقال كذاب ويأكل
أموال الناس وما أشبه هذا).
وروايته ايضا الكليني أيضا عن احمد بن عمر عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: (سألته عن
الدلالة على صاحب هذا الأمر؟ فقال: الدلالة
عليه الكبر، والفضل، والوصية إذا قدم الركب
المدينة فقالوا إلى من أوصى فلان قيل فلان بن
فلان، ودوروا مع السلاح حيثما دار فأما
المسائل فليس فيها حجة).
وقوله (عليه السلام): (ودوروا مع السلاح حيثما
دار) لعله إشارة إلى الولد الأكبر الذي يحبى بسلاح
أبيه بعد وفاته.
وهذه العلامة كانت مقيدة بعد الصادق (عليه
السلام) بقوله (الأكبر ما لم تكن به عاهة) إلا
أنها صارت مطلقة بعد الرضا (عليه السلام).
قوله (عليه السلام) (فأما المسائل فليس فيها
حجة) قال المجلسي (رضي الله عنه): (أي للعوام
وذلك لان هذه العلامة إنما هي للعلماء
والخواص).
قوله (عليه السلام) (ويخبر بما في غد ويكلم
الناس بكل لسان.. ان الإمام لا يخفى عليه كلام
أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شىء فيه
روح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو
بإمام).
ان هذا القول يشير إلى انهم (عليه السلام) قد
أيدهم الله تعالى بما أيد به أنبياءه ورسله من
خوارق العادات يظهر ذلك منهم على قدر ما يفتح
الطريق لهداية الأفراد كما وردت الأخبار
الكثيرة بذلك أو لهداية المجتمع ككل كما يحصل
من المهدي (عليه السلام) عند ظهوره إذ ان
تشخيص كونه محمد بن الحسن العسكري المولود سنه
255 هجـ بحاجة إلى معاجز تظهر على يديه وبغير
ذلك فان الطريق يبقى مفتوحا لكل مدع للمهدوية.
شبهات وردود
الحلقة الثالثة:
الرد على موارد من كتاب احمد الكاتب
المقدمة
وبعد فهذه الحلقة الثالثة من (شبهات وردود)
وقد كرستها للرد على الجزء الاول من كتاب احمد
الكاتب الذي طبع مؤخراً باسم (تطور الفكر
السياسي الشيعي من الشورى... الى ولاية
الفقيه).
وهو ثلاثة اجزاء في مجلد واحد يبطل بزعمه في
الجزء الاول نظرية الامامة الالهية وينكر في
الجزء الثاني ولادة المهدي (عليه السلام)
وينفي في الجزء الثالث مسألة ولاية الفقيه
وقضايا اخرى.
وقد نهجنا في الرد عليه النهج الذي نهجناه في
الحلقتين السابقتين وهو ان نقتطع فقرة تامة
المعنى من كلماته ثم نرد عليها.
ان الانطباع العام الذي خرجنا به عند مطالعتنا
للكتاب باجزائه الثلاثة هو ان الاستاذ الكاتب
قد خلط بين قضيتين ترتبطان بأهل البيت (عليهم
السلام).
الاولى: قضية كونهم قد نصبهم الرسول (صلى الله
عليه وآله) بأمر الله تعالى شهداء على الناس
وائمة هدى مطهرين يؤخذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم
وحفظة للشريعة وانهم في هذا الموقع امتداد
للرسول (صلى الله عليه وآله) الا انهم ليسوا
بأنبياء وانهم اثنا عشر كعدة نقباء بني
إسرائيل، وان الثاني عشر منهم صاحب العمر
الطويل كنوح، وصاحب الغيبتين كعيسى،
وانه صاحب الوعد الالهي الذي بشرت به الانبياء
وهذه القضية لا مجال لغير النص او النص
والمعجز فيها.
الثانية: قضية كونهم في زمانهم اولى الناس
بالحكم وان هذه الاولوية اولوية اختصاص بمعنى
انه لا يجوز لغيرهم التصدي لذلك الا بإذنهم،
وانهم قد اذنوا للفقهاء من حملة علومهم ان
يمارسوا ذلك في زمان الغيبة، وهذه القضية لا
مجال فيها ايضا لغير النص ولكن فرقها عن
القضية الاولى ان للامة هنا دور ومشاركة في
الحكم من جهة ان الامة لها الدور الاساسي في
تمكين المنصوص عليه ليقيم الحكم في المجتمع
على اساس الكتاب والسنة وان الحاكم حتى لو كان
نبيا او وصيا يأخذ برأي الامة في القضايا
التنفيذية العامة وقد بيََّن علماء كبار امثال
الشهيد الصدر (رحمهم الله) ذلك
وفي ضوء ذلك فانه في هذه الزاوية لا تعارض بين
النص والشورى، حيث يضطلع النص بتشخيص من له حق
الحكم وتضطلع الامة بنصرة المنصوص عليه
والبيعة له والمشورة عليه في القضايا
التنفيذية العامة بالحدود التي بينتها سيرة
النبي (صلى الله عليه وآله) واستنبطها
الفقهاء.
وليس من شك ان القضية الاولى قضية عقائدية دلت
عليها نصوص القرآن والسنة وتكون الامامة
المعروضة لاهل البيت (عليهم السلام) فيها نظير
امامة ابراهيم (عليه السلام)، حيث حصرت في
ذريته وفي عدد محدد منهم وهم الذين طهرهم الله
تعالى، ونظير الامامة في ذرية هارون حيث حصرت
فى ذريته وكون الائمة المتأخرين منهم بعضهم
اضطلع بموقع الامامة والشهادة على الناس وهو
صبي دون العاشرة وهو يحيى (عليه السلام)،
وبعضهم اضطلع بموقع الحجة على الناس وهو دون
ذلك كعيسى (عليه السلام) صاحب الغيبتين
والظهور في آخر الزمان، كذلك الحال في امامة
النبي (صلى الله عليه وآله) حيث حصرت في عدد
محدود من اسرته وكون الائمة المتأخرين منهم
نظراء ليحيى وعيسى (عليه السلام) في صغر السن
والغيبة والظهور آخر الزمان.
اما القضية الثانية فهي قضية فقهية الا فيما
يرتبط بانحصار حق الحكم بالاثني عشر (عليهم
السلام) فانها من لواحق المسألة العقائدية اما
ما عدى ذلك من قبيل ما هي حدود القضايا العامة
التي يأخذ المعصوم الحاكم فيها برأي الامة؟
وما هي شروط انعقاد البيعة على الحكم او الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر واسقاط الحكومة
الظالمة؟ وغير ذلك فهي مسائل فقهية تستنبط من
سيرة المعصوم.
لقد خلط الاستاذ الكاتب بين هاتين القضيتين
كما خلط اغلب علماء السنة فى ذلك، واعتبر
المسألة التي ترتبط بأهل البيت (عليهم السلام)
ورفع شعارها الشيعة انما هي القضية الثانية
ومن هنا جاءت اشكالاته واشكالات غيره حول
تحديد الائمة بعدد معين، وكيف يكون
الجوادوالهادي والمهدي (عليهم السلام) ائمة
وهم دون العاشرة؟ او كيف تحصر باسرة معينة؟
وغير ذلك.
والى جانب قضية الخلط هذه وهي قضية مركزية في
الكتاب باجزائه الثلاثة هناك ظواهر اخرى من
قبيل:
ظاهرة الخطأ في فهم بعض الروايات وكلمات
الاقدمين من علماء الشيعة.
وظاهرة الاشتباه بالرواية العامية التي توجد
في الكتاب الشيعي على انها رواية شيعية وقد
اوردها المؤلف الشيعي كالسيد المرتضى رحمه
الله في كتابه الشافي للرََّد عليها لا على
انه يعتقد بها.
وظاهرة استغفال القارىء بايراد روايات دون
الاشارة الى ما يعارضها من روايات اخرى.
وظاهرة بتر النص وايراد ما يؤيد مدعاه.
وغير ذلك مما نبهنا عليه في الحلقتين
الماضيتين وفي هذه الحلقة القائمة بين يديك
ايها القارئ الكريم، أرجو ان تحقق غرضها في
الانتصار لمذهب اهل البيت وارجو ان يجعلها
ذخراً وزاداً يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من
اتى الله بقلب سليم.
سامي البدري
قم / 14 رجب /1418 هجـ.
الحلقة الثالثة
الفصل الأول:
موارد من الكتاب والرد عليها
المورد الأول:
علي (عليه السلام) خليفة النبي (صلى الله عليه
وآله)
قال: تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى وهو من
ابرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري ان
عليا (عليه السلام) والعباس (رضي الله عنه)
دخلا على النبي (صلى الله عليه وآله) وسألاه
ان يستخلف فقال لا...
أقول: الرواية التي ذكرها المرتضى ليست من
تراث الشيعة وانما نقلها عن القاضي عبد الجبار
للرد عليها!!!
نص الشبهة
قال: (وبالرغم مما يذكر الإماميون من نصوص حول
تعيين النبي (صلى الله عليه وآله) للإمام علي
بن ابي طالب كخليفة من بعده، إلا ان تراثهم
يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم
وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب
أئمتها.
تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى - وهو من
ابرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري -
ان العباس بن عبد المطلب خاطب أمير المؤمنين
في مرض النبي (صلى الله عليه وآله) ان يسأله
عن القائم بالأمر بعده، فان كان لنا بينه وان
كان لغيرنا وصى بنا. وان أمير المؤمنين قال:
"دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)
حين ثقل، فقلنا: يا رسول الله.. استخلف علينا،
فقال: لا، إني أخاف ان تتفرقوا عنه كما تفرقت
بنو إسرائيل عن هارون، ولكن ان علم الله في
قلوبكم خيرا اختار لكم".
و يقول الكليني في (الكافى) نقلا عن الإمام
جعفر بن محمد الصادق: انه لما حضرت رسول
الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة دعا العباس
بن عبد المطلب وامير المؤمنين فقال للعباس:،
يا عم محمد.. تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز
عداته؟.. فرد عليه فقال: يا رسول الله بأبي
أنت وأمي إني شيخ كبير كثير العيال قليل المال
من يطيقك وأنت تباري الريح. قال فاطرق هنيهة
ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته
وتقض دينه؟.. فقال كرر كلامه.. قال: أما إني
سأعطيها من يأخذها بحقها. ثمقال: يا علي يا
أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض
تراثه؟.. فقال: نعم بأبي أنت وأمي ذاك عليَّ
ولي.
وهذه الوصية، كما هو ملاحظ وصية عادية شخصية
آنية، لا علاقة لها بالسياسة والإمامة،
والخلافة الدينية، وقد عرضها الرسول في
البداية على العباس بن عبد المطلب، فأشفق
منها، وتحملها الإمام أمير المؤمنين طواعية.
وهناك وصية أخرى نقلها الشيخ المفيد في بعض
كتبه عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
تقول ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد
أوصى بها إليه قبل وفاته، وهي أيضا وصية
أخلاقية روحية عامة، وتتعلق بالنظر في الوقوف
والصدقات. واذا القينا بنظرة على هذه الروايات
التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية
كالكليني والمفيد والمرتضى، فإننا نرى إنها
تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي
بالخلافة والإمامة، وترك الأمر شورى).
الرد على الشبة
أقول: أما الرواية التي نسبها إلى الشريف
المرتضى فهي مما أورده في كتابه الشافي ج3/91
كجزء من كلام القاضي عبد الجبارالمعتزلي في
كتابه (المغنى) الذي أورد عدة روايات تنفي ان
يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد أوصى لعلي
أو ان علياً (عليه السلام) قد
أوصى للحسن (عليه السلام)وعقب عليها المرتضى
(رحمهم الله) بقوله:
(والاخبار التي ادعاها (صاحب المغنى) لم تنقل
الا من جهة واحدة (أي جهة أهل السنة) وجميع
شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)على اختلاف
مذاهبهم يدفعها وينكرها ويكذب رواتها فضلا عن
ان ينقلها ولا شىء منها الا ومتى فتشت عن
ناقله واصله وجدته صادراً عن متعصب مشهور
الانحراف عن أهل البيت (عليهم السلام)
والاعراض عنهم).
وفي ضوء ذلك يتضح ان هذه الرواية ليست من تراث
الشيعة وان الشريف المرتضى حين أوردها لم يكن
مصدقاً بها بل رادا عليها فهل حقا غفل الاستاذ
الكاتب عن ذلك؟
اما رواية الكليني فهي رواية ضعيفة ومعارضة
لروايات كثيرة جداً في الكافي نفسه تؤكد انََّ
عليا وارث تراث محمد (صلى الله عليه وآله)قبل
حادثة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله).
اما رواية الشيخ المفيد في اماليه /المجلس
السادس والعشرون/ ص 220-221 فهي وصية أخلاقية
عامة من النبي (صلى الله عليه وآله)لعلي (عليه
السلام) ومن علي لولده الحسن وليس معنى ذلك
عدم وجود وصية أخرى في موضوع آخر فلا تعارض
بينهما أصلا.
لقد كان ينبغي على (الاستاذ الكاتب) ان يبحث
المسألة بحثاً علميا فيورد كل روايات الوصية
في المصادر الشيعية والسنية ويناقشها مناقشة
علمية سندا ودلالة أما ان يكتفي بما ذكر ليقول
بعده (وإذا القينا نظرة على هذه الروايات التي
يذكرها اقطاب الشيعة الامامية كالكليني
والمفيد والمرتضى فاننا نرى انها تكشف عن عدم
وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) للامام
علي بالخلافة والامامة.. وترك الأمر شورى) فهو
مما لا يرتضيه منه قارىء يحترم عقله ووقته.
والى القارىء الكريم نموذج من روايات الوصية
التي ذكرها المفسرون والمؤرخون والمحدثون.
روى الطبري في تفسير قوله تعالى (وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَك الأَقْرَبِينَ) الشعراء/214 عن ابن
حميد قال (ثنا سلمة قال: ثني محمد بن اسحق عن
عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن
عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد
المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن ابي
طالب قال:
لمانزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله
عليه وآله) (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَك
الأَقْرَبِينَ) دعاني رسول الله فقال لى: يا
علي ان الله امرني ان انذر عشيرتي الأقربين،
قال: فضقت بذلك ذرعاً،وعرفت اني متى ما
أُبادِهُّم بهذا الامر أرَ منهم ما اكره
فَصَمَتُُّ، حتى جاء جبرئيل فقال: يا محمد،
انك الا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا
صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا
عساً من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتى
اكلمهم، وابلغهم ما امرت به، ففعلت ما امرني
به، ثم دعوتهم له وهم يومئذ اربعون
رجلاً يزيدون رجلاً او ينقصونه، فيهم اعمامه
ابو طالب وحمزة والعباس وابو لهب فلما اجتمعوا
اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به
فلما وضعته تناول رسول الله (عليه السلام)
حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم القاها في
نواحي الصحفة، وقال: خذوا باسم الله، فأكل
القوم حتى ما لهم بشىء حاجة، وما ارى الا
مواضع ايديهم، وايم الله الذي نفس علي بيده،
ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم،
ثم قال: اسق الناس، فجئتهم بذلك العس، فشربوا
حتى رووا منه جميعاً وايم الله ان كان الرجل
الواحد منم ليشرب مثله، فلما اراد رسول
الله (صلى الله عليه وآله) ان يكلمهم، بدره
ابو لهب الى الكلام فقال لشد ما سحركم به
صاحبكم، فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، فقال من الغد: يا
علي، ان هذا الرجل قد سبقني الى ما قد سمعت من
القول، فتفرق القوم قبل ان اكلمهم، فعد لنا من
الطعام مثل الذي صنعت، ثم اجمعهم لي، قال،
ففعلت، ثم جمعتهم،ثم دعاني بالطعام فقربته
لهم، ففعل كما فعل بالامس، فأكلوا حتى ما لهم
بشىء حاجة، قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس،
فشربوا حتى رووا منه جميعاً.
ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال:
يا بني عبد المطلب، اني والله ما اعلم شاباً
في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به. اني قد
جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد امرني الله ان
أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني
على هذا الامر على ان يكون اخي وكذا وكذا.
قال فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت واني
لاحدثهم سناً، وارمصهم عيناً، واعظمهم بطناً،
واحمشهم ساقاً انا يا نبي الله انا اكون
وزيرك.
فأخذ برقبتي ثم قال: ان هذا اخي وكذا وكذا
فاسمعوا له واطيعوا.
قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب قد
امرك ان تسمع لابنك وتطيع).
اقول:
قوله (كذا وكذا) في الموردين حذف لأصل الكلام
من النساخ الاوائل كما يظهر من رواية الطبري
الآتية حيث أوردها في تاريخه بالسند نفسه
وفيها (على ان يكون اخي ووصيي وخلفيتي فيكم) (ان
هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم).
ورواها ابن عساكر بسنده إلى نصر بن سليمان قال
انبأنا محمد بن اسحق عن عبد الغفار بن القاسم
عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن
عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن ابي
طالب (عليه السلام) وفيها (فايكم يؤازرني على
هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي
فيكم).
ورواها ابن كثير في تفسيره عن ابن جرير الطبري
وفيها (على ان يكون اخي وكذا و كذا) في
الموردين.
ثم علق عليها ابن كثير بقوله: (تفرد بهذا
السياق عبد الغفار بن القاسم ابي مريم وهو
متروك كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره
بوضع الحديث).
اقول: وعبد الغفار بن القاسم كنيته ابو مريم
الانصاري النجاري عداده في اهل الكوفة يروي
عنه شعبة والكوفيون وقد اتهموه ايضا بشرب
الخمر كما اتهموا السيد الحميري الشاعر
المعروف بولائه لأهل البيت بذلك.
والسر في ذلك هو روايته لهذا الحديث ونظائره
في فضائل علي (عليه السلام)، وروايته في مثالب
عثمان.
قال احمد بن حنبل: (كان ابو مريم يحدث ببلايا
في عثمان).
قال ابن حبان: (وكان ممن يروي المثالب في
عثمان بن عفان).
وقال الدار قطنى: (متروك، وهو شيخ شعبة اثنى
عليه شعبة وخفي على شعبة امره).
ونُقِلَ عن شعبة قوله: (لم أَرَ احفظ منه).
قال الذهبي: (بقي الى قريب الستين ومائة وكان
ذا اعتناء بالعلم والرجال وقد اخذ عنه شعبة
ولما تبيََّن له انه ليس بثقة تركه).
اقول: أي اخذ عنه شعبة وتعلم منه لماعندما لم
يكن يحدث ببلايا عن عثمان فلما حدث بها تركه
كما يظهر من قول ابن المديني الاتي.
قال علي ابن المديني: (وكان لشعبة (في عبد
الغفار) رأيٌ وتعلََّمَ منه زعموا توقيف
الرجال ثم ظهر منه رأي ردىء في الرفض فترك
حديثه).
وقال ابن عدى: (وسمعت احمد بن محمد بن سعيد
(ابن عقدة)
(تـ 332) يثني على ابي مريم ويطريه وتجاوز
الحد في مدحه حتى قال: لو انتشر علم ابي مريم
وخرج حديثه لم يحتج الناس الى شعبة).
وقد فات ابن كثير ان قريباً من سياق حديث
الطبري قد رواه احمد بن حنبل في مسنده ج1/159
بسند آخر من غير طريق عبد الغفار قال احمد
حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا ابو عوانة عن
عثمان بن المغيرة عن ابي صادق عن ربيعة بن
ناجذ عن علي (عليه السلام) وفيها (ويكون اخي
وصاحبي ووارثي).
وروى احمد في مسنده 1/111 بسند آخر قال: حدثنا
اسود بن عامر قال حدثنا شريك عن الاعمش عن
المنهال عن عباد بن عبد الله الاسلامي عن
علي (عليه السلام) وفيها (ويكون خليفتي).
وقد رواها قريباً من هذا السياق ايضاً ابو
الحسن الثعلبي في تفسيره بسنده عن الحسين بن
محمد بن الحسين قال: حدثنا موسى بن محمد حدثنا
الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عباد بن
يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن
يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن ابي اسحق عن
البراء بن عازب.
ورواها ايضا قريباً من هذا السياق الثعلبي في
تفسيره وابن عساكرفي تاريخ دمشق بسندهما عن
ابي رافع.
الهوامش
اقول وموقفهم من عبد الغفار نظير
موقفهم من جابر بن يزيد الجعفي قال
الذهبى: جابر احد علماء الشيعة، روى
عن ابي الطفيل وخلق وروى عنه شعبة
وابو عوانة وعدة. وقال ابن حجر في
ترجمته: قال ابن مهدي عن سفيان: ما
رأيت اورع في الحديث من جابر، وقال
ابن علية عن شعبة: جابر صدوق في
الحديث، وقال ايضا: كان جابر اذا قال
حدثنا وسمعت فهو من اوثق الناس وقال
زهير بن معاوية كان اذا قال سمعت او
سألت فهو من اصدق الناس وقال وكيع:
مهما شككتم في شىء فلا تشكوا في ان
جابراً ثقة.
اقول: غير انهم اتهموه بالكذب وتكلموا
فيه لما اظهر الايمان بالرجعة.
قال ابن عدي في الكامل في ترجمة جابر:
وقد احتمله الناس ورووا عنه وعامة ما
قذفوه انه كان يؤمن بالرجعة.
وقال زائدة: كان جابر الجعفي كذاباً
يؤمن بالرجعة.
وقال يحيى بن معين وكان جابر كذاباً
لا يكتب حديثه ولا كرامة ليس بشىء.
وقال سفيان لشعبة لما بدأ يتكلم في
جابر وتغير رأيه فيه: لان تكلمت في
جابر الجعفي لاتكلمنََّ فيك. وقال
معلى بن منصور قال لي ابو عوانة كان
سفيان (ابن عيينة) وشعبة ينهياني عن
جابر الجعفي، وقال وكيع قيل لشعبة لم
طرحت فلانا وفلانا ورويت عن جابر قال
لانه جاء باحاديث لم نصبر عنها.
|